الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حكومة الثلاث ورقات..!

حكومة الثلاث ورقات..!
حكومة الثلاث ورقات..!


وما هذه الحكومة الغريبة التى تتهرب من حقوقنا نحن أصحاب المعاشات.. فتلجأ إلى شغل الثلاث ورقات.. وتستأنف الحكم الواضح والصريح أمام محكمة غير مختصة بغرض التسويف والتأجيل.. مع أن الحكم المستأنف يؤكد ضرورة حصولنا على حقوقنا بأثر رجعي.. يعنى التسويف لن يفيد الحكومة.. التسويف سوف يضاعف أصل الدين.. ومن الواضح أن الحكومة تبحث عن مخرج لأكل حقوقنا التى سبق واستولت عليها فى عهد يوسف بطرس غالي.. الذى يستحق الإعدام شنقا وقد استولى على فلوس المعاشات بطريقة ملتوية وإجرامية.. وقد ضم مليارات المعاشات إلى ميزانية الدولة ليغطى العجز ويتلاعب بالأرقام وهذه مسئولية تضامنية لحسنى مبارك خصوصا أنها جريمة دولية أن تلجأ إلى الاستيلاء على فلوس المعاشات!

وفى جميع دول العالم المتحضر فلوس المعاشات مصانة بحكم القوانين والدساتير الواضحة.. وكلها تنص على أن أموال المعاشات مقدسة.. لا يجوز التلاعب بها ولا يمكن المضاربة بها أبدا.. فما بالك بالاستيلاء عليها نهائيا.. وهناك دول عبيطة فى أوروبا لا تحتفظ فى خزائنها بتلك الأموال.. وتوكل بها إلى شركات متخصصة تتولى دفع المعاش الذى هو تحويشة عمر العامل والموظف طوال المشوار الوظيفي.. وشركات المعاشات تتنافس حول تقديم الخدمة الأفضل.. وهناك شركات تعطى أموالا إضافية فوق المعاش نظير تعاملك معها.. حوافز يعني.. وفى أوروبا أيضا هناك من شركات المعاشات من يعطيك معاشا إضافيا فوق معاشك الأصلي.. عندما تدفع شهريا جزءا أكبر من راتبك أو دخلك الشهرى نظير الاستفادة من المعاش الأصلى ثم الإضافي.. والهدف من ذلك كله أن تحتفظ بمستوى معيشتك دون اهتزاز بالغ كما يحدث عندنا!
انظر الخيبة يا أخي.. وسعادتك تحال إلى المعاش فتفقد بالاستهبال الحكومى ثلثى دخلك.. هكذا خبط لزق.. فى الوقت الذى تحتاج فيه إلى رعاية صحية مخصوصة وزيارات للأطباء وشراء علاج بالشيء الفلاني.. فتضطر سعادتك وبعد بلوغك سن التقاعد إلى النزول لسوق العمل من جديد.. ومن أبوابه الخلفية.. فتعطى دروسا خصوصية.. أو تعمل سائق أوبر وكريم.. أو تمسك حسابات فرن بلدي.. أو أن تتسول فى الطريق العام..!
ووالله يا أخى إنها هواية خاصة لمحسوبكم.. أن أتأمل فى وجوه المئات من المتسولين أقابلهم يوميا فى الطريق العام.. وأكاد أجزم أننى أعرف بعضهم.. تعاملت معهم من قبل فى المصلحة الحكومية.. أو فى مدارس الأولاد.. وقد خرجوا للمعاش دون الحصول على دخل إنسانى يكفل لهم لقمة العيش فيما تبقى من أيامهم المعدودة!
الغريب يا أخى أن الخواجة الذى يؤسس الشركات الخاصة لجمع المعاشات يكسب ذهبا من هذا النشاط التمويلي.. لأن هذه الشركات فى حقيقتها تمارس نشاطا تأمينيا.. وتستثمر فلوس المعاشات فى المشروعات المربحة.. ولاحظ أنها لا تغامر بها فى البورصة.. أو فى نشاطات مالية غير مضمونة.. هى تبنى الشقق وتبيعها.. أو تؤجرها وتكسب ذهبا كما كانت تفعل شركات التأمين زمان.
الأمور واضحة وسهلة ومربحة عند الخواجة.. إلا عندنا وفلوس المعاشات فى جيب الحكومة تتفشخر بها ثم تعايرك بعد ذلك أنك تكلفها الشيء الفلانى نظير معاش نهاية الخدمة.. مع أنها فلوسك أصلا وهى تديرها نيابة عنك.. لكنها تديرها بأسلوب الثلاث ورقات وفين السنيورة.. وقد استولت عليها عينى عينك.. فى إجراء لا يحدث مع عصابات على بابا شخصيا.
وعند القضاء الخبر اليقين.. وعندما لجأ البدرى فرغلى بوصفه وكيلا ونقيبا لأصحاب المعاشات إلى القضاء حصل على حكم واضح قاطع بأحقية أصحاب المعاشات فى الحصول على معاش واقعي.. وليس كالمعاش الرمزى الذى نتقاضاه الآن.. والقضاء لا يجامل.. ونحن لا نطالب بحسنة قليلة تمنع بلاوى كثيرة.. لكن الحكومة الناصحة تلاعبنا وتلعب بنا وتلجأ إلى قضاء غير مختص من أجل التأجيل والتسويف.. لتذكرك بمحترفى الثلاث ورقات.. و.. فين السنيورة؟!. 
 