الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تبرعوا لبناء سعادة الوزير..!

تبرعوا لبناء سعادة الوزير..!
تبرعوا لبناء سعادة الوزير..!


أعرف وزراء كانوا يمدون يدهم طلبا للمساعدة فى آخر الشهر.. ووزراء كانوا يعملون سرًا على «أوبر وكريم».. وهناك وزير اشتغل على توك توك فى المساء والسهرة.. الوزراء غلابة يا جماعة.. لا ينافسهم فى الغلب سوى رئيس البرلمان.. ومعه حق أسامة هيكل النائب الميسور والذى أطلق صيحة يائسة: يا جماعة الوزير يتقاضى ألفى دولار فقط.. يا حرام!
المسألة غريبة والله.. والوزراء يقفون فى طوابير المحتاجين..  وأسامة هيكل شخصيًا يشحت عليهم.. ورواتبهم مربوطة والعين بصيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وعلى عبدالعال رئيس البرلمان يكتشف السر ويعلن أن ضعف الرواتب وراء اعتذار المرشحين عن تولى الوزارة..!
ولا أعرف والله.. ولو كان المقصود بتصريح أسامة هيكل وزملائه حول فقر الوزراء.. إذا كان المقصود هو الطبل والزمر فلا مانع والله.. وأكل العيش يحب الفرقعة والطبل البلدى.. أما إذا  كانت المسألة حقيقية والوزير يعانى الفاقة.. فمن الواجب مد يد العون والمساعدة.. والواجب تشكيل لجنة شعبية كبرى للدفاع عن حقوق الوزراء الغلابة.. وقد تدهورت أحوالهم يا حرام.. ولعبت بهم الدنيا الكورة الشراب.. واللجنة الشعبية المقترحة سوف تتولى إدارة شئون معيشتهم.. وترشدهم لأفضل السبل لترشيد الإنفاق وشراء البضائع الرخيصة بسعر الجملة.. تماما كما يفعل زملاؤهم من عموم الموظفين.. ولا مانع من تعريفهم ببنك ناصر.. ليتمكنوا من الحصول على سلفة مناسبة تماما كما الموظف الذى انكشف عنه برقع الحياء.. فيفعل كل ما يستطيع من أجل أن تسير المراكب آمنة مستقرة فى ظل الغلاء  المحلى والتضخم المستورد..!
يقول أسامة هيكل الذى يتقاضى مليون جنيه شهريًا من عمله رئيسا لمدينة الإنتاج الإعلامى.. يقول فى مجال دفاعه عن الوزراء إنهم لا يجدون عملا بعد خروجهم من الوزارة.. وهذا غير صحيح فى جمهورية مصر المحروسة.. لأن لقب «سابق» يفتح الأبواب المغلقة.. ويمهد الطريق لعضويات مجالس إدارات البنوك، والرواتب والمكافآت فلكية.. ثم إن الوزير يعود بعد الوزارة إلى عمله السابق مسلحًا بالخبرة والعلاقات مع كبار الكبار.. بما يسهم فى إصلاح الحال المائل قبل توليه الوزارة.
زمان زمان.. وفى عهد جمال عبدالناصر لم يكن مسموحا للوزير بالعمل فى مجال تخصصه الوزارى لمدة خمس سنوات..  حتى لا يستغل علاقاته الوظيفية فى شغله الجديد بعد الوزارة.. ثم إن الرواتب كانت ملمومة.. مائتى جنيه وخلاص.. وسامى شرف بجلالة قدره لم يكن يتقاضى أكثر من مائتى جنيه وكان الله بالسر عليمًا..!
بعد جمال عبدالناصر.. سقط شرط السنوات الخمس بدون شغل.. وفى عهد السادات ثم فى عهد مبارك كان مسموحًا للوزير بالعمل فى نفس نشاط عمله الوزارى بعد خروجه من الوزارة..!
الآن.. وقد تساوت الرءوس.. لن تستطيع زوجتى العاقلة معايرتى بالفقر الأزلى.. لأن هناك من الوزراء من يقفون معى فى الطابور.. وخوفى عليهم من زوجاتهم المفتريات اللاتى هن فى حاجة إلى إعادة تدريب وتأهيل نفسى من أجل توفيق الأوضاع..!
اللهم لا شماتة.. والمشكلة الحقيقية أن الوزير لا يستطيع العمل بعد الظهر.. وهناك من الموظفين المحترمين من يصلح حنفيات.. وهناك من يمسك حسابًا للفرن البلدى وهناك من يعمل خبيرًا استراتيجيًا يا حرام.. وهناك من يدهن دوكو ويلزق سيراميك.. وهناك من أجبرته الحاجة والفاقة إلى العمل بالتليفزيون يتكلم فى الفاضى والمليان..!
أقول: على حضرة الوزير أن يوفق أوضاعه.. وأن يتعرف على البدائل المتاحة.. وبدلا من شراء اللحم الصريح عندكم المواسير لزوم عمل الشوربة والفتة.. وهناك أرجل الفراخ كمعادل موضوعى لفراخ المزارع..  ولا تنسوا الفول بالزيت والليمون وبلاش الكشرى لأن أسعاره نار يا حبيبى نار..!
لا تنس وكالة البلح يا سيادة الوزير الفقير والمحتاج.. والوكالة تقدم  أحدث صيحات بيوت الأزياء الأوروبية بربع الثمن.. أما هواة الشوبينج.. فالمولات مفتوحة وعندكم سوق الجمعة فى التونسى وسوق التلات فى إمبابة.. ومسموح هناك بالفصال والمساومة.. واسألوا خبرة أسامة هيكل.. الوزير الذى ترك الوزارة.. ففتح الله عليه من وسع.. يا دوب مليون جنيه شهريًا!