خلايا روسيا النائمة تهدد الانتخابات الألمانية

فى الوقت الذى تستعد فيه ألمانيا لانتخابات برلمانية فى سبتمبر المقبل تجهز المخابرات الروسية أيضا لإحداث قلاقل أمنية خلال فترة الانتخابات. فقد أكد خبراء أمنيون أن المخابرات الروسية بدأت فى تجنيد عدد كبير من رواد نوادى تعليم الفنون القتالية، وخصوصا تلك التى تعتمد على تعليم ما يعرف بـ «سيستما»، وهو نوع من فنون القتال التى تستخدمها القوات الخاصة الروسية، ومن المعروف أن نوادى فنون القتال التى تتخصص فى تعليم فنون سيستما ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بجهاز الاستخبارات الروسى FSB  وجهاز الاستخبارات العسكرية الروسية GRU، وهو ما أكده الباحث فى الجاسوسية الروسية المقيم فى برلين «ديمترى تشيميلنسكي».

كان تشيميلنسكى قد هرب من روسيا عام 1987 واتجه إلى ما كان يعرف وقتها بألمانيا الغربية بعد تقديمه للمحاكمة بتهمة إجراء أبحاث حول جهاز الاستخبارات الروسى والذى كان يعرف وقتها بـ  KGB، ويؤكد تشيميلنسكى أن المخابرات العسكرية الروسية تستخدم هذه النوادى لتجنيد عملاء على غرار ما كانت تقوم به أثناء الحرب الباردة.
وتوصل ديمترى فى أبحاثه إلى أن هناك ثلاثة وستين ناديًا لتعليم فنون القتال الروسية «سيستما» فى ألمانيا، بالإضافة إلى عدد كبير من النوادى فى أنحاء أوروبا وغرب البلقان وجنوب أمريكا. وإذا افترضنا أن كل نادٍ من هذه النوادى سيتشكل داخله مجموعة من خمسة أفراد، فإن المجموع النهائى للعملاء الذين سيتم تجنيدهم فى ألمانيا وحدها قد يصل إلى ثلاثمائة وخمسة عشر عميلاً جميعهم يشكلون اليوم خلايا قتالية نائمة لحين تنفيذ المهام الموكلة إليهم.
الكثير من هذه النوادى تفاخر علنًا بكونها على علاقة بالقوات الخاصة الروسية وتستخدم شارات روسية شهيرة خاصة بجهازى الاستخبارات الروسيين FSB  وGRU مثل الوطواط وصور القديس جورج.
وفقًا لأسلوب المخابرات الحربية الروسيةGRU  فإن هذه الخلايا النائمة قد تهاجم قواعد عسكرية أو مطارات مدنية إذا ما احتدمت الخلافات ووصل الأمر إلى حرب مع دول الناتو، وفى الوقت نفسه يمكن لهذه المجموعات أن تقوم بعمليات إرهابية أو تنشر أجواء من الخوف وعدم الأمان والتشكك فى أوقات السلام مع الدول التى تعتبرها روسيا معادية.
يرى تشيميلنسكى أنه مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية فى ألمانيا فإن الخلايا الروسية النائمة قد تستخدم فى خلق جو من عدم الاستقرار فى البلاد أو التحريض على العنف والاندساس وسط التظاهرات المعارضة للحكومة أو إلقاء متفجرات على مساجد أو أماكن إيواء المهاجرين.
تحدث تشيميلنسكى عن ناٍد يُسمى «مدرسة سيستما وولف»، مشيرا إلى أهميتها الخاصة الناتجة عن انتشارها الواسع والسريع. فقد افتتحت فروع لهذا النادى فى ألمانيا واليونان وصربيا وإيطاليا وبولندا وسويسرا خلال  سبعة أعوام فقط، كما قام صاحب المدرسة بإنشاء فرع من «نايت وولفز» أو «the «night wolves فى ألمانيا. و«نايت وولفز» هى واحدة من أشهر مجموعات سباقات الدراجات البخارية فى روسيا والمعروفة بتأييد فلاديمير بوتين الذى حضر سباقاتهم أكثر من مرة ويصفهم دائمًا بأنهم أصدقاؤه.
الأخطر هو أن تشيميلنسكى صرح مؤخرا فى لقاء على قناة DW  الألمانية أن العملاء الذين يتم اختيارهم يسافرون إلى روسيا لاستكمال تدريباتهم التى لا تقتصر فقط على المواجهات، بل يتدربون مثلما تتدرب القوات الخاصة الروسية تمامًا، وبعد استكمال تدريباتهم يعود العملاء إلى ألمانيا مجددًا لينضم البعض منهم إلى الشرطة والبعض الآخر ينضم إلى صفوف الجيش الألمانى منتظرين أى أمر بالتحرك.
وكان الصحفى الألمانى المتخصص فى الشأن الروسى بوريس ريتشوستر قد حذر أواخر العام الماضى من محاولات روسية مستمرة لزعزعة استقرار ألمانيا واستخدام نوادى تعليم فنون القتال لتجنيد عملاء يقومون بهذا الدور عند الحاجة إليهم.
هذا بالطبع إلى جانب عمليات القرصنة التى أربكت حركة القطارات مؤخرًا فى ألمانيا وجعلت المسئولين الألمان وعلى رأسهم رئيس المخابرات الألمانية هانز جورج ماسن يتهم روسيا بالضلوع فى عمليات قرصنة متعمدة ومنظمة بهدف التأثير فى نتائج الانتخابات البرلمانية. 


5×5

1 إسرائيل تفتتح مركز تدريب الدفاع الإلكترونى فى قلب ولاية «أوكلاهوما» الأمريكية بعد اتفاق شراكة بين شركة «سايبر - جيم» الإسرائيلية وشركة «سايبر - ريدي» الأمريكية بهدف ضمان الاستعداد الكافى ضد أى هجمات مستقبلية.
2 مسئول استخباراتى عراقى رفيع المستوى نفى مجدداً مزاعم المخابرات الروسية بشأن مقتل أبوبكر البغدادى زعيم تنظيم داعش ومؤسسه مؤكدا أن البغدادى موجود فى سوريا.
3 عميل سابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية C.I.A يؤكد أنه تم الإفراج عنه من سجون باكستان على الرغم من إدانته بقتل شخصين، وذلك بمساعدة مسئولين كبار فى الحكومة الباكستانية.
4 الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالى FBI الذى أطاح به  الرئيس ترامب من منصبه مؤخرا تعاقد مع دار نشر أمريكية لإصدار كتاب عام 2018، قيمة العقد بلغت مليونين ونصف المليون دولار.
5 أطلقت اليابان قمرا صناعيا لأهداف التجسس. القمر الجديد أطلق عليه اسم «إى. جى. إس. رادر 5» ويعد سادس قمر تجسس تطلقه اليابان.