الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأقصى .. مرة أخرى

الأقصى .. مرة أخرى
الأقصى .. مرة أخرى


أن ننبرى للدفاع عن الأقصى لمدة يومين أو عشرة أيام ونصدر البيانات هنا وهناك ويخرج الفلسطينيون للدفاع عنه حتى تتراجع إسرائيل عما أغضب المسلمين.. لا بأس!
إلا أن الصمت بعد ذلك عن قضية الأقصى وكأنه قد تم حلها هو تصور من وراء الخيال.. لأن إسرائيل لا تتراجع عن موقف ما إلا لكى تعود لما هو أسوأ منه وخير دليل على ذلك عشرات السنين منذ الاحتلال الإسرائيلى للقدس فى عام 1967.
فبمجرد أن احتلت القدس قامت بالاستيلاء على مفاتيح باب المغاربة أحد الأبواب العشرة للمسجد الأقصى وأصبحت تتحكم فيه الشرطة الإسرائيلية تحكماً كاملاً وأصبح هذا الباب بعد ذلك هو البديل الوحيد لدخول المستوطنين واقتحامهم للمسجد الأقصى، ونتيجة لتلك الاقتحامات قام أحد المستوطنين فى عام 1969 بإشعال النيران فى المسجد ودمر الحريق منبر صلاح الدين ومحراب زكريا ومسجد عمر وغيرها.. ولا ننسى أنه مع كل تعدٍ إسرائيلى على المسجد يتم الاستنكار والاحتجاج وصولاً إلى حقبة الثمانينيات، حيث تعرض المسجد لموجة من المجازر قام بها المستوطنون بإطلاق النار على رواد المسجد وسقط منهم شهداء.. وشهدت التسعينيات تصعيداً آخر عندما بدأت الأحلام الإسرئيلية تتبلور لتهويد القدس فقام المستوطنون فى عام 1990 بإعلان نيتهم عن وضع حجر الأساس لبناء الهيكل الثالث داخل المسجد وفتحت الشرطة الإسرائيلية نيرانها على المحتجين من الفلسطينيين وقتلت منهم 21 فلسطينياً فيما عرف بمذبحة الأقصى الأولى.. وفى عام 1996 شهد الأقصى المذبحة الثانية بعد الإعلان عن فتح نفق فى محيط الأقصى وسقط 63 فلسطينياً بنيران الشرطة الإسرائيلية.
كل هذه الانتهاكات توجتها زيارة شارون المشئومة للمسجد فى عام 2000 والتى أدت إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ومنذ ذلك الحين وإسرائيل تسعى جاهدة لتهويد القدس بداية بافتتاح أكبر كنيس الخراب الذى يعد أكبر كنيس يهودى فى القدس على بعد أمتار من الأقصى.. وصولاً إلى عام 2015 الذى شهد أشرس محاولات إسرائيل لفرض مخطط التقسيم الزمانى والمكانى على المسجد الأقصى.. أما عام 2016 فقد شهد أكبر حركة اقتحام للمستوطنين، حيث بلغ عددهم نحو 14 ألف مستوطن فى مقابل 5600 مستوطن. فى عام 2009 .. وأخيراً تجرأت إسرائيل فى الشهر الماضى على منع الصلاة داخل الأقصى.
سيظل الأقصى والقدس ينتظران الأسوأ من سلطات الاحتلال الإسرئيلى لأن أطماع إسرائيل لن تتوقف إلا بتهويد القدس بالكامل.. فعلينا الانتباه ولا يغرنا تراجع إسرئيل عن موقف معين.. لأن تاريخ الأطماع الإسرائيلية فى القدس يثبت عكس ذلك.>