الجمعة 23 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

إنها حقا عائلة منحرفة

إنها حقا عائلة منحرفة
إنها حقا عائلة منحرفة


يومًا بعد يوم، تتساقط الأقنعة عن قيادات جماعة الإخوان الإرهابية التى دائمًا ما كانت ترفع شعار الفضيلة، وتنصب نفسها مدافعة عن الإسلام، فى الوقت الذى ينهش سوس الفساد والازدواجية والسعى وراء المصالح فى قمة هرمها قبل القواعد.

حين تتقدم للعمل بوظيفة ما خاصة إذا كانت لدى جهة رسمية يستلزم الأمر إجراء بعض التحريات وجمع معلومات تخص السلوك الشخصى والعائلى وربما يطلب من بعض الأفراد تقديم ما يسمى بـ«القيد العائلى» مصحوبًا بالفيش الجنائى الذى يكشف ما إذا كنت متورطًا فى مخالفة قانونية أو جنائية.
لو أن إجراءً مثل هذا اتخذ مع حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية لما حق له الالتحاق بأى من هذه الوظائف، ناهيك عن تأسيس جماعة تدعى أنها تعمل على تطبيق شرع الله بين العباد!
يمثل هانى رمضان - حفيد حسن البنا- أحدث الحلقات فى مسلسل الفضائح فى عائلة مؤسس جماعة الإخوان، بعد قرار الحكومة الفرنسية بتجميد حساباته البنكية، لمدة 6 أشهر، لاتهامه بمحاولة ارتكاب وتسهيل أو تمويل أعمال إرهابية وحث أشخاص على ارتكابها، وبحسب وزارة الداخلية الفرنسية، فإن هانى رمضان تبنى تصرفًا وأطلق تصريحات شكلت تهديدًا خطيرًا على الأمن العام على الأراضى الفرنسية.
رمضان، الذى سبق طرده من عمله كمدرس للغة الفرنسية من قبل السلطات فى جنيف لإدلائه بتصريحات معارضة للقيم الديمقراطية وأهداف المدرسة العامة، لأنه دافع فى تقرير كتبه على صحيفة «لوموند» عن ضرورة تطبيق الشريعة ورجم المرأة الزانية.
هانى رمضان والذى طُرد من فرنسا إلى سويسرا فى أبريل 2017، هو الأخ الأكبر لطارق رمضان، صاحب الفضائح الجنسية والمتهم بالاغتصاب والتعدى الجنسى والتحرش على عدد من السيدات فى أوروبا، إذ قدمن إلى نيابة باريس ملف اتهام رمضان، باغتصابهن فى العديد من المناسبات.
«طارق» حفيد البنا حاول التهرب من الاتهامات، فبعد محاولاته دفع الأموال لشراء صمت نساء كان على علاقة بهن، لجأ إلى حيلة أخرى وهى الاعتراف بإقامة علاقة جنسية بالتراضى مع إحدى ضحاياه، أمام قضاة التحقيق الفرنسيين، لإسقاط تهمة الاغتصاب.
وفى محاولته للتهرب من اتهامات الاغتصاب ادعى تعرضه باستمرار للتحرش بسبب وسامته، مشيرًا إلى أنه تم اختياره سنة 2005 من بين الـ7 رجال الأكثر إثارة فى العالم، إلا أنه اعترف بإقامته علاقات جنسية خارج إطار الزواج 5 مرات.
طارق رمضان، الذى يبلغ من العمر 55 عامًا، والمحبوس حاليًا فى سجن فلورى ميروجيس فى مدينة ايسون الفرنسية، تحت الملاحظة الطبية لإصابته بمرض «التصلب المتعدد»، يواجه العديد من تهم الاغتصاب، إحداها من سيدة تدعى هند عيارى التى اتهمته باغتصابها عام 2010 عندما قدمت إليه لأخذ مشورة دينية منه، أما الدعوى الثانية فأقيمت لنفس السبب عام 2009.
البداية عندما تقدمت المؤلفة النسوية والناشطة السياسية، هند عيارى، بأول البلاغات التى اتهمت فيها رمضان باغتصابها، بعد أن نشرت اتهاماتها له على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وبعد أيام على بلاغ هند عيارى، خرجت فتيات أخريات فى فرنسا وسويسرا وبلجيكا، عن صمتهن وتقدمن بشكاوى ضد حفيد البنا، حيث كان يدرس لهن فى المدرسة، وقالت 3 من الضحايا إن العلاقة لم تكن بالتراضى.
وتتضمن قائمة ضحايا حفيد البنا، «منية رابوجى، الصديقة السابقة للمدير السابق لصندوق النقد الدولى دومينيك ستروس كان، وكانت بين الشابات اللواتى شاركن فى حفلات ماجنة نظمت فى فندق كارلتون بمشاركة ستروسكان»، وتقدمت فى مارس الماضى، بشكوى ضد طارق رمضان اتهمته فيها باغتصابها 9 مرات بين عامى 2013 و2014 فى فرنسا، ولندن وبروكسل بين عامى 2013 و2014، وقدمت دليلًا عينيًا يثبت تعرضها للاغتصاب، وهو الثوب التى كانت ترتديه آنذاك، وبعد فحص الـ«دى إن إيه» اتضح وجود علاقة بالفعل.
■ راسبوتين الإخوان
فضائح أحفاد حسن البنا ليست جديدة على جماعة الإخوان وسبقتها عشرات الفضائح، ولم تسلم قيادات الإخوان من الفضائح، وتربعت على رأس تلك الفضائح التى لم تمح من تاريخ الإخوان قضية القيادى الإخوانى عبدالحكيم عابدين زوج شقيقة حسن البنا، والذى عرف بــ«راسبوتين الجماعة»، وحاول مؤسس الجماعة تبرئته من اتهامات التحرش بنساء الإخوان، بل وإلصاق التهمة بشخص آخر كان من المحكمين فى هذه القضية وهو الدكتور إبراهيم حسن أحد قادة الإخوان الكبار.
وكان عبدالحكيم عابدين من أوائل من بايعوا مؤسس الجماعة «حسن البنا»، واختاره بعدها البنا ليكون زوج شقيقته، وبذلك أصبح أحد أكثر الأعضاء قربًا من المرشد العام للجماعة، وكان شخصًا شديد الالتزام فى الظاهر، وهو ما جعل البنا يكلفه بإنشاء نظام للتزاور بين أسر الإخوان لتعميق الترابط والحب بين بعضهم البعض فكانت تعقد لقاءات أسرية وزيارات متبادلة يشرف عليها بنفسه.
وفى عام 1945، تم الكشف عن العديد من الفضائح الأخلاقية التى وصفها بعض الإخوان أنفسهم بأنها يشيب من هولها «شعر الوليد»، وتورط فيها عابدين بنفسه، ولم يكن أمام المرشد إلا خيار واحد، وهو إجراء تحقيقات مكتوبة مع عابدين بمعرفة بعض كبار أعضاء الجماعة.
وبالفعل أُجرى تحقيق مع عابدين انتهى بإدانة واضحة له، فما كان من حسن البنا إلا التكتم على الموضوع والتستر على أفعال زوج شقيقته، مع إصدار أوامر بحل نظام الأسر، بالتزامن مع اختفاء التحقيقات المكتوبة، وإقرار المرشد الأول ببراءة زوج شقيقته من التهم المنسوبة إليه، وتأكيده أن المحكمين فى القضية أثبتوا براءته من تهمة التحرش بنساء الإخوان، وأن الدكتور إبراهيم حسن أخفى وثائق محاكمة عابدين ورفض تسليمها لأعضاء الجماعة.
ونتيجة لتلك الفضيحة الجنسية المدوية ترك العشرات من قيادات الإخوان الجماعة، اعتراضًا على تبرئة البنا لزوج شقيقته، وكان على رأس الخارجين أحمد السكرى وكيل الجماعة رفيق درب حسن البنا،، ويعد أول المنشقين الحقيقيين عن الجماعة، وفضحه عددًا من تصرفاتها.
كان أحمد السكرى وكيلًا لحسن البنا «مرشد الجماعة الأول»، ثم تم اختياره عضوًا منتدبًا فى مكتب الإرشاد، ويعد أحد أربعة أسسوا الجماعة، وفى فضيحة «عابدين»، كان أحمد السكرى ضمن اللجنة المشكلة للتحقيق فى القضية، وأدانت اللجنة عبدالحكيم عابدين بالتهم المنسوبة إليه، وأنه بالفعل تورط فى عدد من التجاوزات الأخلاقية فى حقِّ عدد من سيدات الجماعة، وأنه لابد من فصل عبدالحكيم عابدين، للحفاظ على دعوة وتعاليم الإخوان، وهو ما رفضه حسن البنا، وقررت اللجنة عدم إجراء أى تحقيق آخر فى الموضوع، حتى لا يتم فضح العائلات، والتشهير بالأعراض والإساءة إلى الدعوة، وتجاهل «البنا» تجاوزات زوج شقيقته الأخلاقية، وقام بفصل أحمد السكرى، وأعقبه فصل حسين عبدالرازق «أحد المشاركين فى اللجنة التى أدانت عبدالحكيم»، وغيرهما ممن خالفوا البنا فى الرأى، وعين «البنا» عبدالحكيم عابدين وكيلًا للجماعة، ليخرج أحمد السكرى ناقمًا على الجماعة، ونشر العديد من المقالات التى تعارض الجماعة، وأسس جماعة «الإخوان المجاهدون الأحرار»، ولكنها لم تلق الدعم الكافى فانضم لجمعية مصر الفتاة.
الانحرافات الجنسية داخل الجماعة لم تتوقف عند بيت البنا فقط، ولكنها طالت العديد من قيادات الإخوان فى مصر وخارجها ومن بينها فضيحة ياسر على المتحدث باسم رئاسة الجمهورية فى عهد الإخوان وزواجه السرى من إحدى الصحفيات، وكذلك حكاية زواج مصطفى مسعد القيادى الإخوانى ووزير التعليم العالى فى حكومة هشام قنديل، من فتاة إيطالية فى السر لفترة زمنية قصيرة، كما تردد زواج القيادى الإخوانى جمال تاج الدين، سرًا 6 مرات، ولا يستمر الزواج الواحد أكثر من عام فقط، ومن أشهر الفضائح التى هزت الرأى العام، كانت قصة زواج مذيع الجزيرة الإخوانى أحمد منصور عرفيًا من إحدى فتيات حزب العدالة والتنمية الحاكم فى المغرب وتدعى كريمة «فريطس» وتبلغ من العمر 26 سنة.■