الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

3 سيناريوهات صعبة لرد بوتين على أردوغان

3 سيناريوهات صعبة  لرد بوتين على أردوغان
3 سيناريوهات صعبة لرد بوتين على أردوغان


العالم يحبس أنفاسه فى انتظار أحد سيناريوهات 3، من المتوقع أن يقدم عليها الرئيس الروسى، فيلاديمير بوتين، للانتقام من تركيا، ردًا على إسقاط قواتها - قبل أيام مقاتلة روسية من طراز «سوخوى»، بدعوى اختراق مجالها الجوى.
ووفقًا لخبراء استراتيجيين فإن «بوتين» الذى يطلق عليه البعض اسم «القيصر» أمامه إما الدخول فى حرب مفتوحة مع تركيا، أو اللجوء إلى ما سماه محللون «التأديب الاقتصادى» من خلال حصار البلاد اقتصاديًا، ومنع تدفق السائحين الروسيين إليها، أو الصمت على الحادث، الذى يودى بـ«القيصر» إلى نهايته، بعد أن يبتلع «اللطمة» التركية.
ووفقًا للمحلل كريستوفر ميللر فى تقرير له على موقع «Mashable» فإن أسهل خطوة لبوتين، هى تكثيف الغارات الجوية ضد الجماعات الإرهابية التى تدعمها تركيا فى سوريا أو على الأقل لها علاقات مع الحكومة التركية، خصوصًا التركمان فى شمال سوريا، الذين يدعون أنهم قتلوا أحد الطيارين الروس، ومن المرجح أن تجد نفسها فى مرمى الانتقام الروسى.
ويرى مارك جالوتى، الخبير الروسى المخضرم، فى الأجهزة الأمنية أن بوتين سيعطى أوامر بدعم الأكراد لإبعاد وإحباط الطموحات الإقليمية التركية، وزيادة الضغط الدبلوماسى والاقتصادى والسياسى.
يأتى هذا بعد تلميح وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، أن موسكو تدرس قطع العلاقات مع أنقرة، حيث قال: إنه ليس لدى موسكو خطط حتى الآن لزيارة تركيا أو لقاء نظرائهم الأتراك.
لكن من وجهة نظر جالوتى فإنه لا يمكن لروسيا أن تخوض الحروب الدبلوماسية الساخنة، على العديد من الجبهات، خاصة أن أوروبا تريد بشكل واضح أن تكون موسكو جزءًا من الحل فى سوريا، وربما أوكرانيا أيضًا.
من جانبها تحاول تركيا أن ترد على التهديدات الروسية، بعد إسقاط الطائرة، حيث دفعت القوات التركية بحوالى 20 دبابة إضافية نحو الحدود مع سوريا، وفقًا لما نشرته صحيفة تودايز زمان التركية.
كانت الدبابات متواجدة فى الأساس بمحافظات تركيا الغربية، وتم نقلها عبر السكك الحديد إلى جنوب البلاد، ترافقها قوات الشرطة والدرك.
تأتى هذه الخطوة فى إطار إقامة منطقة عازلة فى شمال سوريا، بين مدينتى جرابلس بريف حلب وسواحل البحر المتوسط، وستنشر أيضًا قوات تركية فى تلك الأراضى وفرض حظر الطيران فوقها.
لكن بوتين سيستخدم الضغط الاقتصادى ضد تركيا، وقال بيان لوزارة الدفاع الروسية بالفعل، إنها ستعلق العقود العسكرية مع تركيا، وأوصت الوكالة الفيدرالية للسياحة بوقف جميع الرحلات السياحية إلى تركيا، ما شكل ضغطًا على قطاع السياحة فى تركيا، التى ستصل إلى فاتورة خسائر تصل إلى نحو 3.3 مليار دولار سنويًا للبلاد، وفقًا لصحيفة «أزفستيا» الروسية، حيث يزور أكثر من 4 ملايين سائح روسى تركيا سنويًا، والمقاطعة لفترات طويلة يمكن أن تكون ضربة قوية لقطاع السياحة فى البلاد ومواردها المالية بشكل عام.
وحول هذا السيناريو العقابى، قال ميدفيدف إن الإجراءات العقابية ستشمل إيقاف المشاريع المشتركة بين البلدين، والانتهاء من صياغة قائمة العقوبات سريعًا وستركز على استحداث قيود أو منع المصالح الاقتصادية التركية فى روسيا وتحديد الواردات التركية بما فيها المنتجات الغذائية، مضيفًا إن العقوبات ستشمل المشاريع الاستثمارية والسياحة والنقل والتجارة والعمالة والجمارك، إضافة إلى كل أشكال التواصل الإنسانى.
وتعتزم روسيا فرض قيود وتدابير اقتصادية ضد تركيا قد تشمل مشاريع الطاقة «السيل التركى» ومحطة «أك كويو» الكهروذرية، وقال وزير التنمية الاقتصادية الروسية أليكسى إن بناء المحطة الكهروذرية «أك كويو» أول مشروع محطة ذرية فى تركيا، الذى يتضمن بناء 4 مفاعلات بقدرة 1200 ميجاوات، ومشروع نقل الغاز الروسى إلى تركيا، عبر قاع البحر الأسود «السيل التركى» قد يقعان تحت إجراءات الحظر الروسى على تركيا، مضيفا أن الحظر ينطبق أيضًا على مشروع بناء المحطة الذرية لتوليد الكهرباء.
وقال أندرس آسلوند، خبير روسى وزميل بارز فى المجلس الأطلسى، إن هناك نوعاً آخر من الهجمات سيشنها بوتين، وهى الحرب الإعلامية، بفضح تركيا لتمويل تنظيم داعش الإرهابى، للعلاقات المتعلقة بتجارة النفط غير المشروعة بين أردوغان والتنظيم الإرهابى، حيث أكد رئيس الوزراء ديمترى ميدفيدف أن المسئولين الأتراك، الذى لم يسمهم يتواطأون مع داعش بسبب تجارة النفط المربحة بعد سيطرة التنظيم الإرهابى على حقول النفط الرئيسية فى سوريا، وأن هذا ليس من المستغرب، بالنظر إلى المعلومات الاستخباراتية الروسية حول المصلحة المالية المباشرة وخاصة من أفراد عائلة أردوغان ومنهم ابنه بلال، وزوج ابنته برات البايراك، وزوج شقيقته زيا ايلجن.
ووفقًا لتقرير لمجلة «ناشيونال ريفيو» الأمريكية فإن عملاً عسكريًا ضد تركيا قد يؤدى إلى رد عسكرى من قوات حلف شمال الأطلسى، ويرجح أنه يثير حربًا عالمية كبرى، وهذا هو خيار بوتين الأكثر تكلفة، وبالتالى فإنه أقل السيناريوهات المتوقعة، على الرغم من أن بعض المحللين يرجحون ذلك السيناريو، وبحسب المحلل العسكرى الروسى بافيل فيلجينهاور فإن المواجهة العسكرية بين روسيا وتركيا أمر ممكن، حيث ستهاجم الطائرات الروسية تركيا وقد تكون هناك معارك فى عرض البحر بين الحكومة التركية والأسطول الروسى، وهناك إمكانية لإغلاق الأتراك مضيق البوسفور وتدخل أطراف أخرى منها حلف الناتو فى الصراع.
وفى هذا النوع من الصراع، فإن روسيا ربما ستلجأ لاستخدام الأسلحة النووية، وفى خطوة مثيرة للقلق، نشر الجيش الروسى الطراد الصاروخى قبالة الساحل السورى بعد إطلاق النار على الطائرة، مع أوامر بتدمير أى هدف يشكل خطرا، فضلا عن أن الحديث المتشدد لـ «بوتين» والاستجابة غير المحسوبة لوزارة الدفاع الروسية، يمكن أن تكون مؤشرات للأسوأ، حيث إن بوتين رجل فخور ومعتد بذاته، وهو ما أثبتته المواقف العالمية مرارا وتكرارا، وجاء الحادث ضربة كبيرة لغروره.
وفى الوقت نفسه، ذكرت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستى» أن المشرعين الروس أدخلوا تشريعات لمحاسبة أى شخص ينكر الإبادة الجماعية للأرمن، ويهدف مشروع القانون إلى إحراج أنقرة على الساحة العالمية لاستمرار رفضها بالاعتراض على المجازر التى استمرت من 1915 حتى 1917 بعد قتل أكثر من مليون أرمنى.
وقالت مجلة «نيوزويك» الأمريكية الشهيرة، إن «السؤال الحقيقى هو ما سيحدث بعد ذلك إطلاق تركيا التى تعد عضواً فى منظمة حلف شمال الأطلسى النار عمدا على طائرة روسية من الممكن أن يتسبب فى الحرب العالمية الثالثة وقد تم بالفعل إرسال مزيد من الطائرات والقوات البرية إلى سوريا، وليس من الواضح ما خطوة بوتين المقبلة؟».
وربما تكون الحرب الإليكترونية أحد الخيارات من خلال القرصنة على الأسرار العسكرية والاقتصادية لأردوغان، وحزب العدالة والتنمية الحاكم، والمنتمى للإخوان، وهو ما أثاره بوتين، حيث قال: إن الأخونة المتزايدة لتركيا أكثر ما يقلقه حاليا.
وعلى النقيض من موقف الحكومة الروسية، الغاضب، فى أعقاب الحادث، سعى «أردوغان» ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، للحد من التوترات الدبلوماسية مع موسكو، إذ لا يريد أردوغان أن يزداد الوضع سوءا خاصة بعد تهديد الدب الروسى بالانتقام الاقتصادى فى المقام الأول، واستخدم داود أوغلو لهجة أكثر تصالحية واصفا روسيا بأنها «حليف وصديق وشريك مهم وتأتى على رأس قائمة الدول التى تربطها علاقات مع تركيا».
وفى تصعيد آخر يجر العالم إلى سيناريو الحرب جاء بيان وزارة الخارجية الروسية التى أكدت أن حلف «الناتو» اشترك مع تركيا فى إسقاط الطائرة، فيما هددت روسيا كلا من تركيا وقطر، باستخدام حقها فى الدفاع، وجدد سيد الكرملين وعيده وقالت صحيفة «برافدا» الروسية: إن علاقات روسيا مع قطر سيئة منذ عام 1991، عندما وعد بوتين بقتل المجاهد الشيشانى زيليمخان ياندرابيف الذى قام بغزو داغستان، إلا أن المخابرات الروسية اكتشفت وجوده فى الدوحة، ورفضت السلطات القطرية تسليمه لروسيا بعد محاولات من موسكو دامت لـ 3 سنوات منذ اختفائه.
وذكرت الصحيفة الروسية، أن المخابرات الروسية قتلت الإرهابى الشيشانى فى الدوحة بعد العثور عليه فى 13 فبراير 2004 وبذلك يكون أوفى بوتين بوعده وقتله، وأكدت الصحيفة الروسية أنه بعد الهجوم الإرهابى فى سيناء، يمكن لروسيا أن تستخدم المادة 51 لتقديم wالجناة للعدالة، أو اتخاذ تدابير أخرى لهم، وهى تدميرهم، حيث كل طرق الإرهاب تؤدى إلى قطر، وأوضح رئيس معهد الشرق الأوسط يفيجينى ساتانوفسكى، أن واحدة من منظمى الهجوم على سيناء هى أيضا قطر، التى تعد مركز تنسيق العمليات الجوية للولايات المتحدة وأشار يفجينى إلى أن روسيا على طريق الحرب، ولا يمكن لروسيا أن تسمح للإرهابيين بقتل مواطنيها والإفلات من العقاب، وأنه حان الوقت للتصعيد أمام الأمم المتحدة لعقد محكمة دولية لحكومات تركيا وقطر لتورطهما فى الإرهاب.
وأكد بوتين أن أردوغان أدى بالموقف إلى طريق مسدود وأن موسكو تنتظر اعتذارا من تركيا، عن إسقاطها المقاتلة الروسية، أو عرضا للتعويض عن الأضرار، إلا أن أردوغان يرفض الاعتذار لروسيا فى تصريحات لشبكة «سى إن إن» الأمريكية، بل إنه أصر على استفزازه قائلا: إذا كان هناك طرف عليه الاعتذار فهو ليس تركيا، معتبرا أن من خرق المجال الجوى التركى هو من عليه الاعتذار.
وفى تقرير لمركز «جلوبال ريسرش» الكندى تساءل عن رد فعل بكين وما هو الدور الذى ستلعبه الصين فى سيناريو المواجهة العسكرية والتصعيد ضد روسيا فى المستقبل، حيث يحاول الغرب استمالة التنين الصينى، وهل سيتأثر تحالفها الاستراتيجى مع روسيا، وهل سيدخل العالم مرة أخرى فى حرب عالمية جديدة وخاصة أن الحرب العالمية الأولى كانت فى جزء منها نتيجة لزعزعة الاستقرار والتحول فى التحالفات العسكرية فيما تتركز نوايا واشنطن على إنشاء علاقات شاملة بهدف تقويض تحالف الصين مع روسيا.