الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«بابا نويل».. يحصل على الجنسية المصرية!

«بابا نويل».. يحصل على الجنسية المصرية!
«بابا نويل».. يحصل على الجنسية المصرية!


رغم التهديدات المتكررة من جانب التنظيمات الإرهابية التى تجد فى المناسبات الدينية والاجتماعية فرصة مواتية لتنفيذ عملياتها الخسيسة بهدف إفساد فرحة المصريين، فإن الاستعدادات الشعبية للاحتفال بأعياد رأس السنة هذا العام بدأت مبكرًا، سواء من جانب المواطنين أو محلات بيع الهدايا، واللافت أن الظروف الاقتصادية فرضت على احتفالات هذا العام طابعا خاصًا، إذ انتعشت أسواق المنتجات المحلية على حساب المستورد.
 
تبارت المحلات والمراكز التجارية «المولات» فى إظهار أجواء الكريسماس، واكتست جميعها بالأخصر والأحمر والذهبى والفضي، وانتشرت أشجار الأرز - رمز الكريسماس - على أعتابها بالإضافة إلى حبيبات الثلج الصناعى وحيوانات الرنة وغيرها من الأجواء التى تدخل البهجة على روادها، ولم يقتصر الأمر على الزينة فقط، إذ فوجئ رواد أحد المراكز التجارية الكبرى بدخول بابا نويل تصاحبه فرقة موسيقية كاملة يرتدون زى مساعديه يعزفون أغانى الكريسماس وأغانى فيروز الشهيرة، والتف حولهم أغلب من كانوا فى المكان فى أجواء كرنفالية صاحبها ظهور مهرجين وبهلوانات استطاعوا بمجهود قليل رسم ابتسامة كبيرة على وجوه الحاضرين.
المشهد الاحتفالى الذى يستمر لحوالى أسبوعين، يستغرق الترتيب له ما يقرب من عام كامل فى الورش المصرية البسيطة فى درب «البرابرة» الشهير بالحرف اليدوية التى تستخدم فى إنتاج لوازم مناسبات العام المتنوعة ومن بينها رأس السنة الميلادية، وتسهم هذه الورش فى الاحتفال بالكريسماس بأسعار فى متناول الجميع، وحملت أغلب تماثيل سانتا كلوز أو بابا نويل هذا العام شعار «صنع فى مصر».
وقف البائع محمد بكر أمام محل الزهور الخاص به بالقرب من إحدى الكنائس فى ميدان الجيزة، ليبرز شجرة الكريسماس فى مقدمة ما يعرضه للبيع، ليؤكد أنه استعد مثل كل عام بشجرة الكريسماس وملحقاتها من الزهور، وعندما سألناه عن الأسعار هذا العام قال: تبدأ من 250 جنيهًا لشجرة الأرز الشهيرة، والتى لا يزيد طولها على 80 سنتيمترًا، وتتناسب للاحتفال فى المنزل المتوسط ما بين 3 و 4 أفراد.
وأوضح محمد أن زهور «بنت قنصل» الحمراء تضاف إلى تفاصيل الاحتفال، ويتم عرض الطبيعى منها والصناعي، وتتراوح أسعارها ما بين 70 جنيهًا للطبيعي، والبلاستيك من نفس الزهور بـ60 جنيهًا، والإقبال الأكثر على الصناعى لأنه يعيش أكثر وقت ممكن، لأن هناك بعض الأسر تزين منزلها مبكراً كنوع من البهجة فتلك الزهور لا تفقد رونقها.
وأكد محمد أن الزوار المسيحيين يقبلون بكثرة رغم ارتفاع الأسعار ويشاركهم المسلمون أيضا فى إنعاش حركة شراء أدوات الكريسماس المتنوعة، لافتًا إلى أن معظم المحلات توفر شجرة الكريسماس المباعة من المشاتل المصرية وليست المستوردة.
 الأمر نفسه أكده أحمد فوزى صاحب محل هدايا الكريسماس بحى الهرم، قائلا إن المنتج المحلى هذا العام ينافس المنتجات المستوردة سواء من الصين أو غيرها، وأن الإقبال كثيف على المنتج المصرى لأن أسعاره فى متناول الجميع، حيث تبدأ أسعار شجر الكريسماس البلاستيكية من 300 جنيه وطولها 90 سنتيمترًا، والـ100 سنتيمتر بـ400 جنيه والنوعان خاليان من الزينة والإضاءة، أما أسعار الأشجار المزينة فتبدأ من 500 جنيه، ومازالت شجرة الكريسماس الليزر فى المقدمة وثمنها 900 جنيه، فى الوقت الذى يبدأ فيه سعر شجرة الكريسماس المستوردة من إيطاليا من 1800 جنيه، وتقبل عليها الأسر ميسورة الحال، بالإضافة إلى الفنادق التى تزين مداخل أبوابها حالياً ولا يزيد طولها على 220 سنتيمترًا. 
فوزى أكد غزو المنتج المصرى الأسواق هذا العام، خاصة إكسسوارات تزيين شجرة الأرز، حيث يبلغ  سعر كيس تشكيلة الزينة 15جنيها فقط وهو كافٍ لتزيين الشجرة الـ90 سنتيمتراً علاوة على ملصقات الجدران من صور بابا نويل أو أفرع الشجر البلاستيكية والزهور البلاستيك وغطاء الرأس الأحمر وأدوات الصوت.
وأشار إلى اختفاء المستلزمات المستوردة الخاصة بزينة الكريسماس هذا العام من أغلب المحال، حيث أصبحت مقصورة فقط على التجار الكبار أو بواقى منتجات العام الماضى التى احتفظ بها البعض، فأغلب الموجود فى السوق حالياً مذاقه مصرى خالص من خلال  الورش المصرية فى درب البرابرة.
أما صبحى كمال، صاحب محل تجارى لبيع أدوات الكريسماس فى الدقي، فقد حرص على عرض المنتجات المتنوعة للاحتفال برأس السنة أمام الزوار، موضحا أن شجرة الكريسماس وأدوات الزينة الخاصة بها تعد فى مقدمة مشتريات الزبائن، حيث تبدأ أسعارها من 450 جنيهًا للشجرة، مؤكدا أن معظم الأشجار الموجودة فى محلات الدقى من المشاتل المصرية من الأرياف ومن أماكن المشاتل الشهيرة التى تغذى الأسواق قبل الاحتفال مثل القناطر الخيرية والشرقية والمنوفية.
وعن بابا نويل أوضح صبحى أن الإقبال على الأحجام الصغيرة فى المقدمة والتى تبدأ أسعارها من 160 جنيهًا حتى 1850 جنيهًا لبابا نويل كبير الحجم المتحرك، مشيرا إلى أنه فى بداية الموسم كان يوجد بابا نويل ذو الصناعة المصرية وتبدأ أسعاره من 150 جنيهًا حتى 500 جنيه، والتجربة كانت ناجحة هذا العام وأقبل عليها المواطنون.
ومن الأسواق إلى درب البرابرة لرصد رحلة بابا نويل من الورش للأسواق، حيث يعمل عمار سعيد داخل ورشته التى تعد واحدة من ورش التصنيع بدرب البرابرة التى يزيد عمرها على 100 عام، طوال العام على تصنيع أدوات الموسم سواء «عروسة المولد»، أو أدوات السبوع، والشموع، أو أدوات الكريسماس.
درب البرابرة الذى يطلق عليه البعض سوق السعادة، يضم ما يقرب من 10 ورش أساسية لها تاريخ فى تصنيع احتياجات السوق من أدوات الاحتفالات، يقول عمار سعيد: العام الحالى مختلف، حيث اختفى المنتج المستورد نسبياً، وهو ما ضاعف حجم إنتاج الورش، حيث تم إنتاج أدوات الكريسماس بأيدٍ مصرية تحمل اسم الورش الصغيرة، ونجحت فى المنافسة بالأسواق، وهو ما يدفعنا إلى التميز خلال العام القادم بتقديم أفكار وابتكارات جديدة.
عمار كشف أنه بمجرد الانتهاء من موسم المولد النبوى كان العمل فى درب البرابرة ليلاً ونهارا داخل الورش لسد حاجة السوق من احتياجات الكريسماس، ولسد طلبيات المحلات الكبرى وزوار المحافظات، فالورش تبيع منتجاتها بالجملة، وتبدأ أسعار الإكسسوار بالجملة من 10 جنيهات إلى أعلى وبابا نويل المصرى تم سحبه من جميع الورش وكان عليه إقبال جيد وهو يشبه الصينى فى التفاصيل لكن الخامات مصرية.
وبالقرب من ورشة عمار، توجد  ورشة عم نور الذى أكد أن عمال ورش درب البرابرة معروف عنهم أنهم صناع مهرة ولديهم إبداع فيما ينتجون، وهو ما جعل الكثير من المصريين يرفضون شراء المنتج الصينى ويقبلون على المنطقة لشراء احتياجاتهم منها، فضلا عن أن أصحاب المصانع المصرية الصغيرة فى الأماكن الراقية مثل التجمع يشاركون أصحاب الورش فى الأفكار ويحصلون منهم على ما يحتاجون إليه من إكسسورات وتصاميم.
فى درب البرابرة لا يقتصر تصنيع ادوات المواسم اليدوية على الرجال فقط، بل تشارك فيه النساء أيضا، وهو ما أكدته آمال زكريا صاحبة مصنع لتصنيع أدوات الكريسماس، تعمل فى مهنة تصميم المنتجات المتنوعة منذ 15عامًا، وهذا العام لأول مرة تشارك فى تصميم أدوات الكريسماس، وكان السبيل الأول لنجاح فكرتها الحضور إلى درب البرابرة حيث الورش الصغيرة التى تصنع المنتجات المتنوعة، لشراء المنتجات بالجملة، ومن ثم تعيد تشكيلها وتطرحها للبيع على الفنادق الشهيرة والمواطنين فى العديد من مناطق القاهرة، موضحة أن الفكرة نجحت، ويعمل معها فى المشروع 10 أفراد آخرين، بمنتجات تنافس الصناعة التايوانية والكورية واليابانية بأيٍد مصرية خالصة، وبخامات من القماش والزجاج والبلاستيك.
وأكد جرجس ميخائيل صاحب محل صغير فى درب البرابرة لبيع أدوات الكريسماس أن هذا العام مختلف، بدخول منتجات الكريسماس المصرية للمنافسة فى الأسواق، وعليها إقبال جيد من المواطنين، وأسعارها فى متناول الجميع، قائلا: «نحن كتجار سواء صغاراً أو كباراً لم نتحمل ارتفاع سعر المستورد وتراجع الجميع حتى إذا توفرت البضاعة وتوقعنا نفور الزبون لذلك حرصنا على المشاركة فى حركة بيع المنتج المصري، الذى لاقى إقبالاً بشكل يومي».