الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ناس قهاوى.. وناس كافيهات!!

ناس قهاوى.. وناس كافيهات!!
ناس قهاوى.. وناس كافيهات!!


وما هذه الظاهرة الجديدة التى اسمها الكافيه.. تشرب فيها فنجان القهوة بخمسين جنيها.. وتنعزل بنفسك عن باقى فئات المجتمع.. ولا تختلط أبدا بالناس الذين نعرفهم فى المقاهى والغرز والتجمعات التى تشرب فيها فنجان القهوة باتنين وثلاثة جنيه.. بحيث انقسم الناس إلى فئتين مميزتين.. ناس الكافيه.. وناس القهوة البلدي!! لا بأس والله من وجود الكافيهات أحيانا وليس على الدوام.. يجلس فيها الخواجات وأبناء الصفوة والقادرين..
 وبشرط أن تكون مجتمعا مخمليا بحق وحقيقى.. يعنى أن يشترى الكافيه السكر والشاى بالأسعار المخصوصة ولا يزاحمون أهلنا البسطاء فى شراء سكر تموينهم وشراء دقيقهم المدعم لعمل الكافيه والكرواسون..
لا مانع من وجود الكافيه.. بشرط أن يراعى الأصول فى التعامل.. يعنى أن يختار العاملون فيه من خريجى مدارس السياحة والفندقة.. وأن يدفع لهم أجورا تتماشى مع سعر فنجان القهوة أبو خمسين جنيها.. وليس كما يحدث الآن باستخدام العمالة الرخيصة طوال الوقت.. واستخدام البلطجية لزوم إرهاب الزبون الذى لا يدفع الحساب..!
أنا شخصيا أفضل القهوة البلدى.. القهوة التى تضم الناس الطيبين.. وعلى الأقل هى تعرف القواعد المستقرة وأصول التعامل مع الزبائن.. والزبون الذى يتأخر عن دفع الحساب.. سوف يجد عشرة أشخاص على الأقل يدفعون الحساب عنه.. القهوة لها أصل وفصل ولها قوانين وقواعد بسيطة ومستقرة.. وأسعارها فى متناول الجميع.. وأنت تعرف من يجلس حولك.. تعرف أصله وفصله.. وهو من أبناء المنطقة غالبا.. تماما كما المقاهى والبارات فى كل بلاد الدنيا..  هى تجمع لأهالى المنطقة.. يجلسون سويا يتكلمون أو يتسلون ببعض الألعاب البريئة.. ويتخلصون من ضغوط الحياة اليومية.
الغريب يا أخى أن مكاسب الكافيهات الجديدة قد شجعت كل من يملك قرشين لافتتاح كافيه.. وفى المعادى التى أعرفها نجد أن بين كل كافيه وكافيه.. تجد خمسة كافيهات لا تعرف لها أصلا من فصل.. يجمع بينها الصوت العالى والموسيقى المزعجة والأسعار الحراقة والتى أراهن أن مصلحة الضرائب الناصحة على فئة الموظفين لا تعرف شيئا عن أرباح هذه الكافيهات التى تتفق فيما بينها على ظاهرة الحد الأدنى للأسعار.. وهى أسعار فلكية كما تعلمون..!
وحادث قتل الشاب الجامعى بمصر الجديدة.. ليس جريمة قتل عادية.. هى ليست جنحة ضرب أفضى إلى موت وعقوبتها السجن سنة أو سنتين.. هذه جناية قتل متعمدة ومع سبق الإصرار.. والمتهم الرئيسى هو صاحب الكافيه الذى سمح بتشغيل بلطجية يستعرضون عضلاتهم علينا نحن الشعب الغلبان.. صاحب الكافيه الذى فرض رسما قدره مائة جنيه لمشاهدة الماتش ثم يغلق أبواب الكافيه على الزبائن حتى يضمن دفع الحساب.. وهذا بلاغ آخر لمصلحة الضرائب.. وهل جمعت فلوسها من أصحاب الكافيهات الذين فتحوا أبوابهم لمشاهدة الماتش دون سداد ما عليهم للمصلحة..؟!
أما الأمن فحدث ولا حرج.. وقد اكتشف فى الوقت الضائع أن جميع الكافيهات مخالفة وأنها لا تملك ترخيصا للتشغيل.. فقام بتحطيم واجهاتها وكأنه يخلى مسئوليته عنها.. مع أن هذه الكافيهات تعمل منذ سنوات تحت سمع وبصر الأمن الذى يغض البصر أحيانا لغرض فى نفس يعقوب.. والغريب يا أخى أنه يقوم الآن بحملات مشددة فى مناطق مصر الجديدة ومدينة نصر.. مع أن الجيزة والمعادى والزمالك تعرف هذه الكافيهات.. لكن الأمن ينتظر وقوع جرائم جديدة حتى يمارس دوره ويضعها تحت طائلة الحساب.. أو ربما هو ينتظر حتى يهدأ الرأى العام لتعود تلك الكافيهات من جديد وتفتح أبوابها مرة أخرى لتقدم فنجان القوة بخمسين جنيها.. يا بلاش!!>