المثلية الجنسية!
محمد نوار
المثلية هى نوع من أنواع الشذوذ الجنسى كالسادية والعلاقات بين المحارم، علميًا ليس كل المثليين منحرفين أخلاقيًا، فبعضهم مثليون بالفطرة أى مولودين وعندهم خلل فى «الكروموسومات»، والبعض مثليون بالاكتساب بسبب الاغتصاب فى الطفولة، ويجب علاج النوعين طبيًا ونفسيًا.
واللغة العربية ليست بها كلمة لوصف فعل قوم لوط، والقرآن يصفها بإتيان الذكور: (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ) الشعراء 165، ويخبرنا أن قوم لوط هم أول من مارسها: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ . إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ..) الأعراف 80-81.
والقرآن ينهى عن العلاقات الجنسية الشاذة: (وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا..) النساء 16، وتم ترك تحديد الأذى لولى الأمر، ولكنه لا يصل للقتل، ولم يذكر الجلد كعقوبة كما فى الزني، وإذا تابا فلا يتعرض لهما أحد.
وعقوبة المثلية هى أقل عقوبة مذكورة فى القرآن، وقد يكون السبب أن المثلية ليس فيها مساس بحقوق الآخرين مثل الزنى الذى يؤدى لاختلاط الأنساب وضياع حقوق فى الميراث، لكن المثلية من كبائر الذنوب مثل الذى يقتل نفسه انتحارًا.
والقرآن يصف المثلية بالفاحشة: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) النمل 54، ويصفها بالخبائث: (.. وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِى كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ..) الأنبياء 74، والله تعالى حرم الفواحش: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ..) الأعراف 33، وحرم الخبائث: (.. وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ..) الأعراف 157، ولذلك فالمثلية حرام.
وعادة يأتى التأييد لعلاقات المثليين باسم الحرية، وكسر «التابوهات» والمحاذير، وليس عن فهم لطبيعة المثلية ونتائجها على المجتمع، والحرية لا تعنى الحياة فى الفوضى والتحلل من أى قواعد منظمة لحياة الناس، فاليوم تأييد لعلاقات المثليين، وغدًا تأييد لشذوذ آخر مثل علاقات المحارم.
إن حماية المجتمع من الفساد الأخلاقى وانتشار الفاحشة هو حق من حقوق الناس يضمنه لهم الإسلام: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ..) النور 19.>