السبت 6 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

430 شركة إسرائيلية تتجسس على العالم

430 شركة إسرائيلية تتجسس على العالم
430 شركة إسرائيلية تتجسس على العالم


توظف إسرائيل كل إمكانياتها التكنولوجية لصالح عمليات التجسس، خاصة أنها تعتبر نفسها فى حالة حرب طوال الوقت، وكل مواطنيها جنود فى جيش الاحتلال، وتخصص تل أبيب ميزانية ضخمة لعمليات التجسس، وتمول بها الأقمار الصناعية المتنوعة، وعمليات الاختراق الإلكترونى.

وأظهرت خريطة الأمن (السيبراني) الإلكترونى الإسرائيلية فى 2016  التى نشرها موقع مركز أبحاث  IVC research center - «أى.فى.سى. ريسيرش سنتر» الإسرائيلى فى تقرير-المصدر الرئيسى للمعلومات الدقيقة، والشاملة والمركزة لكل ما يخص التكنولوجيا فى إسرائيل- أنه يوجد داخل الكيان الصهيونى حاليًا أكثر من 400 شركة تعمل فى مجال تكنولوجيا المعلومات الإلكترونية، إضافة إلى وكالات حكومية إسرائيلية، وبرامج دعم متنوعة، وصناديق رأس مال أجنبى، وشركات مطورة.
وكشفت نتائج التقرير عن وجود 430 شركة إلكترونية تعمل فى هذا الإطار بتل أبيب، بالإضافة إلى استثمارات لـ230 مستثمرًا محليًا، وأجنبيًا فى أكثر من 165 شركة ناشئة فى مجال تكنولوجيا المعلومات الإلكترونية، منذ بداية 2011.
وأغلب هذه الشركات تابعة للقطاع الخاص، فيما يمتلك القطاع العام 19 شركة فقط، إلا أن جميع الشركات سواء قطاعًا عامًا أو خاصًا تعمل تحت أوامر الوحدة (8200) بالجيش الإسرائيلى، وهى وحدة الاستخبارات الإسرائيلية، المسئولة عن التجسس الإلكترونى، وفك الشفرات المعقدة، ومن مهامها «الرصد، والتنصت، والتصوير، والتشويش».
ومن أهم الشركات الإسرائيلية فى هذا المجال، شركة N.S.O Group Technologies  «إن.إس.أو جروب تكنولوجيز»، التى تقع بـ«هرتسليا» فى «تل أبيب»، وتتعامل بشكل مباشر مع الحكومة الإسرائيلية وتتجسس على الهواتف المحمولة فى أى مكان بالعالم، ويرجع اسمها إلى الأحرف الأولى من أسماء مؤسسيها، وهم «نيف كارمى، شاليف هوليو، عمرى لافي».
وتؤكد التقارير أن الشركة يعمل بها 500 موظف متخصصون فى عمليات التجسس الإلكترونى، ومؤخرًا تم بيع %70 من أسهمها، لشركة «فرانسيسكو بارتنر» الأمريكية، ونص العقد على الحفاظ على فريق العمل الإسرائيلى، وتمت الصفقة برعاية من الموساد.
واشتهرت هذه الشركة بسوء السمعة فى المجتمع السيبرانى، بسبب افتضاح أمر الكثير من عملياتها، وآخرها فضيحة برنامج التجسس المعروف باسم «بيجاسوس»، الذى مكنهم من الوصول إلى بيانات الهواتف المخترقة، وتسجيل الصوت، وجمع كلمات المرور للتطبيقات المتنوعة، وأثار هذا الاختراق ضجة العام الماضى، وعلى إثره طلبت شركة «أبل» من عملائها إجراء تحديث عاجل لهواتفهم بسبب ثغرة استغلتها الشركة الإسرائيلية، وتحظى %55 من شركات السايبر التجسسية الإسرائيلية بعائد ربح عال، وتحقق %9 منها ما يزيد على 10 ملايين دولار سنويًا.
وقال «كوبى سيمانا» رئيس مجلس إدارة مركز أبحاث «أى.فى.سى. ريسيرش»، فى أحد المؤتمرات، إن مجموعات الإنترنت مليئة بمجموعة واسعة من اللاعبين (الجواسيس) فى مراحل مختلفة، والحكومة الإسرائيلية تسعى إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة منها.
وقال «دانييل كوهين» خبير مكافحة الإرهاب الإلكترونى بمعهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلي»، إن خبرة تل أبيب فى أعمال الأمن السيبرانى وعمليات التجسس نابعة من قوتها العسكرية، التى بدأت بالاتجاه بشكل كبير نحو الحروب الإلكترونية والتجسس، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلى طالب بأن ينضم معظم الإسرائيليين للوحدة 8200 ليخدم كل مواطن الكيان فى الاتجاه الذى يعمل فيه.
وأوضح «كوهين: أن هناك أكثر من 300 شركة سايبر فى إسرائيل، بعضها يخلق منتجات لحماية المؤسسات من الهجمات الإلكترونية، وهناك شركات اتجهت لتبنى هجمات تجسسية إلكترونية».
من جانبه، ذكر الرئيس التنفيذى «إيدان تيندلر»، المؤسس المشارك لشركة «Fortscale- فورتسكيل» الإسرائيلية، التى تعد مبتكرة الحلول الأمنية أثناء تحليل البيانات الكبيرة، لأكثر من مائة شركة سايبر، أن مخبرى الوحدة يمشطون المدارس الثانوية الحكومية فى إسرائيل، لتحديد الطلاب المؤهلين والذين لديهم القدرات للانضمام لوحدات الجيش المتخصصة فى الحرب الإلكترونية فى سن مبكرة، وبعد ذلك يكون هناك تقييم تقنى لمنتجاتهم من المعلومات التى حصلوا عليها بالتجسس والتأكد من أنها تفى بطلبات الموساد.
وأضاف أن شركات التكنولوجيا الإسرائيلية، مثل: «تشيك - بوينت، وإمبيرفا، ونايس، وجيلات، واز، تروستير، وويكس»، وغيرها، لم تنشأ فى الأصل لأغراض استثمارية إنما ترجع جذورها للوحدة 8200 موضحًا أن شركته بدأت بمجموعة من ضباط الوحدة، وتطبق مفاهيم استخراج البيانات، التى تلقتها وتعلمتها أثناء الخدمة العسكرية، ويبين موقع الشركة أن هناك العديد من الجواسيس كانوا يعلمون بالوحدة 8200.
وأبرز عناصر الشركة الذين تلقوا تدريبات إلكترونية عسكرية، أخصائى تحليل البيانات «تومِر فوس»، الذى عمل ما يقرب من 14 عامًا، فى مواقع مختلفة للاستخبارات الإسرائيلية منها 6 سنوات فى وحدة 8200 و7 سنوات فى أحد أجهزة الاستخبارات الحكومية، التى لم يُفصح عن اسمها، كما يعمل بداخلها أيضًا مدير المهندسين «شاى مينايا»، الذى خدم 6 سنوات بإدارة اتصالات الأقمار الصناعية بالقوات الجوية الإسرائيلية.
شركة «Ability- أبيليتي» الإسرائيلية، إحدى شركات التجسس التى لها شهرة واسعة وشعارها «بينما يتكلم الآخرون، نحن نستمع»، ويقول أحد موظفيها عن ذلك الشعار: إن المقصود منه عميق، فمع (20 مليون دولار)، ورقم الهاتف، يمكننا التجسس على أى مكالمة، أو نص رسالة على أى هاتف، بغض النظر عن مكان الشخص، أو الجهاز».
وتقول الشركة فى التعريف بنفسها على موقعها الإلكترونى: «نحن متخصصون فى اعتراض شبكات الاتصالات الخلوية، والأقمار الصناعية، وجمع المعلومات الاستخبارية (التجسسية)، والاستطلاع، وتتبع الأهداف، والأشخاص المطلوبين.>