الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هل يغتال العرب مستقبلهم هربًا من المواجهة؟

هل يغتال العرب مستقبلهم هربًا من المواجهة؟
هل يغتال العرب مستقبلهم هربًا من المواجهة؟


من المسلمات الإقرار الكامل بحقيقة واحدة يراها العالم إلا نحن العرب لأننا لا نريد الاعتراف بذلك لكى لا نواجهها، بأن الوضع الأمريكى - الصهيونى من اندماج وتماثل كامل جعل من أمريكا والكيان الصهيونى توأمين متشابهين لا يمكن فصلهما عن بعضهما، وأحد أسباب هذه التوأمة العضوية هو ما يؤمن به سبعون مليونًا من الإنجيليين الأصوليين الأمريكيين بعقيدة دينية أسطورية مقدسة لديهم بأن رجوع المسيح إلى هذا العالم لخلاصه من شرورهم وآثامهم يجب أن يسبقه قيام دولة يهودية فى أرض فلسطين، وتعد هذه الكتلة أهم دعائم اللوبى الصهيونى فى أمريكا وأهم القوى المؤثرة فى قرارات مجلس النواب والشيوخ الأمريكى، أيضًا هناك التمركز الإعلامى والمالى الصهيونى المؤثر فى قرارات الدولة الأمريكية العميقة لأنها تتعامل مع مزيج مرعب من الأساطير الدينية وما يتبعها من مشاعر وتعصب ليصبح أيديولوجية سياسية أمنية واقتصادية. يضاف إلى ذلك المشهد مشهد  آخر لا يقل خطورة، هو التطبيق الحرفى الكامل للمبدأ المكيافيلى فى أن الغاية تبرر الوسيلة فى الحياة السياسية الأمريكية, وأن المصلحة هى المبدأ دون التقيد بأية قيم أو موانع أخلاقية, تمثل ذلك فى سياستها ابتداءً بإبادة نحو ثلاثين مليونًا من السكان الأصليين «الهنود الحمر»  مرورًا بتورط  جهاز مخابراتها فى نشر وبيع الهيروين والكوكايين فى أوساط الشباب الأمريكى من أجل شراء أسلحة وإرسالها إلى ثوار الكونتر من أجل إسقاط حكومة نيكارجوا فى حينه، وهو ما أظهره فيلم أمريكى شهير باسم «اقتل المرسل» كذلك دورها المحورى فى تأسيس ودعم وتدريب شتى أشكال الحركات الجهادية الإرهابية لتدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن، كذلك ابتزازها لدول البترول العربية. هنا يأتى السؤال: هل تلك المؤامرات والتدخلات الأمريكية لم تستطع إقناعنا بأننا أمام نظام حكم لا يؤتمن ولا ينتظر منه حل لمشاكلنا وقضايانا القومية، النظام الأمريكى لا تحكمه قيم العدالة والإنصاف والإنسانية فى تعامله مع الغير باستثناء الكيان الصهيونى. نرى احتكار أمريكا لهيئة الأمم المتحدة واليونسكو والمحكمة الدولية ومجلس حقوق الإنسان وغيرها ثم تبتز تلك المنظمات بالتهديد والإيقاف لالتزاماتها المالية نحوها لمجرد كونها لها مواقف مخالفة للإملاءات الأمريكية. سياسة إدارة الخد الأيسر بعد الصفع على الأيمن للخد العربى والإسلامى ما عادت مقبولة حان الوقت لإجراء مراجعة رسمية ومواجهة لهذا الأمر حتى لا يغتال العرب مستقبلهم، لقد دفعت الأمة العربية بأقطارها ملايين الشهداء من أجل استعادة قرارها وحقها فى أن تقرر مستقبلها بإرادتها ومواجهتها للحقيقة، تحيا مصر. 