السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ولا عزاء للطب المصرى!!

ولا عزاء للطب المصرى!!
ولا عزاء للطب المصرى!!


تعجبت كثيرا أن السعودية متفوقة فى جراحات فصل التوائم.. وأننا أرسلنا لها توأما سياميا لتقوم بعملية فصلهما.. قلت فى نفسى كيف تلجأ مصر الطب والعلم ورائدة الجراحات تاريخيا إلى دولة ناشئة لتتولى علاج مرضانا.. وبالبحث والتقصى اكتشفت أن السعودية من دول التقدم الطبى.. وأننا فى المؤخرة.. والسعودية بالذات تحتل مركزا دوليا مرموقا فى هذا المجال النادر من الجراحة المتخصصة.!
وزمان.. كنا نرسل البعثات العلمية إلى أوروبا وأمريكا للبحث والتخصص والدراسة.. فلماذا لا نرسلها إلى السعودية للتعلم واكتساب الخبرة.. خصوصا وأن عمليات فصل التوائم متطورة تماما هناك.. اعتبارا من عام 1995 عندما أجريت هناك أول جراحة لفصل توأم سعودى.. ثم تتوالى العمليات الجراحية لتبلغ أكثر من 35 جراحة نادرة.. آخرها للتوأم المصرى الذى ذهب هناك منذ أيام.
عمليات فصل التوائم لم تقتصر على التوائم السعودية أو حتى العربية.. وإنما هناك العديد من دول العالم تذهب إلى السعودية لهذا الغرض.. وخذ عندك التوائم من البحرين والعراق والأردن ومصر والجزائر والمغرب.. وتوائم من بولندا وماليزيا والفليبين والكاميرون!
المثير أن العديد من أطباء وجراحى السعودية من خريجى الجامعات المصرية.. وهى الدعاية إذن هناك توفير فرص البحث والتجريب والدراسة.. هو المناخ العلمى المناسب توفره المملكة لأطبائها الجدد.
ومن الواضح أن السعودية الشقيقة تزهو بكونها من دول الصدارة الطبية.. وفى هذا النوع من الجراحات بالذات.. والدليل أن تلك الجراحات المتخصصة لفصل التوائم تحظى برعاية ملكية على المستويين المادى والإنسانى.. وجميع عمليات فصل التوائم تتم على نفقة الملك شخصيا.. والملك حريص فى كل مرة ومنذ عام 1995 وحتى الآن على زيارة التوائم قبل وبعد إجراء الجراحة وتوفير سبل الرعاية وحتى تمام الشفاء.!
وبعيدا عن خلافات السياسة.. فإنه أمر طيب للغاية أن تتفوق دولة شقيقة فى فرع من فروع المعرفة.. لأنه ليس من المطلوب أن تحتكر دولة لوحدها كل شىء.. ليس المطلوب أن تكون هى الدولة المحورية المتخصصة فى كل شىء من الطب للصناعة والفلاحة والهندسة.. وعندما تتفوق دولة شقيقة فإن هذا يصب فى صالح الأمة كلها..!
ولا عزاء للقطاع الطبى فى مصر.. والذى هو دليل بالصوت والصورة على خيبتنا القوية.. وكنا من الدول المتقدمة فى المجال الطبى والدوائى.. فما الذى حدث بالضبط.. وكيف تراجعنا إلى هذا الحد.. كنا متخصصين فى العلاج لجميع الدول العربية والأفريقية حتى صار العلاج مصدرا من مصادر الدخل والسياحة.. والسعودية بالذات مع السودان وليبيا وفلسطين واليمن كانوا زوارا لمستشفياتنا قبل أن تتراجع تماما.. فما الذى حدث لنا.. فهل هو ضعف التعليم فقط.. أم إنه تدهور مستوى الخريجين وإصرارنا على أن يكون التفوق بالغش لأبناء الدكاترة والأساتذة.. أم إنه ضعف الميزانيات المخصصة للبحث العلمى.. لكن المؤكد أننا ذبحنا الفرخة التى كانت تبيض لنا ذهبا..!
السياحة العلاجية فى مصر الآن تقتصر على الدفن فى الرمال الكبريتية فى بعض مناطق الواحات لعلاج الروماتيزم.. أما التشخيص والعلاج الطبى.. فلا يقدر على القدرة سوى الخالق سبحانه وتعالى!
زمان.. تعرض شاعر شهير لأزمة صحية استدعت نقله إلى مستشفى قصر العينى لتلقى العلاج.. فاتصل به رئيس الدولة حسنى مبارك مستفسرا عن الصحة والأموال.. ثم اقترح عليه السفر للعلاج خارج البلاد.. قال له الشاعر إنه فى أحسن حال والدكاترة وطاقم التمريض يقومون بواجبهم خير قيام.. فقال له رئيس الجمهورية: أنا خايف عليك دول ممكن يموتوك.. سافر برة أحسن!!
وهكذا تعامل رئيس مع الطب والأطباء.
وهل أدركت لماذا تخلفنا.. حين تقدمت السعودية؟!