الخميس 3 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ميريل ستريب تفضح البنتاجون فى فيلم سياسى

ميريل ستريب تفضح البنتاجون فى فيلم سياسى
ميريل ستريب تفضح البنتاجون فى فيلم سياسى


كشف عدد من التقارير البريطانية والأمريكية عن خبر استعداد المخرج العالمى ستيفن سبيلبرج والنجم توم هانكس والأسطورة ميريل ستريب للدخول فى فيلم «ذا بوست» عن قضية شهيرة تسمى «أوراق البنتاجون» وهو الفيلم السياسى المقتبس عن قصة حقيقية لدانيال السبيرج المستشار السابق فى وزارة الدفاع الأمريكىة والذى سرب معلومات خطيرة من داخل البنتاجون فى أوائل السبعينيات وساعده صحفيون من واشنطن بوست.
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية فإن الفيلم الذى يعد الصورة الكاملة مع مخرجه سبيلبرج ونجومه هانكس وستريب يأتى فى الوقت المناسب حيث إنه يتمحور حول الدور الحيوى للصحافة فى الحفاظ على الحكومة صادقة وهو فى نفس الوقت يحمل مغزى سياسيًا فضلا عن القيمة الفنية جنبا إلى جنب مع مجموعة من الممثلين وأيضًا قوة السيناريو بالمواصفات التى كتبها ليز هانا، واشترت السيناريو الخريف الماضى من قبل شركة الإنتاج إيمى باسكال بيكتشرز ويجرى التفاوض على الصفقات حتى الآن والفيلم سيشارك فى تمويله كل من شركتى فوكس وأمبلين انترتانمينت، وفوكس تحديدا ستتعامل مع التوزيع.
الفيلم يتناول دور الإعلام والصحافة فى كشف أوراق البنتاجون فى عام 1971، وكيف تحدى كل من المحرر بن برادلى والناشرة كاى جراهام الحكومة الاتحادية، وهو العمل الخامس بين كل من سبيلبرج مع هانكس، بعد «إنقاذ الجندى رايان»، «امسكنى إن استطعت»، و«ذا ترمينال» و«جسر الجواسيس»، أما ستريب فتعاملت فقط مع سبيلبرج كصوت للجنية الزرقاء فى فيلم «AI » من إخراجه، وهانكس سيقوم بدور برادلي، المحرر، وستريب ستلعب دور جراهام.
وبحسب تقرير لمجلة فاريتى الأمريكية فإنه فى عصر تنتشر التسريبات على شبكات الإنترنت والوصول حتى إلى رسائل البريد الإلكترونى فمن الصعب الآن معرفة ما إذا كانت لعبة عادلة أو غزو خصوصية، أن يتم إنتاج فيلم «أوراق البنتاجون».
الوثائق السرية التى قام بتسريبها دانيال السبيرج من البنتاجون كانت تتناول حرب فيتنام وكشف الحقائق حول القوات والتفجيرات فى حرب لم تتمكن الولايات المتحدة بالفوز بها.
المحلل العسكرى ومستشار البنتاجون دانيال السبيرج، قام بتسريب معلومات سرية لصحيفة نيويورك تايمز، نشرت تلك الورقة كدفعة أولى والتى اتهم فيها إدارة الرئيس الامريكى الراحل ليندن جونسون بكذبه المنهجى على الشعب الأمريكى والكونجرس حول فيتنام، وكان من المفترض أن يقوم كل من الرؤساء الأمريكيين السابقين جون كنيدى وليندون جونسون وريتشارد نيكسون بنشر باقى تفاصيل الوثائق التى قام بكشفها السبيرج والتى تتألف من سبعة آلاف صفحة، وذلك لكشف الحقيقة كاملة وخاصة فى مواعيد الذكرى السنوية لعملية التسريب.
تفاصيل وأحداث الفيلم تمثل العملية الأولى فى التاريخ لما يسمى بالتسريبات والمسربين أمثال ادوارد سنودن وجوليان اسانج حاليا، الأوراق السرية كانت تحمل عنوان «العلاقات بين الولايات المتحدة وفيتنام 1945 - 1967: دراسة أعدتها وزارة الدفاع» ووزعها السبيرج لصحف مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز وبعض الصحف الأخرى والتى بدأت فى نشرها فى 13 يونيو 1971.
وبحسب الأحداث فقد نجحت إدارة الرئيس الأمريكى الراحل ريتشارد نيكسون فى الحصول على حكم قضائى بحظر نشر الوثائق التى صنفت بأنها سرية للغاية بعد أن نشر ثلاث حلقات منها وكانت قضية كبرى ما بين الصحافة والحكومة الامريكية والتى انتصر فيها القضاء لحرية الصحافة والإعلام وقالت أنه لم يكن هناك العديد من الأدلة الكافية من إدارة نيكسون لحظرها لنشر الوثائق السرية.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية من جانبها قامت عن طريق محررها برادلى والذى سيقوم بدوره توم هانكس بنشر المزيد من الكشف عن الوثائق ثم بعد ذلك قامت صحيفة بوسطن جلوب بنشر جزء منها.
والغريب أنه عندما تم القبض على أول مسرب فى تاريخ الولايات المتحدة السبيرج تم توجيه تهم التآمر والتجسس وسرقة ممتلكات حكومية له، وكان فعلا سيزج به إلى السجن وقال وقتها أنه لا يشعر بالندم بسبب ترسيبه ومن حق الشعب أن يعرف ما تقوم به الحكومة والدخول فى حروب تستنزف قواتها وأموالها وتنشر العدوان والعنف، إلا أنه كانت المفاجأة وكانت النجاة فى نفس الوقت عندما ظهرت فضيحة ووترجيت فى البيت الأبيض التى أكدت أن ريتشارد نيكسون قام بعمليات تجسس واسعة.
دانيال السبيرج بطل القصة ما زال حيا وهو مواليد 7 أبريل 1931، وما زال يمارس نشاطه السياسى وتحليلاته العسكرية وله العديد من المواقف السياسية  ومن تصريحاته الأخيرة وذلك للدفاع عن المسربين فى الولايات المتحدة وخاصة إدوارد سنودن أن «قول الحقيقة لا يحتاج أن يكون الشخص صحفيا، وإنه، وإن كان موظفا حكوميا لا يفترض أن يغلب وظيفته على كشف حقائق كانت مخفية عن شعبه فمن حقه أن يعرف الحقيقة»، وتساءل أيضا فى تصريحات للجارديان البريطانية هل «نترك كشف الحقائق للصحفيين، حتى إذا كانوا مقصرين؟ أو هل يمكن لأى مواطن شريف أن يكشف الحقائق؟». 