مشروعنا الثقافى.. جزء من كيان الدولة الإسلامية
عصام عبد الجواد
مشروع ثقافى ضخم ينتظر عودة العلاقات الرسمية بين «مصر» و«إيران»، هكذا أعلن «سيد محمد حسين»« وزير الثقافة الإيرانى فى حواره لـ «لروزاليوسف» مؤكدا وجود علاقات حميمة بين بلدين كل واحد منهما صاحب حضارة عريقة تضرب جذورها فى عمق التاريخ. إحساس «حسين» بمصر - الذى ظهر من خلال كلامه لنا - لا يقل حبا وعشقا بل ووطنية عن إحساسه بوطنه الأم «إيران». «حسين» لا يقف فقط عند شاطئ الحلم بعودة العلاقات، لكنه يسعى جاهدا ومنذ فترة طويلة لمد هذه الجسور.
المشروع الثقافى الضخم يتضمن إنتاجا فنيا مشتركا بين البلدين فى مجالات السينما والتليفزيون، وأيضا فى ترجمة الكتب، خاصة الكتب التراثية التى تميز البلدين بحضارتيهما العربية والفارسية والإسلامية.
∎ لماذا هذا التوقيت بالتحديد لمد جسور التقارب الفعلى وإزالة جبال الجليد بين البلدين بعد أن ظلت العلاقة مقطوعة 30 سنة ؟
- مصر وإيران دولتان كبيرتان ويمتلكان حضاراتين عريقة نقطة تلاقيهما الفكر والمشاعر والآمال والطموحات، ويضيف وزير الثقافة الإيرانى: نحن نرى أن عودة العلاقات بين البلدين ستعيد للعالم الإسلامى روحه وعزته وهويته، ونستطيع أن نجعل من العالم الإسلامى قوة استراتيجية ضخمة فى مجالات الثقافة والفنون بعد أن تراجع العالم الإسلامى إلى الوراء وكاد يفقد هويته نتيجة استمرار محاولات الغرب فى تشويه صورة الإسلام.
∎ هل تشعر بفروق مشاعر بين مواطنى البلدين ؟
- المواطن الإيرانى الذى يزور مصر لا يشعر أبدا أنه غريب، بل يشعر أنه بين أهله وعشيرته، وإحساسى الشخصى أن نفس الشىء بالنسبة للمواطن المصرى عندما يزور إيران.
∎ ولكن تظل هناك الهواجس فيما يتعلق بالإنتاج الدرامى الإيرانى الذى تتجسد من خلاله شخصيات الأنبياء ؟
- تجسيد الأنبياء على الشاشة لم نقترب منه إلا بعد حصولنا على فتاوى شرعية من العديد من المذاهب الإسلامية باستثناء شخصية الرسول «محمد» صلى الله عليه وسلم الممنوع الاقتراب منها فى جميع المذاهب.
∎ فى رأيك.. هل يمثل مذهبا مصر وإيران «السنى» و «الشيعى» عائقا أمام المشروع الثقافى بين البلدين ؟
- اختلاف المذاهب ليست أبدا عائقا، لأن أى مشروع ثقافى يخاطب العقل بصرف النظر عن العقيدة، وإن كنا فى إيران نهتم بجميع المذاهب، والدليل أن لدينا جامعة اسمها «الجامعة الإسلامية» تقوم بتدريب المذاهب السنية مثل «الشافعى» و«الحنفى» و«المالكى» والحنبلى»، كما أننا أقمنا منذ فترة مؤتمرا كبيرا عن الشيخ «محمد عبده» وكل عام نقيم فى إيران مؤتمرا باسم الشيخ «محمود شلتوت»، كما أن اللغة العربية تقرب بيننا لأن معظم الإيرانيين يتحدثون اللغة العربية كلغة ثانية بعد الفارسية، خاصة أن اللغة العربية هى لغة القرآن الكريم الذى نعتبره دستورنا ومنهجنا فى الحياة.
∎ البعض يلوح بأن سبب سعيكم لتقريب العلاقات مع مصر سببه التهديدات المتبادلة بينكم وبين إسرائيل ؟
- تهديدات العدو الصهيونى لا تخيفنا لأنه كيان جبان، وأنا واثق أننا لو وضعنا أيدينا فى يد مصر كقوتين كبيرتين فى المنطقة ستزول دولة إسرائيل وتتفكك وستتحرر القدس من دون قتال أو إطلاق رصاصة واحدة .
∎ ما رأيك فيما يقال عن الموروث الثقافى بأن مصر وإيران سيتوحدان فى آخر الزمان من أجل تخليص العالم من الشر؟
- دعنا من المورثات الثقافية التى تبدو خيالا وأساطير، وتعالى نعمل معا من أجل الارتقاء بشعوبنا وشعوب العالم الإسلامى، ولننظر كيف توحدت أوروبا والغرب وهم لا يملكون حضارة مثل الحضارتين المصرية والإيرانية، كما أنهم لا يمتلكون موروثا ثقافيا واحدا ولا هوية واحدة، إذا لماذا لا نبادر بتوحيد صفوفنا وألا نترك أنفسنا لمقادير الآخرين حتى نفرض على العالم احترامنا وأن نجبره على رؤية العالم الإسلامى بصورته الصحيحة.