الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

طلاق فى شهر العسل

طلاق فى شهر العسل
طلاق فى شهر العسل


قبل سنوات ليست ببعيدة كانت كلمة الطلاق محرمة قولا وفعلا فى بيوتنا، فالكثير من الأسر يرفض تلبية رغبة ابنها أو ابنتها فى الحصول على الطلاق لأسباب عديدة، أهمها شكل الأسرة العام أمام الأهل والمجتمع.
والآن أصبحنا نرى فى الغالبية العظمى فى البيوت المصرية امرأة أو رجلا مطلقا بعد أن استجابت الأسرة وبسرعة لطلب أبنائها.
والنتيجة أصبحت مصر رقم واحد عالميا فى معدلات الطلاق وسجلنا حالة انفصال كل ست دقائق ووجدنا حالات كثيرة تتم فى السنة الأولى من الزواج.
والسؤال الآن لماذا نطلق شبابنا فى شهر العسل ولماذا يسعى مجلس النواب لتعديل القانون لإعطاء الحق للزوجة طلاق نفسها دون أن تنتظر ليطلقها زوجها وهل هذا القانون يحافظ على الأسرة أم سيزيد معدلات الطلاق؟.
فى هذا الملف حاولنا أن نتعرف على أسباب سرعة عجلة الطلاق فى مصر ومن السبب وراء هذه السرعة وهل سيعطى المرأة المطلقة الحصول على حقوقها بسرعة بنفس سرعة الطلاق.


«سامح صابر» مهندس زراعى يقول أن أولى مشاكله مع زوجته فى ثانى يوم زواج كانت بسبب رفضه الذهاب لقضاء إجازة «شهر العسل» فى أحد الشواطئ فى المدن الساحلية، حيث أخبرها أن حالته المادية لن تسمح بذلك خاصة أن تكاليف الزفاف وتجهيزات الزواج أرهقته ماديا، ولابد من توفير النفقات لسداد ما عليه من ديون، وأقساط، وحدث بينهما خلاف كبير وقالت له زوجته «اليومين دول بتوعنا أى مشاكل ممكن تتحل بعد كده، مش ممكن نكون عرسان مبقلناش 3 أيام ومقضين حياتنا بين 4 حوائط خاصة أننا نسكن بعيدا عن أهلنا وستكون زياراتهم لنا محدودة وربما نادرة».
واشتكى كل منهما لأهله ما حدث بينهما وحدث احتقان كبير بين الأهل بسبب أن كليهما يلقى باللوم على الآخر، حتى اقترب الأمر من الطلاق فى ثالث أسبوع زواج إلى أن تدخل الكبار وقاموا بتخفيف حدة الاحتقان، وحجزوا لهما رحلة مدفوعة التكاليف لمدة أسبوع فى أحد الشواطئ الساحلية كهدية لهما بمناسبة الزواج، وتم حل جميع المشاكل ودارت عجلة الحياة الزوجية من جديد.
«محمود جمال» كاشير بمول تجارى يقول أن مشاكله كانت مع زوجته فى ثانى يوم زواج، وكانت مشاكل جنسية بسبب بعض المعتقدات الخاطئة والتفكير السيئ، ومشاكل ما قبل الزواج  حتى أثرت على أدائه الجنسى، حيث يشعر بالحرج وفقدان الثقة أمام زوجته وكان دائما فى حالة عصبية كبيرة، واستمرت المشكلة أكثر من شهرين خاصة أن زوجته هددته كثيرا بفضح أمره والشكوى لأهلها لو لم يسرع لعلاج نفسه، لأنها لن تتحمل أكثر من شهرين دون جدوى ولن تتحمل القيل والقال من أهله وأهلها عنها دون أن يعرفوا الحقيقة خاصة أنهم من سكان الريف، وذهب خلالها لأكثر من طبيب أخبروه أنه لا يعانى من أى مشاكل عضوية، وإنما نفسية وعدم انسجامه مع زوجته وكثرة التوتر على أدائه الجنسى وأعطوه بعض النصائح مع بعض الأدوية حتى استعاد عافيته وبدأت مشاكله فى التلاشى.
«كريم حلمي» تاجر قال إن أبرز مشاكله مع زوجته هى أنها لا ترغب فى القيام بالواجبات المنزلية المعتادة كغسيل الأطباق وتنظيف المنزل والملابس، ودائما ما تطلب منه أن يتقاسما هذه الأعمال مبررة ذلك بأن الحياة مشاركة وأنها عندما كانت فى منزل والدها لم تكن تقوم بالواجبات المنزلية وإنما كان لديهم خادمة هى من كانت تقوم بكل شيء ورد عليها بأنه لن يستطيع جلب خادمة نظرا لأن إمكانياته المادية لن تسمح بذلك ومن الممكن أن يساعدها فى بعض الأمور ولكن سرعان ما أصبح هو من يقوم بذلك وهى التى لا تشاركه حتى حدثت بينهما مشاكل كثيرة، بعد أول أسبوعين تدخل على إثرها الأهل وذهبت زوجته للإقامة عند أهلها لمدة أكثر من 5 أشهر بسبب تعنت الأهل ووقف الزواج الآن على الطلاق.
أما «ولاء سعيد» فتقول أن مشكلتها مع زوجها أول أسبوع زواج تكمن فى تفضيله مباريات كرة القدم على قضاء وقت معها، فيوميا يتركها وينشغل أمام التلفاز بالساعات لمشاهدة مباريات كرة القدم، ويذهب إلى القهوة كل يوم أيضا لمشاهدة مباريات كرة القدم المشفرة، ويقضى وقتا طويلا بالساعات أمامها، وتحدثت معه مرارا بأن هذا الأمر لا يصح خاصة أنه لم يمض على زفافهما سوى أسبوع واحد، فيرد عليها أنه يعشق كرة القدم ولا يستطيع أن يفوت مباراة، وعرض عليها أن تشاهد كرة القدم معه وستستمتع كثيرا ولأنها سئمت من زوجها اشتكته لوالدته، ولم يتأثر فأخبرت أهلها، وتحدثوا معه على أن تلك الأفعال لا تصح وأن  لزوجته حقوقا عليه يجب أن يوفيها أولا ويجعل المباريات شيئا ثانويا يشاهده فى أوقات الفراغ فقط، واشتد الخلاف بينهما وعلى إثر ذلك تركت المنزل وذهبت لبيت أهلها بعد ثالث أسبوع واستمر خلافهما لمدة شهر إلى أن وصل إلى الطلاق بعد أن أصبحت لغة الحوار صعبة بين أهله وأهلها حيث وصلت للسباب.
تقول «سمر نجيب» أن مشكلتها والتى أدت إلى الطلاق من زوجها بعد سنتين زواج وبدأت من ثالث يوم بعد الزفاف، هى أن زوجها لا يهتم بنظافة أسنانه، وتحدثت معه فى ذلك الأمر إلا أنه لم يستمع لى وكان يصر ألا يفعل ذلك وكان ينتابنى شعور بالقرف عندما كان يقترب منى أو يقبلنى حيث رائحة فمه الكريهة وبقايا الطعام بين أسنانه وكنت أتحمل هذا الشعور المقرف أول أسبوعين إلى أن مللت وهددته إن لم يغير من نفسه ويهتم بنظافة فمه وأسنانه لن نستمر سويا أو على الأقل لن يقترب منى لإتمام العلاقة الحميمية، ولم يتغير فتركت له المنزل وذهبت عند أهلى وعندما كانوا يسألونى عن سبب الخلاف كنت أسرد أسبابا أخرى غير محرجة مثل أننا لسنا متفاهمين، وبيننا مشاكل بسبب اختلاف الطباع، وحاول أهلى وأهله التوفيق بيننا وعندما أعود أجده على نفس الحال وعشت فى اشمئزاز وعذاب معه إلى أن رزقنا بطفلة، وكثرت الخلافات بيننا فى ثانى عام إلى أن انتهت بالطلاق.
«أسماء سليم» تقول إنها انفصلت عن زوجها بعد أول أسبوع زواج بسبب أنه يريد أن يكون «سى السيد» ويحب السيطرة ويرى أن الشخط فى الزوجة وإهانتها  شىء أساسى ليكون رجلا، وتكمل - هو شديد التأثر بأصدقائه خاصة من الذين تزوجوا، ويستمع إليهم كثيرا وقد حدثت مشاكل بيننا فى الخطوبة بسبب مثل هذه الأفعال وتعمد إهانتى لإرضاء غروره وكنت أتجاوز عنها، وبعد ثانى يوم زواج طلب منى أنى أحضر له كوب ماء فداعبته وقلت له «قوم هاتها أنت اتشليت» فصرخ فى وجهها وعنفها وقام برميها بزجاجة مياه معدنية حطم بها شاشة التلفاز وظل يسبنى كثيرا وظللت أبكى، حتى تركت له المنزل وبعدها بأسبوع عدت مرة أخرى إليه بعد تدخل الأهل ولكنه لم يتغير وظل فى عناده إلى أن طلبت منه الطلاق بعد 6 أشهر.
تقول الدكتور بسمة سليم الخبيرة فى الإرشاد الأسرى إنه من المفترض أن تكون فترة الخطوبة هى فترة وسطية يتقارب الرجل والمرأة فيها وجهات النظر، فالانفصال فى فترة الخطوبة أفضل بكثير من الانفصال بالطلاق ولابد من النظر إلى الصفات المشتركة بين أى اثنين وضرورة معرفة مميزات وعيوب كليهما الآخر، ومناقشة كل طرف مع الطرف الآخر أفضل بكثير لإيجاد حلول وإذا لم يجدوا حلولا فالانفصال فى فترة الخطوبة سيكون أفضل بكثير.
وأشارت سليم إلى أن تدخل الأهل يهول من المشاكل ومن الوارد أن تكون المشكلة صغيرة وبتدخل الأهل تزداد ويصبح حلها مستحيلا ويؤدى بعد ذلك إلى الطلاق.■