الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شهود عيان على اغتيال صالح يتحدثون لـ«روزاليوسف»

شهود عيان على اغتيال صالح يتحدثون لـ«روزاليوسف»
شهود عيان على اغتيال صالح يتحدثون لـ«روزاليوسف»


بحسب تسلسل الأحداث الدامية فى صنعاء «اليمن» والتى انتهت بمقتل الرئيس السابق على عبدالله صالح يوم الاثنين الماضى فإن الوقائع المتسارعة بدأت تطفو على السطح منذ فجر مستهل الأسبوع.
إذ - وفقا لرواية شهود العيان فى صنعاء - خطفت جماعة الحوثى الذراع الإيرانية فى اليمن أحمد الصوانى سكرتير على عبدالله صالح مساء السبت.. وبعد ساعات من هذا الأمر تلقى اليمنيون قائمة بأسماء المواقع الإخبارية الإلكترونية التابعة لجماعة الحوثى والتى تبث من خلالها الشائعات داخل البلاد.
 
بحسب «شهود العيان» أنفسهم، ضمت تلك القائمة كلا من: المساء برس، ويمين برس، والجماهير برس، ويمانيون، ووكالة يقين، والخبر اليمنى، وسبانت، والصمود، والجديد برس، وعين الحقيقة، والسلام نيوز، وهنا تعز، والهدهد برس، وأنصار الله، وسالم برس، شهادة نت، والنجم الثاقب، والفجر الجديد، والمركز اليمنى للإعلام، والجنوب اليوم، والمشهد الجنوبى، الأول، ومتابعات، والزوايا، وأفق نيوز، وموقع الرابط.
وبعدها بدأ أهل صنعاء يشعرون بالقلق، خاصة أنهم تلقوا رسالة من أهل تعز لم يستطيعوا تفسيرها إلا بعد مقتل صالح إذ كانت تقول الرسالة: «بالله عليكم كيف قوات الحرس الجمهورى تلاقى «تهاجم» ميليشيات الحوثى فى شوارع صنعاء واشتباكات وقتال فى الشوارع كما تزعمون وفى جبهات تعز عناصر من قوات الحرس الجمهورى مع ميليشيات حوثية متمترسين جنبا إلى جنب فى المتارس يقتلون أبناء تعز إلى هذه اللحظة فى جميع الجبهات!.
ويوم الأحد - استيقظ «أهل صنعاء» على حالة من الشلل التام فى العاصمة، ومعارك عنيفة بين قوات صالح، وميليشيات الحوثى.. وبثت قوات الحرس الجمهورى خبرًا قالت فيه: لا تقلقوا من سير المعارك فى صنعاء فالمعركة تجرى وفق تنسيق تام وخطة عسكرية محكمة أهم نقاطها إغلاق منافذ العاصمة، لمنع وصول أى إمدادات لميليشيات الحوثى ومحاصرتها.
وبث أهالى صنعاء لمن يسكنون خارجها رسائل أكدوا فيها على انتشار القناصة فوق بعض العمارات.. وأنه لم يعد أمامهم أى وسيلة للتواصل مع العالم الخارجى سوى الفيس والواتس.. وتم حجب المواقع التابعة للشرعية والمؤتمر الشعبى العام.. ووقف قناة اليمن اليوم.
وفى مساء الأحد فى تمام الثامنة مساء فوجئوا بانتشار الدبابات فى الشوارع ورسائل عبر هواتفهم المحمولة تقول: إن صالح لم يستطع السيطرة على صنعاء لأنه وحزبه يعانون من ضعف شديد، وسيتم القبض عليه قريبا.
وبعدها دعا الحرس الجمهورى أهل صنعاء إلى التعاون معهم والإعلان عن أماكن الحوثيين.. ثم فرض حظر التجوال ابتداء من الساعة الثامنة بتوقيت صنعاء.
وبعد هذا التحذير «فى تمام الواحدة فجر الاثنين» فوجئ أهل صنعاء بتوقف «شبه كامل» لشبكة M.T.N للاتصالات، إذ كانت عديد من منشآت المدينة تحترق وقتئذ.
تقول لنا «أ.أ» أحد سكان صنعاء فى هذه الليلة «الاثنين الماضى» عاش أهل المدينة حالة من الرعب حيث حروب الشوارع تملأ الأجواء.. وكانت ثمة مواجهات قوية تدور فى قرية الدحاح بجوار منزل على صالح وتمتد حتى شارع مأرب عند وزارة التربية.. وكان ليل صنعاء مرعبًا «بردا قاسيا وظلاما دامسا وقصفا من الجو واشتباكات عنيفة فى الشوارع بمختلف الأسلحة.. ومدنيين محاصرين».
وأضافت «أ.أ»: فى هذه الليلة أيضا وقرب فجر الاثنين تلقينا عشرات الرسائل من الأسر فى شارع بغداد والحى السياسى والجزائر وصخر ومجاهد يستغيثون من شدة المعارك، ويطلبون مساعدتهم بشكل إنسانى بعيدًا عن أى استغلال سياسى.
يقول أيضا «م.ع» ويعمل صحفيا ويسكن بالقرب من منزل على صالح: فى تلك الليلة كانت المواجهات محصورة فى الحى السياسى وشارع صخر فى منطقة جغرافية صغيرة للغاية يحيطها الحوثيون من كل الجهات.. وفى تلك المنطقة «الخضراء» توجد منازل الأبناء، ومنازل كثيرين من رجال صالح.
وتابع: استمات حرس صالح فى الدفاع عن الحى كما قاتل الحوثيون بكل وحشية وبكل الأسلحة.. وبعد ساعات عرف الجميع بخبر  مقتل «على عبدالله صالح» الشهير بين اليمن باسم «عفاش» «اسم عائلته».

بعد مقتل «على عبدالله صالح» وضع بعض اليمنيين من أعضاء حزبه «حزب المؤتمر» صورته على صفحات التواصل الاجتماعى.. وكتب البعض منهم على صفحته الشخصية: واجب على كل «مؤتمرى»  حمل السلاح والوقوف مع الشعب اليمنى ضد الحوثيين.. ودشن البعض الآخر «هاشتاج» يقول: إن مات فلن تموت القضية كلنا - عفاش!!
بينما اتهم عدد من اليمنيين «غير المحسوبين على الفريقين» على عبدالله صالح بالمسئولية عما آلت إليه أوضاع اليمن من دمار وخراب.. وجاراهم فى الموقف نفسه عدد من اليمنيين «المحاصرين بصنعاء»، إذ كتبوا على صفحات «فيس بوك» وجروبات «Whats app» عبارات من نوعية: «لن تبكيه صنعاء التى أخرس صوتها».
وكتب البعض الآخر: إذا كان العالم كله يتابع ما حدث ويحدث داخل صنعاء من قتال من خلال الفضائيات.. إلا أن أهل صنعاء لا يدرون ولا يعرفون ما يقوله العالم عنهم، لأن الكهرباء غائبة منذ شهور.. ويعتمد أهلها فى الإنارة على بعض خلايا الطاقة الشمسية التى وضعوها بأنفسهم على أسطح منازلهم.
وحتى مثول المجلة للطبع.. كان عدد من اليمنيين يتداولون أنباء «مفاجئة» حول انضمام بعض أنصار «على عبدالله صالح» إلى جماعة الحوثى مرة أخري!
وكان من بين الأسماء المتداولة، أحمد على الأحول «محافظ المحويت» (111 كم شمال غرب صنعاء).. وحمود عباد القيادى بحزب المؤتمر ومحافظ زمار (100 كم جنوب صنعاء).. وعبده الجندى الذى عينه «صالح» من قبل محافظا لـ«تعز».. وعبدالعزيز صالح القيادى بحزب المؤتمر، الذى أصبح الآن على علاقة جيدة بالقيادى الحوثى ورئيس ما يسمى بـ«المجلس السياسى الأعلى» «صالح الصماد».
وذلك بعد اغتيال جماعة الحوثى لعدد من كبار قادة الحرس الجمهورى، هم: اللواء مهدى مقولة، واللواء مراد العوبلى، واللواء عبدالله ضبعان.
وبحسب شهود عيان- أيضا- فإن الحصيلة الأولية لجرائم القتل والتنكيل التى ارتكبتها «ميليشيات الحوثى» الإرهابية خلال الـ4 أيام الماضية فى العاصمة صنعاء بلغت ألف قتيل ومئات المصابين.. يأتى فى مقدمتهم قيادات حزب المؤتمر الشعبى.. فضلا عن مئات المصابين الذين تم اختطافهم من المستشفيات ولا يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن.
الطب الشرعى:
صالح مات بطلقة
«جرينوف» فى رأسه!

بعد مصرع «على عبدالله صالح» أثير عديد من الأقاويل حول الطريقة التى تم بها اغتياله.. إذ تراوحت الأقاويل بين أنه توفى متأثرا بتفجير سيارته أو قتله بالطلقات أثناء خروجه من صنعاء متوجها إلى مسقط رأسه، بعد توقيف موكبه.
وبحسب رسالة وصلت إلى عدد من المقربين لـ«على عبدالله صالح» عبر تطبيق «whats app» حصلت روزاليوسف عليها، فإن مصرع صالح تم فى «بيته».
ونصت الرسالة على أن هذا الأمر حدث خلال تبادل إطلاق النيران بين الفريقين.. ثم حدث بعد هذا تفاهم بين «جماعة الحوثى» ورجال الحراسة التابعين لـ«عبدالله صالح» من أجل الانسحاب.. وبعدها اقتحم «الحوثيون» البيت، وقتلوا صالح، وحملوا الجثة «فى بطانية» خارج صنعاء بعد أن قاموا بتصويرها.
ومن ثم نصبح أمام ثلاث روايات مختلفة حول مصرع الرجل.. إلا أن الرواية الثانية «رواية توقيف الموكب» أصبحت هى الأكثر رواجا فيما بعد.
ووفقا لتحليل د. أيمن فودة رئيس مصلحة الطب الشرعى السابق، فإن صالح توفى إثر ضربة من بندقية جرينوف فى رأسه.
وقال «فودة» لروزاليوسف: إن هذه الطلقة أحدثت كسرًا شديدًا فى جمجمة الرأس.. مما أدى إلى إخراج ما بداخله، كما هو باد فى الصورة التى تناقلتها وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعى.
وأوضح فودة أن طلقات «البندقية الآلى» أصغر فى حجمها من أن تحدث الأثر المشاهد بالصور المتداولة.. وأيا كان السلاح الذى استخدم فى الإجهاز على حياة «على عبدالله صالح» فإن هذا الأمر يعبر عن جريمة «متكاملة» وفقا لقواعد القانون الدولى.