الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

العدل «حروب»

العدل «حروب»
العدل «حروب»


المشهد الذى سأحكيه الآن حدث بالفعل، بعد مناقشة حامية بينى وبين إحدى زميلاتى عن موضوع «فضل شاكر» وقبلها مناقشة أكثر حمية بينى وبين زوجى، خرجت لشرفة بيتى أمارس نشاطا منزليًا أصيلا، ومن هنا بدأت أنتبه أن أحد المتواجدين فى الشارع، الله أعلم، صاحب أحد المحلات أو عامل الأمن أو أيا كان يستمع لأغنية «شاكر» الجديدة، أغنية تيتر مسلسل «يسرا»، «لدينا أقوال أخرى» التى بدأ انتشارها على موقع اليوتيوب منذ أيام قليلة. من هنا ومن موقعى هذا أدركت أن الشعب المصرى لم ولن يسمح لأحد أيا كان ومهما كان أن يقرر له ماذا يفعل؟..
الفيس بوك وتويتر ينتفضون يا عالم، دعوات المقاطعة للعدل وآله ومسلسلاته تملأ الفضاء الإلكترونى يا شعب، ماذا سيفعل الآن أصحاب تلك الدعوات شديدة اللهجة؟؟
الحق، والحق يقال فى هذا اللحظة، أن الحرب التى يواجهها أصحاب شركة «العدل جروب» - الشركة المنتجة للمسلسل-  والمطلوب بمقاطعة مسلسلاتهم الخمسة لهذا العام ومنها مثلا مسلسل «نسر الصعيد»، للنجم الأكثر شعبية فى مصر، محمد رمضان.. هى حرب لا يستحقها أصحاب تلك الشركة، خصوصا أنهم تراجعوا واستبعدوا غناء «شاكر» من التيتر بعد الحملة الهجومية تلك وبعد أن شعروا أن الأمر من الممكن أن يؤذى مشاعر الشعب اللبنانى تحديدا..
«العدلية»، يعتبرون من أهم شركات الإنتاج الفنى فى السنوات الأخيرة، قدموا أعمالا جادة سينمائية وتليفزيونية، مواقفهم الوطنية واضحة ولا تحتاج لإعادة تأويل. مواقفهم من القضايا العربية مسجلة على شرائط أعمالهم، فأول مرة يحرق العلم الإسرائيلى كان فى فيلم من إنتاجهم كتبه الأخ الكاتب فى العائلة «مدحت العدل»، وهو فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، وبعده مناصرة أخرى للقضية الفلسطينية فى فيلم «أصحاب ولا بيزنس».. ومؤخرا انتصار للحق ضد طيور الظلام فى مسلسل «الداعية» وفيلم «مولانا».
العائلة بأكملها تعمل فى الفن منذ عشرات السنين، البداية كانت من الممثل الراحل «سامى العدل» ثم بدأ توالى دخول العائلة فردا فردا، «مدحت العدل»، من أكثر الكتاب انتماء للوطن، من أفلامه الأولى وحتى آخر أعماله يعبر عن هذا الانتماء بالأغانى والحوارات فى أفلامه، «محمد وجمال العدل» ينتبهون للأعمال التى ينتجونها، يبتعدون عن الإسفاف والابتذال اللذان تمتلئ بهما معظم الأفلام التجارية.. الجيل الثانى فى العائلة حريص على تقديم الأعمال الجادة.
عائلة فنية كتلك تستحق التشجيع والاحترام وليس التعنيف والإقصاء. 