الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

و.. لا عزاء للسيدات!

و.. لا عزاء للسيدات!
و.. لا عزاء للسيدات!


تعرف طبعا يا صديقى أن أمريكا حريصة جدا على مبادئ العدل والديمقراطية وحقوق الإنسان.. ولاتنام الليل إذا ما تعرضت حقوق الإنسان لأزمة أو وعكة طارئة.. وتقيم الدنيا ولا تقعدها دفاعا عن الإنسان المظلوم والمضطهد فى الهند والصين وكوريا ومصر.

فإذا ما تعرض الإنسان لاضطهاد فى جهات أخرى من العالم تلزم أمريكا الطناش.. وتمارس الصبر الجميل وتردد عبارات ضبط النفس.. ولا يمكن لأمريكا أبدا الدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطينى أو العراقى أو السورى أو الليبي.. وإدانة الإنسان الإسرائيلى أو التركى فى ممارساته ضد أخيه الإنسان العربي!
البعض يتصور أن أمريكا العادلة تعصب عينيها وهى تتكلم عن المبادئ.. وأنها وهى الدولة الأكثر كلاما عن حقوق الإنسان سوف تدافع عن حقوق الإنسان العربي.. لكن أمريكا شفاها الله تعانى الشيزوفرينيا.. أو مرض ازدواج الشخصية.. لأنها تعارض بوضوح القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة مثلا.. وتستخدم حق الفيتو.. سواء كان الجالس على كرسى الرئيس السيدة كلينتون أو السيد ترامب.. فلا داعى للتهليل لفوز ترامب.. لأن السياسة الأمريكية لن تتغير أبدا.. وحقوق الإنسان ليست الهدف.. وإنما هى لعبة تلعبها أمريكا!
وطريق السلامة لباراك أوباما الذى يغادر البيت الأبيض غير مأسوف على شبابه وقد عمل فى خدمة المشروع الاستيطانى الغربى لتقسيم الوطن العربى لم يكل ولم يمل.. ولم تشهد الأمة العربية على يديه سوى الخراب المستعجل.. والتقسيم جهارا نهارا.. والخيبة أنه تعامل معنا بعنصرية وفجاجة وقلة ذوق!
ويا سلام لو أن الانتخابات الأمريكية جرت بين سكان العالم الذين تتحكم أمريكا فى مصائرهم.. وربما لن ينجح ترامب.. ولن تنجح هيلارى أيضا.. وربما نجح أحد الحكماء والفلاسفة الذين يسعون لرفعة شأن العالم.. لكن الانتخابات جرت بين الأمريكيين وحدهم.. والذين قالوا لا للحيزبون كلينتون.. هى رغبة الناخب الأمريكانى إذن.. فلا وجه للاعتراض أو التهليل.. هى الديمقراطية إذن.. واحد يكسب والآخر يغنى ظلموه!
وفى تقديرى فإن الانتخابات لا تعنى فوز ترامب بقدر ما كانت خسارة لهيلارى الصفراوية.. هيلارى تعاملت مع العالم من طرف مناخيرها.. حسنة وأنا سيدك.. ركزت فى دعايتها على الحط من شأن ترامب العنصري.. استخدمت الدولة العميقة فى كسر شوكة منافسها الجمهوري.. استخدمت سلاح الشائعات والافتراءات ضده.. وقد وجد الناخب الأمريكى نفسه فى مواجهة مرسى أو شفيق.. وهيلارى كانت واثقة من نجاحها.. تفرغت لضرب منافسها تحت الحزام.. وجميع أجهزة الدولة تحت تصرفها.. ثم إن القوى الناعمة ساندتها بقوة.. ومعظم الفنانين وقفوا بوضوح بجانبها.. وجميع استطلاعات الرأى والخبراء الاستراتيجيين أكدوا اكتساحها.. فلماذا يذهب الناخب إذن.. ولماذا وجع القلب والذهاب إلى صناديق الانتخاب وهى فائزة بالضربة القاضية.. فقرر الناخب الامتناع عن الذهاب فى تعبير احتجاجى واضح.. فإذا بترامب يكتسح!!
هارد لك للمرأة التى كانت تسعى لحكم البيت الأبيض.. لتكرر إنجازات زميلتها فى بريطانيا وفى ألمانيا.. ويا ميت خسارة.. لن تفرش لها السجادة الحمراء.. لن يعزف السلام الوطنى فى الرايحة والجاية.. لن تعين الوزراء وتستقبل السفراء.. سوف تجلس فى بيتها تقشر بصل وتقمع بامية.. كان حلما فخاطرا فخيالا.. ثم كان السراب بعد ذلك!
وفى تقديرى فإن سقوط هيلارى سوف ينعكس على مسيرة المرأة فى أوروبا.. وكانت تحلم بالصعود والمنافسة فى بلدان كثيرة.. أبرزها فرنسا التى اكتسحت فيها الانتخابات البرلمانية.. وخلاص.. لن تتقدم خطوة للأمام.. وعلينا أن ننتظر ونتفرج وربما صعدت امرأة أخرى إلى سدة الحكم.. من صنف المستشارة أنجيلا ميركل والتى هى فخر للمرأة الحاكمة.. وليست أبدا من عينة هيلارى الصفراوية.. التى تعاملت مع العالم من طرف مناخيرها.. فكانت الهزيمة الساحقة!!