الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فاطمة الابنة الوحيدة للرسول صلى الله عليه وسلم!

فاطمة الابنة الوحيدة للرسول صلى الله عليه وسلم!
فاطمة الابنة الوحيدة للرسول صلى الله عليه وسلم!


أثارت دراسة حديثة أصدرها فقيه شيعى يدعى جعفر مرتضى العاملى ثورة العديد من علماء السنة بعد أن ادعى أن السيدة فاطمة هى الابنة الوحيدة لرسول الله «صلى الله عليه وسلم»، وأن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بناته وإنما هن ربائبه.
العالم الشيعى أوضح فى دراسته بعنوان: «الصحيح من سيرة النبى الأعظم» أن زينب بنت خديجة من زوجها الأول، وأن فاطمة الزهراء لم تدفن فى البقيع وإنما دفنت فى حجرتها وأن الرسول صلوات الله وعليه وسلامه عليه دفن فى حجرة ابنته فاطمة لا فى حجرة الصديقة عائشة بنت أبى بكر.
هذه المقولات ردّ عليها أحد علماء السنة بمؤلف أسماه «زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله «صلى الله عليه وسلم» لا ربائبه استهله بالقول إن علماء التاريخ اتفقوا على أن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة هن بنات النبى صلوات الله عليه لا ربائبه - أى بنات السيدة خديجة - وأن أولاده الذكور هم القاسم وعبدالله من خديجة أما إبراهيم فمن مارية القبطية.
لكن المؤلف أبى معاذ السيد إبراهيم يذكر فى مستهل كتابه أن هناك اختلافا طفيفا نظرا لتكرار أسماء وألقاب لذا اختلف المؤرخون فى عدد أولاده «صلى الله عليه وسلم» الذكور ثلاثة أم أربعة، والأصوب أنهم ثلاثة، وأن اسمى الطيب والطاهر لقبان لعبدالله، وكذلك هناك اختلاف حول أى البنات أكبر وأيهن أصغر.
والاختلاف على أن زينب كبرى بنات رسول الله «صلى الله عليه وسلم» لكن الاختلاف يبقى حول أيهن أصغر «فاطمة أم رقية أم أم كلثوم» وقد أثبت العلماء أولاد الرسول فى كتبهم الإناث منهم والذكور، أولهم ما ذكره الصفدى «توفى 764 هـ» فى ذكر بنات الرسول «صلى الله عليه وسلم» قال: أكبرهن زينب تزوجها أبوالعاص، وقيل العاص بن الربيع أو القسم بن الربيع، وكانت أمها خديجة خالة أبى العاص، ولم يكن لزينب زوج غيره وماتت سنة 8 من الهجرة.
ورقية تزوجها عثمان بن عفان ولم يكن لها زوج غيره، وفاطمة تزوجها على بن أبى طالب، وأم كلثوم وهى أصغرهن، تزوجها عثمان بن عفان فماتت فى حياة النبى ولم تلد له.
قال ابن حزم: البنات أربع بلا خلاف، والصحيح فى البنين أنهم ثلاثة، وأول من ولد القاسم ثم زينب ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة، ثم فى الإسلام عبدالله ثم إبراهيم بالمدينة ، وأولاده كلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنه من مارية، وكلهم ماتوا قبله إلا فاطمة فإنها عاشت بعده ستة أشهر.
وروى ابن كثير الدمشقى «توفى 747 هـ» عن حكيم بن حزام قال: كان عمر رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يوم تزوج خديجة 25 عاما وعمرها 40 عاماو وعن ابن عباس كان عمرها 28 عاما فولدت له القاسم والطيب والطاهر وزينب وأم كلثوم وفاطمة.
ثم ذكر أزواج البنات: أن زينب تزوجها أبوالعاص بن الربيع بن عبدالعزى بن عبدشمس بن عبدمناف وهو ابن أخت خديجة، أمه هالة بنت خويلد فولدت له ابنا اسمه على وبنتا اسمها أمامة بنت زينب وقد تزوجها على بن أبى طالب بعد وفاة فاطمة ومات وهى عنده، ثم تزوجت بعده بالمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب.
وأما رقية فزوجها عثمان بن عفان فولدت له ابنه عبدالله وبه كان يكنى أولا ثم كنى بابنه عمرو، وماتت رقية ورسول الله «صلى الله عليه وسلم» ببدر.. ثم زوجه بأختها أم كلثوم فتوفيت عنده أيضا، وأما فاطمة فتزوجها ابن عمه على بن أبى طالب بن عبدالمطلب.
نفى بنوة بنات الرسول
يعتبر أبوالقاسم الكوفى «توفى 256هـ» من أوائل من تبنوا القول بنفى بنوة بنات النبى «صلى الله عليه وسلم» وقال فى كتابه «الاستغاثة فى بدع الثلاثة»: أما ما روت العامة من تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رقية وزينب، فالتزويج صحيح غير متنازع فيه، إنما التنازع فيما بيننا وقع فى رقية وزينب، هل هما ابنتا رسول الله «صلى الله عليه وسلم» أم ليستا بنتيه؟
أكد الكوفى أن رقية وزينب زوجتا عثمان لم يكونا ابنتى الرسول ولا خديجة زوجته، وإنما دخلت الشبهة على العوام فيها لقلة معرفتهم بالأنساب.
وتلقف هذه الدعوى عن أبى القاسم الكوفى بعض المتأخرين مثل نعمة الله الجزائرى «توفى 1112 هـ».
آراء علماء الشيعة الإمامية
يورد المؤلف آراء بعض علماء الشيعة الإمامية التى تثبت أن زينب ورقية وأم كلثوم أمهم خديجة وأبوهم رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ومن هؤلاء أبو مخنف بن يحيى الأزدى الذى قال فى زواج النبى من خديجة «ولدت له القاسم والطاهر وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة».
هناك أيضا عبدالله بن جعفر الحميرى الذى يعد من أعلام القرن الثالث الهجرى، وقد روى فى كتابه «قرب الإسناد» عن الإمام جعفر الصادق قال: «ولد لرسول الله من خديجة القاسم والطاهر وأم كلثوم ورقية وزينب وفاطمة، ثم ذكر زوج كل ابنة من البنات الأربع رضوان الله عليهن».
ومن علماء الشيعة أيضا محمد بن يعقوب الكلبى «توفى 238 هـ» الذى خصص فى كتابه «الكافى» بابا بعنوان «مولد النبى «صلى الله عليه وسلم» ووفاته» وذكر أنه تزوج خديجة وهو ابن بضع وعشرين سنة فولد له منها قبل مبعثه عليه السلام القاسم ورقية وزينب وأم كلثوم، وولد له بعد مبعثه الطيب والطاهر وفاطمة.
وقال أبوعبدالله الحسين بن حمدان الخفينى «توفى 334 هـ» فى كتابه «الهداية الكبرى»: ذكر أولاد رسول الله «صلى الله عليه وسلم» عن أبى عبدالله بن جعفر الصادق قال: ولد لرسول الله عن خديجة ابنة خويلد القاسم وبه كنى، وعبدالله، والطاهر، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وكان اسمها آمنة، وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء، وإبراهيم من مارية، وكانت أمة أهداها المقوقس ملك الإسكندرية.
ثم قال: «روى أن زينب كانت ربيبة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» من حجس زوج خديجة قبل السبى، ولم يصح هذا الخبر، ولا ملك خديجة أحد غير رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ولا ملك زوجة غيرها حتى ماتت.
وفى كتاب ابن بابويه القمى «الخصال» قال: «ولد لرسول الله «صلى الله عليه وسلم» من خديجة القاسم، والطاهر وهو عبدالله، وأم كلثوم، ورقية، وزينب، وفاطمة، وتزوج على بن أبى طالب فاطمة، وتزوج أبوالعاص بن الربيع زينب، وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم فماتت ولم يدخل بها، فلما ساروا إلى بدر زوجه رسول الله «صلى الله عليه وسلم» رقية ووُلد لرسول الله إبراهيم من مارية».
وهناك محمد بن النعمان العكبرى، وهو من أساطير علماء الشيعة الإمامية المعروف بـ«الشيخ المفيد» ذكر فى كتابه «المسائل السروية»  ما يلى: أولا: تزويج رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ابنتيه قبل البعثة بكافرين ليس بأعجب من قول لوط عليه السلام «هؤلاء بناتى هن أطهر لكم» فدعاهم إلى العقد عليهم لبناته وهم كفار ضلال قد أذن الله تعالى فى هلاكهم.
ثانيا: زوج رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ابنتيه لعثمان على ظاهر الإسلام فكونه - أى عثمان - تغير بعد ذلك فليس على النبى «صلى الله عليه وسلم» تبعة فيما يحدث فى العاقبة، وليس ننكر أن يستر الله عز وجل عن نبيه نفاق كثير من المنافقين.
ثالثا: أن يكون لرسول الله «صلى الله عليه وسلم» خصوصيته أن يكون الله عز وجل أباح له مناكحة من ظاهره الإسلام وإن علم من باطنه النفاق وخصه بذلك ورخص له فيه.
وقال المقدسى الأردبيلى فى كتابه «زبدة البيان»: وقد زوج رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ابنتيه قبل البعثة بكافرين يعبدان الأصنام، أحدهما عتبة بن أبى لهب والآخر أبوالعاص، ومات عتبة على الكفر وأسلم أبوالعاص، فرد إليه زوجته بالنكاح الأول، مع أنه «صلى الله عليه وسلم» فى حال من الأحوال ما كان مواليا للكفار.
وفى هذا وغيره رد بليغ على العلامة الشيعى جعفر مرتضى العامل الذى يدعى أن زينب ورقية ربيتا رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وأن أمهما هالة أخت خديجة، ولفقرها ضمت خديجة أولادها إليها، مع أن كل النصوص التى أوردها المؤلف من كتب أئمة علماء الشيعة تجمع على أن هالة أم أبى العاص بن الربيع، فكيف تكون زينب أيضا أمها هالة، فيكون الابن تزوج أخته.
شبهات حول بنات النبى
فى الفصل الأخير من الكتاب يعرض المؤلف أبى معاذ بن إبراهيم ما أثير من شبهات اعتبرها أصحابها حججا وأدلة على نفى كون زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله «صلى الله عليه وسلم».
الشبهة الأولى أنهن بنات هالة أخت خديجة: يقول نعمة الله الجزائرى «توفى 1112 هـ» لأن زوجتى عثمان إما من زوج خديجة الأول أو من أختها وكانت فقيرة فربتها خديجة فى بيتها، وهذا هو الأصح عندنا.
ويرد المؤلف على ذلك؛ بقول هاشم معروف الحسنى: «وأسرعت هالة أم أبى العاص بن الربيع وكانت أختا لخديجة لتخطب منها كبرى بناتها زينب إلى ولدها الذى كان معروفا بن النكبين بجاهه وماله وأمانته ومروءته، وفى هذا النقل جواب على هذه الفرية إذ كيف يكون ابن هالة من التجار المعدودين فى مكة ويترك أخوته يتربون فى حجر خديجة ويصبحن بنات رسول الله «صلى الله عليه وسلم» على أساس أنهن ربائبه.
الشبهة الثانية: كلام عمرو بن دينار حول زينب بنت رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ذكر أن ابن العاص تزوج بنت خديجة فالتعبير أولا بنت خديجة يشير إلى أنها لم تكن ابنته «صلى الله عليه وسلم».
ويوضح المؤلف أنه ليس معنى القول هنا بأن زينب ليست ابنة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» بدليل ما اشتهر عن الحسن والحسين أنهما ابنا الفواطم، فالنسبة للأمهات تكون من قبيل الشرف والتميز.
الشبهة الثالثة: عُمر زينب عند زواجها: أشار بعض العلماء إلى وقت ولادة زينب وعمرها عند الزواج الذى افترضه محمد حسن آل ياسين أنه عشر سنوات، وعلى فرض ذلك فإن النساء كن فى الجاهلية وفى مناخ البيئة فى الجزيرة العربية يبلغن مرتبة النساء البلوغ» فى سن مبكرة.
الشبهة الرابعة: المنافسة بين على بن أبى طالب وعثمان بن عفان ادعاء أن علماء السنة والمؤرخين جعلوا من عثمان بن عفان ومن أبى العاص بن الربيع صهرين لرسول الله «صلى الله عليه وسلم» لتكون هناك منافسة مع مكانة على بن أبى طالب.
وجواب ذلك - لدى المؤلف - أن المسألة ليست مباراة رياضية، فمكانة على معروفة بين الصحابة وكذا مكانة غيره وأمثلة ذلك مصاهرة الرسول «صلى الله عليه وسلم» لأبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبى سفيان بن حرب لما تزوج عائشة وحفصة وأم حبيبة.
الشبهة الخامسة: افتراض وجود رقيتين وأم كلثومين: يبدى الشيخ جعفر العايل تعجبه، إذ كيف تتزوج رقية قبل البعثة بابن أبى لهب ثم يفارقها ليتزوجها عثمان ثم تهاجر معه الهجرتين؟ ويقول العاملى إن رقية التى تزوجها عثمان بن عفان غير رقية التى يدعى أنها بنت رسول الله «صلى الله عليه وسلم» والقول نفسه يقال فى أم كلثوم.∎