السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رئيس وزراء زراعى

رئيس وزراء زراعى
رئيس وزراء زراعى


أكد لى صديق عليم ببواطن الحكام.. أن حضرة رئيس الوزراء شريف إسماعيل.. يجيد اللغة العربية.. لكن المشكلة أنه مكسوف من الحديث إلى الناس.. لا يحب وسائل الصحافة والإعلام.. ويفضل الفرجة عليها من بعيد.. من باب الأحوط وحتى لا يتورط فى إطلاق تصريحات تحسب عليه.. ولهذا فهو يتفرج علينا من باب التسالى إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا!

ويتحدثون الآن عن التغيير الوزارى المرتقب.. وأقطع ذراعى أنه تغيير على طريقة شالوا ألدو جابوا شاهين.. وبصراحة نحن لا نريد نسخة من رئيس الوزراء الزاهد عن الكلام وعن الشغل.. نحن نفتش عن رئيس وزراء يمتلك الخيال ليبتكر الحلول الحقيقية للمشكلات التى نعانى منها.. لانريد رئيسا للوزراء ينتظر توجيهات رئيس الجمهورية لأن الرئيس ليس متخصصا فى كل شيء.
بوضوح نحن نتمنى أن يكون رئيس الوزراء الجديد من عينة مهاتير محمد وليس أقل من ذلك لينشلنا من الخيبة الثقيلة التى نغرق فيها الآن وتشمل جميع المجالات.
وربما تكون الدولة قد أخطأت فى اختيار شريف إسماعيل من الأصل واستبعاد رئيس الحكومة الشغال إبراهيم محلب.. الذى لم نشهد فى عهده الأزمات الحادة التى نشهدها فى كل المجالات وربما تكون معلومات رئيس الوزراء البترولى شريف إسماعيل عن القمح والسكر والأرز والسيول والدولار بعافية حبتين.. وهو ما يفسر أننا فاشلون فى كل المجالات.. وهل تابعت السيول؟!.. وكل التقارير كانت تؤكد تعرض البلاد لسيول غير مسبوقة.. ومع هذا لم تتحرك الحكومة أبدا إلا بعد وقوع الكارثة!
وعلى بلاطة نحن الآن فاشلون فى البترول والصحة والتربية والتعليم والزراعة والصناعة والسياحة وشغل التموين.. تشعر يا أخى أنها حكومة من الهواة لم تمارس العمل التنفيذى فى حياتها.. وهو ما يفسر جميع الأزمات التى تعصف بنا فى كل مرة.
ولا أعرف بالضبط المعايير التى يختارون بها رئيس الحكومة.. وقد جربنا جميع التخصصات.. فعرفنا رئيس الوزراء البترولى والمهندس والمحاسب والضابط وأستاذ الجامعة.. فلماذا لا نختار هذه المرة رئيس الوزراء المهندس الزراعي؟!
إننا دولة زراعية بالأساس.. والأزمة زراعية أصلا.. ورئيس الوزراء الزراعى قد ينجح فى إصلاح الحال المائل.. ونحن الآن نستورد غذاءنا من الخارج ولا نكتفى بالقمح.. وإنما نستورد الذرة والفول والعدس الصعيدي.. ونستورد معها الحبوب والتقاوى والجبن الدمياطى والحلاوة الطحينية والفول المدمس وارد مزارع كاليفورنيا.. وربما استطاع رئيس الوزراء الزراعى رأب الصدع ووقف النزيف الاستيرادي.. فنأكل من عرق جبينا ومن خير بلادنا!
وعلينا أن نعترف أننا دولة تمتلك مقومات الزراعة وينقصنا أدوات الزراعة الحديثة.. والفدان عندنا ينتج 3 أطنان وفى الخارج ينتج عشرين.. والبقرة هنا تعطى خمسة كيلو لبن وعندهم تعطى خمسين.. هو العلم إذن.. ولو أن رئيس الوزراء القادم من الفاهمين لقواعد وأصول الزراعة.. لأدرك أن مصر كانت بلدا زراعيا عاشت طوال عمرها مكتفية بنفسها وتدبر غذاءها.. قبل أن تنجرف إلى السياحة وتجرب سكة الصناعة التى هجرتها سريعا ولا نعرف الأسباب.
على رئيس الوزراء الجديد أن يدرك أننا دولة زراعية إذن.. ليعيد زراعة القطن الذى تبهدل على يد السلطة الوطنية.. ليعيد لمصر سابق مجدها القطنى الذى وفر لها على مدى قرن من الزمان عملتها الصعبة والسهلة.. وسوف يأمر بزراعة القمح وتحديث الصوامع حتى لايضحك عليه وزير تموين ناصح.
الزراعة يا سادة هى الحل.. وقد فشلت الصناعة بفعل فاعل.. ونحن الآن لا نصنع شيئا تقريبا.. وفشلت السياحة والتى كانت مصدرا إضافيا للدخل القومي.. وفشلت قناة السويس بسبب تراجع التجارة العالمية.. وفشل البترول وأسعاره، تتدهور.. ثم إننا نعتمد على تصدير الخام دون تصنيعه.. وتتبقى الزراعة هى الأمل وهى مصدر للدخل الحقيقى فى الكثير من دول العالم.. ولاتنسى أن الزراعة تستوعب أعداد العاطلين خصوصا لو أكملنا الطريق وجربنا التصنيع الزراعي.
تعالوا نجرب سكة الزراعة من جديد.. لعل وعسى. 