السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ألم يأن الأوان بعد..؟

ألم يأن الأوان بعد..؟
ألم يأن الأوان بعد..؟


العنوان ليس جديدا، إنما نردده مع كل ذكرى لتلك النكبة التى بلى بها العرب منذ 70 عاما باغتصاب فلسطين التى باتت نكبتها السنوية ذكرى وتمر إلا أنه وفى ذكراها السبعين فاق العرب على نكبة جديدة لكنها لم تكن مفاجئة فى معرفتها بل بتحقيقها فعلا، حيث نفذ الرئيس الأمريكى وعده للكيانى الصهيونى بافتتاح سفارة بلاده فى القدس العربية فى ذكرى النكبة السبعين كنا نعلم موعد الافتتاح ولم نتحرك التحرك الواجب للوقوف ضد تنفيذه أن فعلها ترامب ونفذ قراره الذى أصدره نهاية العام الماضى الذى عجز عن تنفيذه الرؤساء السابقون عليه ولم يجرؤ أحدهم على هذه الخطوة، إلا أن ترامب تحدى العالم وكافة القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن التى تقر على أن القدس أرض عربية محتلة وعاصمة لدولة فلسطين، كل ذلك حدث وسط عجز وتخاذل دولى غير مسبوق والكيل بمكيالين فى تنفيذ القرارات الدولية وشهد انتهاكات إسرائيلية لكل المقدسات فى القدس سواء إسلامية أو مسيحية فى محاولات لتهويدها بتغيير معالمها ومحاصرة أهلها والتنكيل بهم بجميع أساليب العنف ما كان يحدث هذا إلا لأننا نعيش عصر الهزيمة، حيث انقضى عقد العرب وتبعثروا بل ولقد غدا بعضهم أعداء للبعض والتبعية الكاملة للبعض لقوى خارجية إقليمية ودولية ولم يكترثوا لإهانتهم التى وجهها ترامب لهم، حيث صرح بأن بقاء بعض الأنظمة العربية هو نتيجة ضمان أمريكا لأمنها، فى ظل هذه الأوضاع المتردية لم يعد للعرب دور فى تقرير مصير أوطانهم ومباح لقوى أجنبية منها إقليمى ودولى تمارس بسط نفوذها عليه، بعضها يرسل قواته لتسيطر على ما تسمح به لها القوى المنافسة أو تكيل الضربات لجيوشه أو تهدد مصالحه الحيوية فى المياه أو الغاز أو النفط؛ ففى ظل غياب الإرادة العربية الفاعلة تتم كل التجاوزات دون أى اعتبار يتساقط الشهداء الفلسطينيون فى غزة وسائر أنحاء فلسطين المحتلة يوميا ويشيعهم رفاقهم متعجلين ليعودوا إلى مواجهة جيش الاحتلال بصدورهم العارية وبعض الحجارة والإطارات المشتعلة، يقفون أمام عدونا الوطنى والقومى والإنسانى بكل شجاعة نيابة عنا جميعا، ينظر العرب إلى المشهد بشيء  من الأسى وقد يتعاطفون للحظة ثم يواصلون حياتهم اليومية، لا يقدمون الدعم الواجب إلا القليل، هان العرب على أنفسهم فهانوا على العالم، حيث إن هذا الواقع أحد نتائج عصر الهزيمة الذى نعيشه ويحارب بعضنا البعض بجانب داعش ضد الجيوش الحكومية والبعض يتواطأ على البعض بحجة منع النفوذ الإيراني. الصورة قاتمة حيث انفض جمعنا وانعدمت إرادتنا الجماعية وهنا نسأل ألم يأن الأوان لاستدراك ما نسيناه من انتصارات بقوتنا ولحمتنا كعرب؟!
تحيا مصر