الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سنة أولى سجن..!

سنة أولى سجن..!
سنة أولى سجن..!


وعلى بلاطه.. لماذا تحتل دولنا الشرق أوسطية المراتب الأخيرة فى الحرية والديموقراطية؟.. وخذ عندك حرية الصحافة مثلا.. ومصر نمرة 161 على العالم والسعودية 168 وسوريا 172 من أصل مائة وثمانين دولة.. فى حين أن النرويج الأولى وأمريكا بجلالة قدرها تراجعت للمرتبة العاشرة!!.

حرية الصحافة فى خطر طبقا لتقرير مهم لمنظمة «مراسلون بلا حدود».. الذى أكد أن الصحافة باتت مهددة على نحو غير مسبوق عالميا.. ومصر تراجعت درجتين وجاءت فى المرتبة 161.. والغريب يا أخى أن جميع دول الشرق الأوسط تعانى غياب حرية الصحافة ومعنا تركيا وإيران فوق البيعة.. والحل هو الهجرة أو تغيير النشاط.. أو الكتابة بالراحة ودون انفعال كما ينصحنا الأطباء النفسيون.
ينصحك الطبيب النفسى العاقل والرزين بأن تبتعد عن المشاكل وإثارة الناس الواصلين.. ولا تقع أبدا فى الغلطة التى يقع فيها شباب الصحفيين.. فلا تهاجم أبدا جماعات التطرف والإخوان والسلفيين، لأنهم إذا لم ينسفوك بالقنابل.. لخبطوا حياتك بالتهديدات والشائعات وفسافس الفيس بوك.. فلا تعطيهم الفرصة أبدا.. وبلاش التعرض للحكام والوزراء والمسئولين.. لأنه من الواضح أن خلقهم ضيق، وخليك مثل الكتاب إياهم الذين يسبحون بحمد الوزير والوكيل والسكرتير طالما أنهم فى الحكم.. فإذا سقطوا هاجمهم كما تشاء.. وقديما قالوا كما تحب الحكومة.. الحكومة تحبك كمان وكمان.. فخليك عاقل.. وإذا حبكت وأردت الهجوم.. فعليك بصنف الفنانين والفنانات.. لأنهم الحيطة الواطية.. وهم غلابة لا يملكون حولا ولا قوة.. وهم ملطشة حقيقية.. يستطيع أى كاتب أو سياسى نص كم أن يهاجم ويؤلف الكتب وينسج الحكايات عنهم.
وهل تتذكر النائب الشجاع فى عز سطوة الإخوان الذى سأل الفنانة المحترمة فى حوار تليفزيونى شاهده الملايين.. كم رجل اعتلاكى؟.. وقامت الدنيا ولم تقعد.. وقد تصورنا أنه سيحاكم ويسجن ويضرب على مؤخرته لكن النائب لم يحاكم أبدا.
كنا نحسب أننا بعد ثورتين شعبيتين أننا نستطيع أن نقول ما نريد وما نعتقد بدون لف أو دوران.. لكن يا خسارة.. طلعت أوت!
الغريب يا أخى.. أن الصحافة فى أمريكا التى تراجعت درجتين فى مقياس الصحافة العالمى.. فاحتلت المركز العاشر.. الغريب أن هذه الصحافة تعرى أجدع مسئول هناك.. وتنتقد الكبير قبل الصغير.. وهى تقف لترامب ومن سبقوه من الرؤساء.. تقف لهم على الواحدة.. إذا أكل وإذا شرب.. فتقوم الصحافة وتبدأ التحليلات وتتسلل الكاميرات وتخرج النكت ورسوم الكاريكاتير وتحدث الحركة التى هى بركة.. ولا يستطيع أى مسئول أن يقول ثلث الثلاثة كام.. أما عندنا فالمسئول ممنوع الاقتراب.. ممنوع التصوير.
ودورنا نحن الجماعة الصحفية أن نمتنع عن كل ما يثير غضب الحكومة.. وأن نتوقف عن ملاحظة ومحاسبة المسئولين بالذات.. الحاليين والسابقين.. على اعتبار أنهم يتمتعون بالحصانة والحماية.. ومن المحرج جدا أن تقف الحكومة فى خنادقنا.. ومن الأفضل لنا ولها أن نبتعد عن الشر ونغنى له.. وأن نكتب فيما يفيد ويعود بالنفع على القراء.. فنكتب عن البخت والأبراج وحكايات النميمة بشرط أن تكون بعيدة تماما عن البهوات من المسئولين.
وربما استطعنا أن نستعيد مواقفنا القديمة فى قوائم حرية الصحافة.. وبدلا من المركز 161 ربما صرنا فى المركز رقم 150 مثلا أما النرويج والأمريكان.. فلا يقدر على القدرة سوى الخالق سبحانه وتعالى.