الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

معبود الجماهير مصر على عرش أفريقيا بالثــــــلاثة

معبود الجماهير مصر على عرش أفريقيا بالثــــــلاثة
معبود الجماهير مصر على عرش أفريقيا بالثــــــلاثة


تحية إجلال وتقدير وشكر وامتنان مسجلة بعلم الوصول من الشعب المصرى إلى الحاج «صلاح حامد غالى طه» وحرمه المصون لأنهما قدما للمصريين طاقة نور وأمل كانوا فى أشد الحاجة إليها.. قدما لنا جالب الفرحة وتاجر السعادة الجديد.. ليس لأنه لاعب فذ وموهوب فحسب بل لأن أخلاقياته وسلوكياته وتواضعه كانت الجسر الحقيقى الذى عبر عليه إلى آفاق المجد وسكن قلوب المصريين.. شخص آخر لا يملك أساسًا حقيقيًا من الاحترام والتربية أو حظًا وافرًا من الأصل الطيب النظيف أو نصيبًا من النقاء والبساطة لكان أصيب بالجنون من تلك النقلة الكبيرة..
بلغة المصريين الدارجة «عرفت تربى يا حاج صلاح».. ورغم أن ابنك وحبيب الملايين كان نجم الشباك وخطف «الكادر» من الجميع إلا أن الليلة كانت مصرية خالصة بامتياز.. تربعت فيها «أم الدنيا» على عرش القارة السمراء بالثلاثة،  فبعد أن تُوج الفرعون المصرى محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب فى أفريقيا متفوقًا على الثنائى السنغالى ساديو مانى لاعب ليفربول الإنجليزى الذى جاء فى المركز الثانى، والجابونى أوباميانج لاعب بوروسيا دورتموند الألمانى الذى حل فى المركز الثالث, حصل المنتخب الوطنى على جائزة أفضل منتخب متفوقًا على الكاميرون ونيجيريا، وفاز هيكتور كوبر مدرب الفراعنة، بجائزة أفضل مدرب فى أفريقيا. صفاء الروح وعشق الوطن رائع، ووجه مشرف للكرة المصرية.

من جانبه، صرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى يعرب عن خالص تهنئته للشعب المصرى على حصاد مصر لجوائز كرة القدم الأفريقية. وأضاف أن المنتخب الوطنى لكرة القدم حصل على أحسن فريق فى أفريقيا انعكاسًا للمستوى المتميز الذى ظهر به خلال عام 2017، وفوز ابن مصر البار اللاعب محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب كرة قدم فى أفريقيا، والذى أصبح مثلاً يحتذى به فى الإخلاص والاجتهاد والتمثيل المشرف لبلدنا العزيز مصر فى المحافل الدولية، معربًا سيادته عن عظيم امتنانه وتقديره لدور محمد صلاح كنموذج لشباب مصر الواعد الطامح لتحقيق ذاته وإثبات جدارته بتمثيل وطنه.
وفى الإطار نفسه هنأ الرئيس المدير الفنى للمنتخب الوطنى المصرى لكرة القدم هيكتور كوبر على فوزه بجائزة أفضل مدير فنى فى أفريقيا، مؤكدًا استمرار الدولة فى تقديم الدعم للرياضة والرياضيين لرفع اسم مصر عاليًا فى كل المحافل الرياضة.
أمير القلوب.. صلاح
فرحة عارمة سكنت كل القلوب، وغمرت البهجة نفوس الملايين، بتتويج صلاح على وجه الخصوص، والذى قاد منتخب مصر للتأهل إلى نهائيات كأس العالم «روسيا 2018» بعد غياب 28 عامًا عن الحدث العالمى، كما حقق الكثير من الإنجازات والأرقام القياسية على مستوى مسيرته الاحترافية فى أوروبا.
ولد محمد صلاح حامد غالى طه فى 15 يونيو عام 1992 فى قرية «نجريج» التابعة لمدينة بسيون فى محافظة الغربية بشمال مصر، وفضل الانضمام لمعهد اللاسلكى بعد تخرجه من المدرسة الفنية الصناعية ببسيون، الذى أطلق عليه محافظ الغربية اسمه تكريماً له عقب مساهمته فى وصول المنتخب إلى المونديال.
انضم اللاعب المصرى إلى نادى «المقاولون العرب»، وتدرج فى صفوف الناشئين حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول ولعب لموسمين بالنادى، ثم اتجه للاحتراف الخارجى فى أوروبا، وانضم خلال مسيرته إلى العديد من الأندية الكبيرة فى أوروبا مثل بازل السويسرى وتشيلسى الإنجليزى وفيورنتينا وروما الإيطاليين وناديه الحالى ليفربول الإنجليزى.
حقق محمد صلاح شهرة واسعة واختير كأفضل لاعب مصرى محترف بالخارج، وأصبح لاعباً أساسياً فى صفوف منتخب مصر الوطنى.
ارتبط صلاح بقريته «نجريج» بالغربية كثيراً، وكان يردد دائماً بأن أهالى قريته البسيطة كانوا يمثلون له الدافع القوى نحو التألق والنجومية، سواء مع منتخب مصر أو الأندية التى انضم لها.
ارتباط اللاعب المصرى بقريته ومسقط رأسه تمثل فى حرصه الدائم على قضاء إجازاته الخاصة فيها، وقضاء الأعياد مع أهلها، وحرصه على مشاركه أبنائها أفراحهم وأحزانهم، فلم يتأخر عن ذلك، وقتما كانت تسمح ارتباطاته مع أنديته أو مع المنتخب.
وتمثل ارتباط اللاعب ببلدته وعشقه لها فى تبرعه بالملايين من أجل تحسين الخدمات بها، وتخفيف الأعباء عن أهلها فقد توالت تبرعات اللاعب حيث تبرع بـ8 ملايين جنيه لإنشاء حضانات أطفال لمستشفى قريته، وتبرع بـ4 ملايين لاستكمال إنشاء المعهد الدينى بالقرية، وتبرع بعدد من المشاريع الخيرية داخل القرية، كان أبرزها تجهيز مستشفى القرية بأفضل الأجهزة الطبية ووحدة تنفس صناعى، كما تبرع بـ5 ملايين جنيه لعدد من دور الأيتام فى المحافظة، إضافة إلى تبرعه بإنشاء وحدة إسعاف بقريته «نجريج».
وفى يناير الماضى وقبل مشاركة المنتخب الوطنى فى بطولة الأمم الأفريقية بالجابون تبرع اللاعب بـ5 ملايين جنيه لصندوق «تحيا مصر»، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكرمه بحضور المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب.
لم يقتصر الأمر على ذلك بل كان اللاعب وفى كل مباريات المنتخب الوطنى بمصر يتكفل بنفقات شراء تذاكر وتوفير أتوبيسات لنحو 150 من أبناء قريته لحضور المباريات وتشجيع منتخب بلادهم.
صلاح فى عيون نجوم العالم
قال يورجن كلوب، المدير الفنى لـ«ليفربول»: «محمد صلاح أنت نجم الفريق، منذ انضمامك مطلع الموسم الحالى، وتعلم مقدار حبى لك واحترامى لموهبتك، وأنت واحد من أهم لاعبى الفريق، ويجب أن تحافظ على العمل والتدريب الجاد والمكانة الرائعة التى صنعتها لنفسك، طريقة لعبك تطورت بشكل كبير، خاصة فى تسجيل الأهداف».
أما روبى فاولر، المهاجم السابق لـ«الريدز» فقال لصلاح: «أنت لاعب رائع وخارق للعادة، لفت نظرى منذ بداية فترة الإعداد، وتوقّعت أنك ستشكل عبئاً كبيراً على دفاعات الفرق المنافسة، وتمنيت أن تسجل أكبر عدد من الأهداف فى كل خصوم ليفربول، لأنك لم تلعب فى تشيلسى بشكل كافٍ، لكنك تألقت مع روما وحققت كل طموحك عندما شاركت بصفة أساسية».
ويقول ستيفن جيرارد، النجم التاريخى لـ«ليفربول» لمحمد صلاح: «عزيزى صلاح تابعتك عندما كنت فى صفوف تشيلسى، لكنك لم تكن على المستوى المأمول، وتألقت عندما لعبت بقميص روما، ما أثار التساؤل عن إمكانية عودتك إلى الدورى الإنجليزى، وكنت أخشى تكرار سيناريو «البلوز» وأن يجانبك التوفيق مثلما حدث من قبل، لكن ردك جاء قوياً، وأثبت أنك الأفضل».
وأصبح محمد صلاح بعد حصوله على جائزة أفضل لاعب بالقارة السمراء، فى الحفل الذى أقيم بالعاصمة الغانية «أكرا» ثالث لاعب عربى يحصد الجائزة. وكان المغربى مصطفى حجى أول من حصل على الجائزة عام 1998، ثم جاء الجزائرى رياض محرز وحصد الجائزة كثانى لاعب عربى عام 2016، حتى جاء صلاح وحصل على الجائزة كثالث لاعب عربى يحصل على الجائزة عن العام المنتهى.
واحتفت وسائل الإعلام بإنجاز الفرعون المصرى، كما سلطت الضوء على إنجازاته فقالت صحيفة «ميرور البريطانية»: محمد صلاح نجم ليفربول ومهندس الأنفيلد يحصد جائزة أفضل لاعب فى أفريقيا لعام 2017. أما «ليفربول إيكو البريطانية» فقالت: محمد صلاح يحقق إنجازا تاريخيا، ويتوج بجائزة الأعظم فى أفريقيا.
وكتب موقع فرانس 24: محمد صلاح نجم ليفربول يحصد جائزة لاعب العام فى أفريقيا. أما «ذا صن البريطانية» فقالت: محمد صلاح يختتم موسمه المذهل بحصد جائزة أفضل لاعب أفريقى. وكتبت «سكاى سبورتس البريطانية»: محمد صلاح يسطر تاريخا جديدا ويتوج بجائزة أفضل لاعب بالقارة السمراء.
كما أصبح محمد صلاح لاعب المنتخب الوطنى أول لاعب أفريقى يجمع بين جائزتى أفضل موهبة أفريقية، بعد الحصول عليها عام 2012 مع بازل السويسرى، وجائزة أفضل لاعب فى أفريقيا عام 2017 مع ليفربول الإنجليزى.
مواقف لا تنسى لصلاح
عقب صعود منتخب مصر لكأس العالم، تعرض والد محمد صلاح لحادث سرقة مبلغ قدره 30 ألف جنيه من سيارته فى منطقة مدينة نصر وضبطت الأجهزة الأمنية المتهم، وتبين أنه حارس لعقار فى المنطقة. لكن فوجئ الجميع من رد فعل صلاح مع سارق أبيه، حيث إنه طلب من والده العفو عن الجانى، والبحث له عن فرصة عمل، كما أنه طالب وسائل الإعلام عدم نشر صورة السارق للحفاظ على سمعته.. وتتعدد المواقف التى يثبت فيها صلاح أنه نموذج لـ«البطل الشعبي» والنجم الوطنى الذى يعلى من شأن بلاده، ولذلك يلتف حوله كل المصريين، فقبل أن يسافر إلى لندن لتوقيع عقد انتقاله لفريق «ليفربول»، ذهب إلى أهرامات الجيزة، والتقط من أمامها صورا، ونشرها على صفحته على السوشيال ميديا فى رسالة تعبر عن مدى الانتماء والاعتزاز بوطنه.
ولم يغره صخب الأضواء الأوروبية، والتمتع بالشهرة والمال فى أن يبعد عن أهله فى قريته بمركز بسيون حيث يشاركهم أفراحهم، ويشاطرهم أحزانهم، ويسهم فى تدشين المشروعات الخيرية مساهمة منه فى تخفيف أعبائهم. ويسهم فى حل مشاكل الجميع، من علاج وبطالة وغيرها أعمال الخير، كما أنه قرر إقامة حفل زفافه وسط أهله فى القرية. كما أن قرية «نجريج» ببسيون تشهد فى الأسبوع الأول من كل شهر رمضان الكريم قيام صلاح بحفل إفطار جماعى لكل أهالى قريته والقرى المجاورة وذلك فى تقليد سنوى اعتاد عليه منذ احترافه بالخارج. وفى محاولة من صلاح لرد الجميل للمدرسة التى تعلم فيها قام بإنشاء مسجد داخل المدرسة على نفقته الخاصة كما قرر إنشاء معهد دينى لخدمة أهالى قريته والقرى المجاورة. وعلى المستوى العام شارك محمد صلاح فى حملة «أنت أقوى من المخدرات» التى ينظمها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي
اللقطة الأهم للنجم المصرى الذى حصل على جائزة أفضل لاعب أفريقى فى استفتاء شبكة BBC اللقب الرسمى فى استفتاء «الكاف»، كانت عندما حرص مؤخرًا على زيارة لاعبى الإسكواش المصرى فى مدينة مانشستر الإنجليزية، خلال مشاركتهم فى بطولة مانشستر الدولية للإسكواش، وتناول صلاح مع لاعبى ولاعبات الإسكواش الإفطار فى مقر إقامتهم كنوع من التحفيز لهم للمنافسة على ألقاب البطولة التى يشاركون فيها. وعبرت نور الشربينى، معجزة الإسكواش المصرى وبطلة العالم مرتين، عن سعادتها بزيارة محمد صلاح لهم، وأكدت أن صلاح فخر لمصر كلها وما لمسوه فى إنجلترا من حب الجميع لصلاح، يؤكد أنه أفضل سفير لمصر فى العالم.
كوبر المحظوظ!
تُوج منتخب مصر بجائزة أفضل منتخب وطنى فى قارة أفريقيا، لعام 2017 وجاء تتويج منتخب مصر بالجائزة بعد أدائه الرائع فى 2017، حيث وصل إلى نهائى كأس الأمم الأفريقية فى الجابون، قبل أن يخسر اللقب أمام الكاميرون، ونجح فى تحقيق إنجاز التأهل لكأس العالم فى روسيا 2018 بعد غياب طويل دام لمدة 28 عاماً، وهو ما رجح كفة الفراعنة عن المنافسين ومنها الكاميرون التى فازت بأمم أفريقيا ولكنها لم تصل لكأس العالم، ونيجيريا التى صعدت للمونديال ولكنها لم تتأهل لأمم أفريقيا 2017. أما المدرب الأرجنتينى هيكتور كوبر فقد واصل نجاحاته منذ توليه القيادة الفنية لمنتخب مصر فى مارس 2015 بعد تتويجه من قبل الاتحاد الأفريقي- كاف- لكرة القدم بجائزة أفضل مدرب فى القارة. حيث تُوج هيكتور كوبر، المدير الفنى لمنتخب مصر، بجائزة أفضل مدرب فى قارة أفريقيا، لعام 2017، بعدما نجح فى قيادة الفراعنة لنهائى أفريقيا والتأهل لكأس العالم للأندية. جاء تتويج كوبر فى حفل توزيع جوائز «كاف»، ليتفوق بذلك على الحسين عموتة مدرب الوداد والفرنسى جيرنو روهر مدرب منتخب نيجيريا. ونستطيع أن نقول إن الأرجنتينى كوبر أو المنحوس كما كان يطلق عليه قبل توليه تدريب الفراعنة نجح فى تلك الفترة فى محو هذا اللقب بعد التأهل مع الفراعنة لكأس الأمم الأفريقية 2017 بالجابون بعد غياب 3 دورات متتالية للفراعنة ونجح فى التتويج بـ«وصافة» البطولة بعد الخسارة فى النهائى أمام الكاميرون. كما نجح فى التأهل مع الفراعنة لكأس العالم 2018 بروسيا منذ 28 عاما وتحديدًا منذ آخر مشاركة فى 1990 بإيطاليا. وقال كوبر فى تصريحات عقب فوزه بالجائزة: سعيد جدًا بحصولى على تلك الجائزة لمصر، وهى نتاج لفريق العمل ولكل لاعبى المنتخب المصرى. وتابع: أشكر محمد صلاح وجميع لاعبى مصر، وأقدم لهم تلك الجائزة.
وقال هانى أبوريدة رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم فى تصريحات خلال تسليمه جائزة المنتخب الوطنى بعد فوزه بالأفضل فى أفريقيا: نعد الجميع بتشريف أفريقيا فى مونديال روسيا، بعد تواجدنا فى كأس العالم بعد غياب دام طويلا.