السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المواطن سقط سهوا..!

المواطن سقط سهوا..!
المواطن سقط سهوا..!


أقطع ذراعى أن الدولة هى المسئولة عن هذا الطقس الصقيعى البارد وغير المسبوق.. وأنها استوردته لنا من باب المكايدة من إحدى دول الشمال التى تعيش فوق الثلوج وتجيد التعامل معه!
طقس قارس مقصود منه إدخالنا فى الديب فريزر لنتجمد هناك.. فلا نتكلم أبدا.. أو نشكو ونعترض.. وقد هجرنا الشوارع وخاصمنا المقاهى.. فى عقوبة مشددة بالحبس الانفرادى فى البيت.. نتفرج على التليفزيون  من تحت اللحاف.. وأنتظر النتيجة بعد تسعة شهور..!
وإذا لم تكن الدولة مسئولة عن حالة التدهور الطقسى.. فأغلب الظن أنه البرلمان وقد جلبه لنا بفعل عوامل النحس.. وقد صار كالمغناطيس يشد ويجتذب الكوارث والأزمات.. وربما كان غضب الطبيعة على البرلمان فى هذه الكارثة المناخية غير المسبوقة.. وهل عرفنا هذا الصقيع فى العهود السابقة؟ طقس موصى عليه بعلم الوصول.. طقس سخيف بجلب الأنفلونزا والروماتيزم والالتهاب الرئوى.. وقد فشل الليمون أبوخمستاشر جنيه للكيلو فى التعامل معه.
برلمان مشغول عن هموم الدنيا بمناقشة زيادة مرتبات وحوافز الوزراء دونا عن باقى الشعب.. على اعتبار أن الوزير يعانى وحده من الغلاء والتضخم والحال المائل..!
فى بلاد الخواجات يتعاملون مع هذا الطقس السيئ بأسلوب إنسانى.. يدفئون المترو ووسائل المواصلات.. وهناك دول تتنازل عن فواتير الكهرباء لدعم التدفئة فى البيوت.. وهناك حكومات أخرى عبيطة تقوم بتدعيم شبكات الصرف الصحى حتى لا تغرق الشوارع فى شبر ميه..!
عندنا اكتفى البرلمان فى هذا الطقس السيئ بالموافقة على التعديل الوزارى.. بأسلوب الوقوف على الأقدام.. تقديرا وإكبارا واحتراما وإجلالا.. أسلوب غريب التف على صحيح الدستور الذى ينص على ضرورة موافقة البرلمان على التعديل.. وبدلا من مناقشة سيرة كل وزير على حدة تمهيدا للموافقة عليه.. تعامل البرلمان مع الحدوتة كشروة واحدة.. ممنوع التفعيص.. توافق عليهم بالجملة.. ممنوع القطاعى وممنوع الفصال..!
كنت أحسب أن الدولة سوف توزع علينا استمارات للاستبيان.. نحدد فيها بالضبط المواصفات القياسية للوزراء الجدد من وجهة نظرنا كمحكومين وعلى اعتبار أن من حقنا كشعب أن نختار الحكومة التى سوف تحكمنا.. وحتى لا تتكرر المقالب وتفاجأ بوزارة من عينة السابقين الذين لا تحركهم همومنا ولا ينتمون إلينا أبدا..!
حكومة كالسابقين.. فى الطراوة يعنى.. تتحدث عن الإصلاح الاقتصادى منذ أربعين عاما.. دون أن يرى المواطن الإصلاح على أرض الواقع.. ومن غير الممكن أن يواصل نفس المواطن شد الحزام على الوسط إلى الأبد.. مواطن مربوط فى ساقية لا تتوقف.. من أجل توفير لقمة العيش.. ولا أمل له فى النجاة أو تحسن الأوضاع.. ومن حقه أن يعرف وأن يتأكد أنه بعد رحلة الأشغال الشاقة التى امتدت لأربعين سنة.. أن يتأكد أنه سوف يجد شغلا لأبنائه.. ويجد مسكنا لبناته.. وأنه سوف يستمتع بجنى ما زرعت يداه..!
أما السادة الوزراء الجدد.. فهم كالسابقين والعينة بيّنة.. وقد بدأت تصريحاتهم التى تجعل البحر طحينة.. وربما يتصورون أن التصريحات المتفائلة ترفع من حالتنا المعنوية.. أو أنها تعطى أملا فى إصلاح قريب.. مع أنها والله تسبب لنا الإحباط والغيظ.. ولا  ننسى أننا الذين دهنوا الهوا دوكو.. ونعرف أن تصريحاتهم لزوم الاستهلاك المحلى.. حاجة كده لزوم فض المجالس.. تمهيدا لموجة قادمة من ارتفاع الأسعار.. مصحوبة بطقس جليدى صارخ.. مستورد من سيبيريا شخصيا..!