الإثنين 24 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
حضور الغياب وغياب الحضور!!

كلمة و 1 / 2..

حضور الغياب وغياب الحضور!!

توقفت أمام تلك الظاهرة كنت شاهد عيان عليها مع جمهور مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، عندما صفق لفنانتين استثنائيتين  بمجرد ظهورهما على الشاشة رغم غيابهما عن الحضور ضمن ضيوف المهرجان، كل منهما لها أسباب مختلفة سيأتى ذكرها لا حقا.



البداية مع  الفنانة القديرة إنعام سالوسة التى شاركت كضيف شرف فى فيلم (شكوى رقم 713317)، إنعام بطبعها تتعمد الغياب عن التجمعات والتصوير خارج الدراما، ولن تجد لها أحاديث مهما كان الإغراء المادى، لديها قناعة بأن الفنان يتواجد فقط فى (اللوكيشن)، داخل الحلبة الفنية بعيدا عن ذلك فهى فى بيتها.

أتذكر إننى رشحتها قبل نحو خمس سنوات لنيل جائزة الهرم الذهبى - إنجاز العمر - عن مشوارها ولاقى الاقتراح ترحيبا من الكاتب والمنتج محمد حفظى رئيس المهرجان فى تلك الأيام، وتواصلت مع مدام إنعام وكلى يقين أنها ستوافق، استعنت أيضا بصديق كبير وهو زوجها الذى عرفته قبل سنوات بعيدة فى بداية مشوارى الصحفى أتحدث عن أستاذ الإخراج المسرحى سمير العصفورى أحد أهم أساطين العصر الذهبى للمسرح، إلا أن كل ذلك لم يجد نفعا اعتذرت قالت لى أشكرك وأشكر المهرجان ولكنى لم أتعود أن أحضر أى تكريم.

فى الفيلم بمجرد أن رأها الجمهور استمر فى التصفيق بضع دقائق وهم يعلمون أنها لن تسمعهم ولكنه الحب فى اسمى معانيه، إنعام مشاهدها فى أغلب الأعمال الفنية صارت قليلة العدد جدا إلا أنها تترك بصمة لا  تنسى، التصفيق الذى نالته الفنانة الكبيرة هو بمثابة أرباح نالتها من وديعة الحب الذى لم يتأثر حتى بغيابها عن التواجد فهى تسكن قلوب الجماهير.

بينما فى فيلم (بنات الباشا)، ملأت سوسن بدر بثلاثة مشاهد حضورها على الشاشة بوميض خاص، سوسن تترك لخصلات اللون الأبيض على شعرها أن تسيطر عليها بكل حب، ترحب ببصمات الزمن على وجهها، لا يعنيها شيئا سوى الإخلاص للشخصية التى تؤديها، غابت عن العرض لأسباب خارجة عن إرادتها، فلقد كانت خارج الحدود.

الفيلم به الكثير من الشحوب الفنى والفكرى، كانت سوسن هى بقعة الضوء اليتيمة التى لامست إحساس الجمهور، صفقت لها الصالة فى السينما بمجرد حضورها على الشاشة، وصفقوا لها مجددا مع نهاية مشاهدها.

سوسن بدر وإنعام سالوسة غيابهما عن المهرجان أكد فى نفس اللحظة حضورهما الطاغى فى القلوب. أحيانا يصبح فى الغياب حضور، بينما نرى بوفرة على الجانب الآخر الغياب رغم كثرة الحضور!! 