الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مراهقون فى فخ شبكات التخابر الدولية!

مراهقون فى فخ شبكات التخابر الدولية!
مراهقون فى فخ شبكات التخابر الدولية!


شركات الألعاب الأمريكية المتنوعة، أبدعت فى ابتكار العديد من ألعاب الفيديو، خصوصًا تلك التى صار وجودها على الهواتف الذكية أسهل، من أجل جذب أكبر عدد ممكن من الأطفال، والمراهقين.. ومن هنا صارت ألعاب التجسس، التى عادةً لا يعرف مستخدموها أنها تخترق هواتفهم، متوغلة فى حياتهم الشخصية، جامعة كل معلوماتهم الشخصية، بل ووصل الأمر إلى أن المراهق البرىء، لا يعرف أنه أضحى جاسوس نفسه، وجاسوسًا على من حوله.

ومن هنا ظهرت ألعاب مزجت بين الواقع والخيال، استطاعت الاستحواذ على عقول الشباب فى جميع أنحاء العالم، وبات أمرًا أساسيّا من شروط تلك الألعاب، أن تلزم اللاعب بتحديد موقعه، وأحيانًا بالصور الحية، وبالتالى تكون متاحة لجهات تستغل بالطبع تلك المعلومات.
ومن بين أخطر تلك الألعاب، لعبة «Ingress»، أو «إنجرس»، التى حازت على نسب تحميل لأكثر من 10 ملايين شخص، فى 200 دولة حول العالم. وتقوم اللعبة على وجود طاقة غامضة، يجب السيطرة عليها من أحد الفريقين من اللاعبين بجميع أنحاء العالم. والمثير للشك، هو وجود تلك الطاقة فى بعض الأماكن المهمة، سواء كانت أماكن حكومية، أو مناطق حيوية، وحساسة، يكون بعضها ممنوعًا التصوير فيها. ولكى يسيطر على تلك الطاقة، ويصبح المكان مِلكه داخل اللعبة، يجب على اللاعب أن يقوم بتصوير المكان من الخارج، وإرسال بيانات المبنى إلى اللعبة.
وبمجرد البدء فى تفعيل اللعبة لأول مرّة على الهاتف المحمول، تظهر للاعب وثيقتان تجب الموافقة عليهما..الأولى -من أجل استكمال تفعيلها- يجب أن يسمح لكل من اللعبة و«جوجل» بأخذ جميع المعلومات الخاصة باللاعب، لاستخدامها وفقًا لشروط كل من الخدمة والخصوصية، وفى حالة رفض تلك الوثيقة، تقوم اللعبة بوقف جميع الإجراءات الخاصة بالتفعيل. ومن ثم تظهر شاشة سوداء مكتوب بها «هذا التطبيق يتطلب إذْن توثيق، لكنك رفضته، لذلك يجب إغلاقه».
أمّا الوثيقة الأخرى، فمكتوب بها: «تم تحديد مكانك، وسوف يستمر تتبع تحديد مكانك من قِبَل «جوجل» طوال فترة اللعب، حتى تصبح مرئيّا لجميع المستخدمين الآخرين». وبعد الموافقة تؤخذ بيانات اللاعب مثل: «اسم المستخدم، ورقم الموبايل، وكود الدولة، الموقع من الخريطة».
لكن «انجرس» ليست اللعبة المريبة الوحيدة، فلا يمكن لأحد أن ينسى الضجة التى سببتها لعبة «Pokemon go»، أو «بوكيمون جو» فى يوليو 2016، والتى صاحبها تحذيرات من كل المتخصصين فى المجال التقنى بأن هذه اللعبة خطيرة ولا يجب الاستهانة بها أو التعامل معها على أنها مجرد لعبة.
وكانت «بوكيمون» قد انتشرت على الهواتف الذكية فى جميع أنحاء العالم، لتصبح إحدى أسرع الألعاب التى تم تنزيلها فى التاريخ الحديث، بشهادة جميع الصحف العالمية، ووصل عدد من حملوها على هواتفهم أكثر من مائة مليون، وفقًا لما أوضحه متجر «جوجل».
وتتبع اللعبة المُستخدمين فى كل مكان يسيرون فيه، وتحسب كم عدد الوقت الذى يستغرقه رسم خرائط للعالم، لأنها تعتمد فى الأساس على الكاميرا الحية المفتوحة..فيسير اللاعب مصورًا الشوارع  والميادين، وليس من الصعب رؤية كيف يمكن أن تكون المعلومات التى يتم جمعها مفيدة للحكومات والشركات الغربية.
لكن ما يثير الريبة فى تلك اللعبة، ليس عملية التصوير فقط، بل شروط استخدامها، فتتضمن الموافقة أيضًا: الحصول على بيانات سجل الهاتف، معلومات، مثل: عنوان بروتوكول الإنترنت والمعروف باسم «IP» للمستخدم، ونوع المتصفح، ونظام التشغيل، وصفحة الويب، التى يزورها المستخدم، بالإضافة إلى مصطلحات البحث، والروابط التى نقر عليها، وأى إحصاءات أخرى.
فتذكر وثيقة اللعبة، أنه: «يجوز لنا استخدام بيانات السجل الخاصة بالمستخدم، وغيرها من المعلومات، لإنشاء معلومات مجمعة، حول كيفية استخدام خدماتنا، واستخدام هذه المعلومات المجمعة»، والحجة هى تحسين وإدارة استخدام تلك الخدمات.
ثم تضيف: «قد نكشف عن أى معلومات عنك «أو طفلك» تحت حوزتنا، أو تحت سيطرتنا، أمام الحكومة، أو مسئولى إنفاذ القانون، أو الأطراف الخاصة» !! دون تعريف هوية الأطراف الخاصة.
وهنا تخلى اللعبة مسئوليتها عن المحتوى، أو الخصوصية، أو الممارسات والسياسات الأمنية لأى اتجاه من أطراف ثالثة.
أثيرت ضجة أخرى حول هذه اللعبة العام الماضى،  عندما تم الكشف عن كونها ذراعًأ لوكالة الاستخبارات المركزية «CIA».
فشركة «نيانتيك»، والتى تم إنشاؤها فى عام 2010، باعتبارها شركة ناشئة تابعة لـ «جوجل» هى مبتكرة لعبة «بوكيمون»، وكان المؤسس، والرئيس التنفيذى،  هو «جون هانك»، الذى كان لديه اتصالات مع وزارة الخارجية الأمريكية، و«وكالة الاستخبارات المركزية»  CIA.
كما قام «هانك» أيضًا من قبل، بتأسيس شركة «كيهول»، فى عام 2001، وهى شركة متخصصة فى تطبيقات تصوير البيانات الجغرافية المكانية، التى استحوذت عليها «جوجل» فيما بعد عام 2004، وكان العديد من التطبيقات التى طورتها «كيهول» مساعدة فى تطبيق خرائط «جوجل».
وبعدها افتخر الموقع الرسمى لوكالة الاستخبارات المركزية بأن شركة «كيهول» هى رأس المال الاستثمارى التى تمولها الوكالة، مضيفة أنها الرائدة فى مجال التصور التفاعلى ثلاثى الأبعاد.. لذلك أكد العديد من خبراء الغرب أن «هانكى» تورط مع الوكالة فى إنشاء تلك اللعبة التجسسية.
وتسير أيضًا لعبة  «CodeRunners» على نفس درب «بوكيمون جو» و«انجرس» بنسبة كبيرة، حيث أوضحت العديد من الصحف الغربية، أنها ليست لعبة عادية، بل هى وكيل للحكومة الأمريكية، التى تستخدم موقع اللاعبين الحقيقى،  لاختراقهم والتجسس عليهم.
ويذكر أن «إدوارد سنودن»، علق حينها، مؤكدًا على ما كان يقوله الكثير من خبراء التكنولوجيا لسنوات، إذ أشار إلى أننا نعيش فى حالة مراقبة لم يسبق لها مثيل، مضيفًا أن حياتنا الرقمية فتحت، وبشكل متزايد، مسارًا أمام الجهات التى تستغلها والوكالات الاستخباراتية.
وتعتبر الأمثلة المذكورة هنا مجرد نماذج تعد مجرد نقطة فى بحر المعلومات والألعاب التجسسية التى تزداد وتتطور بسرعة مرعبة حيث يوجد عدد كبير منهما، ويعد أشهر ما يتصدر  قائمة الألعاب من هذه النوعية الخبيثة: «Turf Wars» و«Shift»، و«Run «Parallel Kingdom” و«Genesis Augmented Reality» و«Run an Empire» وغيرهما الكثير.
وفى النهاية، يبدو  أن   وكالات التجسس الغربية، تعرف كيف تستغل براءة الأطفال، من أجل مصالحهم الخاصة، دون شعور منهم.. فلم يعد التجسس بحاجة إلى بشر، فقط بعض الهواتف الذكية، التى من السهل اختراقها، وتطوير داخلها عمليات التجسس. >