ما بين تاريخين

تحية عبد الوهاب
أيام قليلة تفصلنا عن افتتاح قناة السويس الجديدة وكذلك أيام قليلة تفصل هذا اليوم عن ذكرى تأميم القناة القديمة حيث زلزل الرئيس جمال عبدالناصر العالم بقرار تأميمها، وبقدر أهمية تنفيذ الحلم المصرى فى إنشاء القناة الجديدة الذى طالما طمع العديد ممن تولوا حكم البلاد قبل السيسى تحقيقه إلا أنهم لم يستطيعوا، حيث تعددت أسباب التحقيق عند كل حاكم، وبقدر ما سيكون أيضا بأن المشروع الجديد الذى تحققه مصر فخر وعون وإنجاز عظيم لمستقبلنا، إلا أن يوم 26 يوليو 1956 والذى أعلن فيه جمال عبدالناصر تأميم القناة كان أيضا يوما فارقا فى تاريخ مصر والمنطقة العربية والعالم بأسره.
بعد خمسة أيام فقط يتم افتتاح القناة الجديدة فى احتفال عالمى بإذن الله، حيث جاء لنا الحدث الذى حمل معه آمال شعب فى مستقبل أفضل بتواصل الإرادة المصرية فى الحدث الأول بقرار الزعيم الخالد عبدالناصر وحتى شق القناة الجديدة بقرار من الرئيس السيسى إرادة شعبية تجلت فى استجابة شعبية عظيمة لقرار الاكتتاب لتنفيذ المشروع، وجاءت الاستجابة سريعة ودلالة عملية على أن المصريين حينما يثقون فى قيادتهم يبادرون بسرعة التلبية للنداء.
مشروع قناة السويس الجديدة مر بمراحل وتحديات سيحفظها التاريخ وتتحاكى بها الأجيال حيث كان قرار إنشائها إطلالة على المستقبل بعد سنوات عجاف عاشتها مصر تحت حكم مبارك ثم حكم المعزول الخائن مرسى، ولهذا حين أعلن الرئيس السيسى عن مشروع القناة الجديدة تأكد للمصريين أنهم بالفعل يضعون أقدامهم على عتبات المستقبل، وأننا مازلنا نأمل ونطمح فى ألا يتوقف الإنجاز عند هذا الحدث العظيم بل نطمع فى المزيد من المشروعات التى تنقلنا إلى مستقبل أفضل ومشرق وأملنا فى القيادة السياسية يجعلنا نتفاءل بإنجازات ومشروعات قومية جديدة.. عاشت مصر وشعبها العظيم وجيشها وقيادتها.. تحيا مصر.∎