الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بلاها معونة..!

بلاها معونة..!
بلاها معونة..!


من الواضح أن حقوق الإنسان ليست الهدف.. وإنما هى لعبة تلعبها أمريكا.. فإذا كانت حقوق الإنسان منتهكة فى دولة من دول المحاسيب.. فهى تغض البصر وتتحلى بالصبر الجميل.. أما لو كانت الدولة من مجموعة الدول التى لا تطيقها أمريكا.. فيا داهية دقى!
منطق فاسد يفضح أمرها ويضعها فى الفندق المعادى لحقوق الإنسان.. ويكشفها ويعريها للشعوب والحكومات.
إن الإنسان الفلسطينى.. أو اليمنى والسورى والعراقى والليبى.. والذى يتعرض كل يوم للعدوان والاغتيال والتعذيب.. وتنتهك مقدساته وحرماته.. لا وجود له على شاشة المصالح الأمريكانى.. والطفل العربى والعائلات الآمنة والبيوت المستقرة ليس لهم حقوق فى العرف الأمريكانى.. وقتل المدنيين وترحيلهم من قراهم وبيوتهم لا يتعارض مع حقوق الإنسان.. واغتيال الأطفال لا يهز الضمير الأمريكانى.. وتهويد القدس وإقامة المستوطنات وتكسير العظام والحرمان من حق السفر والانتقال والإقامة والعمل لا يخدش المشاعر الأمريكانى الحريصة جدا على حقوق الإنسان.. بشرط ألا تكون للإنسان العربى.. وإثارة المسألة فى المحافل الدولية عيب لا يصح ولا يجوز.. على اعتبار أنه لا يجوز لنا طرح القضايا الداخلية على الغرباء من دول العالم.. ثم إن إثارة المسألة دوليا.. من شأنها أن تفسد مسيرة العلاقات التى هى أحسن من السمن على العسل الأسود بيننا وبين الصديق الأمريكانى.
وحسنا فعلت أمريكا بتخفيض فلوس المعونة لأننا لسنا فى حاجة لها أصلا.. وزمان زمان قبلنا المعونة لأننا كنا فى حاجة إليها.. الآن نحن لسنا فى حاجة للفلوس الأمريكانى.. ونستطيع ببعض الحكمة والتدبر الاستغناء تماما عن تلك المعونة المشئومة.
ومن الواضح أن أمريكا فى حاجة لمترجم فورى محترف.. يترجم لها مشاعرنا نحوها.. وهى المشاعر التى أصابها الإحباط.. وقد تحولت مبادئ حقوق الإنسان - يا خسارة - من هدف إنسانى وحضارى.. إلى مجرد شعار سياسى يستخدم وقت الحاجة لإرهاب الخصوم.. وتخويف الحكومات التى لا تسمع الكلام..!
إن الدول العبيطة التى لا تزن تصرفاتها بميزان الذهب.. تسقط بسرعة وإن طال الزمن واسألوا بريطانيا.. الإمبراطورية التى غابت عنها الشمس.. وراحت فى سبات عميق..!
أنا شخصيًا أعرف وأدرك تمامًا أن حقوق الإنسان عندنا بعافية.. وأن الانتهاكات متكررة.. وأن رئيس حقوق الإنسان البرلمانى ضابط شرطة.. بل إن المصطلح.. مصطلح حقوق الإنسان يصيب الحكومة بالأرتكاريا والحساسية والعياذ بالله.. ولكن من قال إنى فى حاجة إلى الدعم الأمريكانى أو الضغوط المالية من أجل إقناع الحكومة بإصلاح الحال المائل.. والإصلاح يأتى من الداخل.. من نضال الناس العادية وليس من التهديدات الأمريكانية..!
الخيبة أن العالم الآن يغيب عنه رجال السياسة المحترفون.. والمصلحون الاجتماعيون ليحل محلهم السياسيون الهواة والباحثون عن الأضواء والشهرة.. وهؤلاء نظرتهم ضيقة ورؤيتهم قاصرة تشغلهم فقط حسابات المكسب والخسارة والإبهار واستعراض العضلات.. وهى أمور تختلف تماما عن قيم العدل والمنطق والأصول التى يسعى لتحقيقها رجال السياسة والثوار والمصلحون الاجتماعيون.
وأمريكا بالذات يحكمها كاوبوى يفتقد الخبرة والحس السياسى والوعى بأحوال العالم.. هو مصاب بالحول السياسى والعمى الحيثى.. ولا يرى أبعد من قدميه.. والمصيبة أنه يحكم ويتحكم فى العالم بأسره..!
قدرنا وخيبتنا القوية.. أن التغيير يأتى دائما بالأسوأ.. فنتحسر على ما فات من زعامات ورجال حكم كنا نحسبهم الأسوأ فى الماضى.. مع أنهم نجوم شباك بمقاييس الحاضر..!
قدرنا وخيبتنا القوية أننا نترحم الآن على أيام نيكسون وكارتر وكلينتون وأوباما.. كما نتحسر على أيام شيراك ومارجريت تاتشر..
أى والله.. مارجريت تاتشر!