الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أول عملية تحول جنسى فى التاريخ تتحول لفيلم سينمائى

أول عملية تحول جنسى فى التاريخ تتحول لفيلم سينمائى
أول عملية تحول جنسى فى التاريخ تتحول لفيلم سينمائى


مرة أخرى تقتحم هوليوود موضوعا شائكا فى أفلامها. وهذه المرة هو قضية التحول الجنسى التى يتناولها فيلم «الفتاة الدنماركية» الذى يعرض خلال الأيام القادمة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا السينمائى الدولى.
هذه القضية التى لم تتوقف عن إثارة الجدل منذ عقود، بين الرفض والتأييد. يناقشها الفيلم من خلال قصة حقيقية وسيرة حياة أول رجل خضع لعملية تحول جنسى فى التاريخ. أحداث القصة وقعت عام 0391 وبطلها هو الرسام الدنماركى «إينار فاجنر»، الذى قرر أن يكون أول شخص يخضع لتلك العملية الصعبة فى ذلك الحين. وبالفعل خضع «فاجنر» لخمس عمليات متتالية فى عامين فقط كان من شأن هذه العمليات أن تودى بحياته وهو لم يبلغ الخمسين بعد.
فيلم «الفتاة الدنماركية» يروى سيرة «فاجنر» بداية من زواجه من الرسامة الدنماركية «جريدا جوتيب»، ثم اكتشافه لرغبته فى أن يكون امرأة، وكيف ساعدته زوجته على المضى فى تحقيق رغبته. وكيف غير «فاجنر» اسمه إلى «ليلى البى» فى باريس وعاش كامرأة، لم يكن يعرف حقيقة هويتها الحقيقية سوى المقربين فقط، بينما يعتقد الأغراب أنه أخت زوجته «جريدا»... وكيف صدم جمهور «جريدا» عندما اكتشف أن المرأة الجميلة التى ترتدى ملابس عصرية فى لوحاتها ما هى إلا زوجها.
الفيلم ليس كوميديا كما حدث فى عدد من الأفلام التى تناولت الموضوع، ولكن هدفه مناقشة  الحقوق الجنسية، والتعامل مع الراغبين فى إجراء هذه العمليات على أنهم حالات مرضية وإنسانية وليس حالات شاذة يتأفف ويشمئز منها المجتمع، وهو من إخراج «توم هوبر» الحاصل على الأوسكار عام 2011 عن فيلم «خطبة الملك» وصاحب أفلام «إليزابيث» و«البؤساء». ويقوم ببطولته «إيدى ريدماين» الفائز بأوسكار أفضل ممثل العام الماضى عن فيلم «نظرية كل شىء»، والذى قدم من خلاله سيرة حياة العالم «ستيفن هوكينز». الغريب أن المرشح الأول لبطولة دور «إينار» كانت الممثلة «نيكول كيدمان» التى ظلت تحلم بالدور لسنوات طويلة، فالفيلم يتم الإعداد له منذ عام .2007 وقد قامت «كيدمان» بالكثير من المحاولات كى يخرج للنور لدرجة أنه عندما تعثر الحصول على مخرج قررت أن تقوم بإخراجه بنفسها ولكنها فى العام الماضى تخلت عن المشروع.
صرح المخرج «توم هوبر» أنه اختار «إيدى ريدماين» لبطولة الفيلم منذ عدة سنوات وتحديدا أثناء تصوير فيلم «البوساء» فى عام  .2011
أما بطلة الفيلم التى قامت بتجسيد شخصية «جريدا جوتيب» فهى الممثلة الشابة «إليسيا فيكندر» الذى يعد هذا الفيلم نقطة تحول فى مشوارها كممثلة. الغريب أن الاختيار وقع على «إليسيا» بعد أن عرض الدور على خمس ممثلات غيرها هن «تشارليز ثيرون»، «جوينث بالترو»، «أوما ثورمان»، «ماريون كوتيلارد» و«ريتشل وايز».
«الفتاة الدنماركية» مأخوذ عن رواية بنفس العنوان من تأليف «ديفيد إيبرشوف» حققت مبيعات عالية عند صدورها فى عام .2000  وقد تم تصوير الفيلم فى الدنمارك وبلغت تكلفته 25 مليون دولار، وهى ميزانية محدودة بالنسبة لفيلم تدور أحداثه فى حقبة تاريخية قديمة، هى العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى. وعلى الرغم من أن الفيلم لم يعرض بعد، حيث يأتى عرضه الأول فى مهرجان فينسيا ثم مهرجان تورنتو فى سبتمبر، ثم سيعرض بشكل محدود فى الولايات المتحدة فى نوفمبر، فإن التوقعات الكبرى تصاحبه من الآن، ويتوقع أن يكون من أبرز الأفلام التى تنافس على الأوسكار وخاصة جوائز الإخراج والتمثيل.
قصص المتحولين جنسيا تناولتها السينما الأمريكية عدة مرات من قبل وكان الفيلم الأول عام 1953 بعنوان «جلين أو جليندا» من إخراج «إد وود»، الذى طرح لأول مرة فكرة ازدراء المجتمع للمتحولين جنسيا، وبنفس الازدراء المجتمعى للقضية جاء ازدراء النقاد للفيلم. بعد أكثر من عقدين جاء فيلم «ظهر يوم لعين» 1975 من إخراج «سيدنى لوميت» وبطولة «آل باتشينو» الذى فاز بجائزة أوسكار أفضل سيناريو ورشح لخمس جوائز أخرى منها أفضل فيلم وممثل  ومخرج.
وفى عام 1999 أتى فيلم «الأولاد لا يبكون» من بطولة «هيلارى سوانك» الذى ناقش فتاة قامت بتحويل شكلها الخارجى لصبى رفضا منها وتمردا على معاناتها بسبب أنوثتها. الفيلم نالت «سوانك» عنه جائزة أفضل ممثلة.
وفى العام نفسه يقدم المخرج الإسبانى «بيدرو المودوفار» المنحاز لقضايا النساء تصوره عن التحول الجنسى من خلال فيلم «كل شىء عن أمى»، وكالعادة يثير الفيلم الانتباه ويمنح «المودوفار» الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى، بالإضافة إلى حصوله على السعفة الذهبية من مهرجان «كان».
أحدث الأعمال التى ناقشت قضية المتحولين جنسيا كان فيلم «نادى دالاس للمشترين» الذى عرض عام 2013 واستطاع الممثل «جيراد ليتيو» أن ينال من خلال دوره أوسكار أفضل ممثل. «جيراد» قدم شخصية المتحول جنسيا وارتدى طوال الفيلم تقريبا ملابس النساء.
على الجانب الآخر اختارت بعض الأفلام تقديم الرجال فى صورة نساء أو العكس لإثارة الكوميديا، فنجد فى فيلمين من أشهر أفلام السينما الأمريكية «البعض يفضلونها شقراء» فى عام 1959 و«توتسى» عام .1982 ففى الفيلم الأول يتنكر كل من «جاك ليمون» و«تونى كيرتس» فى صورة امرأة لينالا فرصة عمل فى إحدى الفرق الموسيقية النسائية، أما الفيلم الثانى فيتنكر فيه «داستين هوفمان» فى صورة امرأة للحصول على دور تمثيلى فى أحدى المسلسلات.
الغريب أن السينما المصرية تناولت موضوع التحول الجنسى قبل السينما الأمريكية بكثير فى فيلم «الآنسة حنفى» بطولة إسماعيل يس وماجدة وإخراج فطين عبد الوهاب، وذلك عام ,1954 حيث لعب إسماعيل يس دور رجل يكتشف ليلة زفافه أنه امرأة ويجرى عملية جراحية يصبح بعدها امرأة مكتملة الأنوثة!!