الإثنين 19 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

«علاقات سرية» بين الإخوان والعائلة المالكة البريطانية

«علاقات سرية» بين الإخوان والعائلة المالكة البريطانية
«علاقات سرية» بين الإخوان والعائلة المالكة البريطانية


أثار تأجيل الحكومة البريطانية أكثر من مرة نشر نتائج التحقيقات كاملة وبالتفصيل، حول تنظيم الإخوان والدول المتورطة معه الكثير من الجدل فى الأوساط السياسية الدولية، رغم تسريب صحيفة الديلى تلجراف تصورات مبدئية منذ شهر أبريل الماضى والذى وضع المملكة المتحدة بين طرفى كماشة، الأمر الذى يكشف عن أن هناك عدة أسباب تمنع الحكومة البريطانية من نشر تفاصيل التحقيقات حول تنظيم الإخوان والحكومات والتنظيمات المتورطة فى الأنشطة الإرهابية معها، وذلك لأنها ستوضح أسرارًا خطيرة حول دعم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والعائلة المالكة فى إنجلترا للجماعة وأنشطتها.

وأكد مركز السياسة الأمنية الأمريكى أنه لو تم الإفراج عن المعلومات التى جمعتها أجهزة الاستخبارات، فإن الحكومة البريطانية ستكشف عن شراكاتها مع المنظمات الخاصة بالإخوان، وأن الاعتراف بالجماعة كمنظمة إرهابية سيكون مستحيلا تقريبا فى المملكة المتحدة، لأن منظمات الإخوان فى بريطانيا تتمتع بدعم قوى وطويل من وزراء الحكومة على مدى السنوات الخمسين الماضية.
ورأى المركز أن العلاقة بين الحكومات الغربية والإخوان غامضة ومتناقضة فى نفس الوقت وهو ثانى سبب لعدم نشر تفاصيل التحقيق، حيث إن التناقض يدور حول الإخوان وحماس، فالحكومات الغربية تعامل الحركتين على أنهما تنظيمان منفصلان، ومن خلال تجاهل كل من العلاقات والأيديولوجية المشتركة بين الإخوان وحماس، فإن الحكومات الغربية تقوم بالتحالف لمكافحة الإرهاب بينما فى نفس الوقت تغازل الإخوان.
ويحاول الآن التنظيم الدولى للإخوان التنصل من حماس وتقوم بإظهار نفسها كتنظيم معتدل، خصوصًا بعد فشل الحكومة البريطانية لإظهار أدلة كافية على تورطها فى عمليات إرهابية، وبحسب التقرير فإن التأخير فى الإفراج عن نتائج التحقيقات سببه أيضا طمع عناصر من الحكومة البريطانية المستفيدين من التعتيم على عمليات الإخوان وأصولهم المالية.
ورأى المحلل الأمنى لورينزو فيدينو أن الإفراج عن نتائج التحقيقات كاملة وحظر جماعة الإخوان فى بريطانيا مستحيل لسبب آخر هو أن الجماعة مرتبطة فى مشروعات ولها تأثير كبير على مسئولين فى الحكومة وتتمتع بقدر كبير من النفوذ السياسى والدبلوماسى، مضيفا أنه من المستبعد، إلغاء التأشيرات للمقيمين من الإخوان فى بريطانيا.
واللافت للنظر أن محمد غانم، وهو عضو بارز فى جماعة الإخوان يعيش فى بريطانيا، أكد أن التحقيق سوف يبرئ الجماعة من كل الاتهامات حول تورطها فى أعمال العنف، لأنه على دراية كاملة بالكواليس التى تحاك وراء الستار بين المسئولين البريطانيين وعناصر الإخوان، مؤكدا أن جماعة الإخوان تلقت تأكيدات من الحكومة البريطانية ستعمل على ألا يورط التقرير الجماعة بأى شكل من الأشكال مضيفا أن المملكة المتحدة لم تأخذ تلك الخطوة من الأصل إلا كرد فعل على ضغوط الخليج.
∎ العائلة المالكة البريطانية والإخوان
وأشار التقرير إلى زيارة الأمير تشارلز ولى عهد بريطانيا وزوجته كاميلا لقطر العام الماضى، وكشف عن دراسته للغة العربية والقرآن، موضحا أن الدوحة تمتلك بريطانيا وتستحوذ على أوروبا فى محاولة لتغيير هويتها ومتابعة هوايتها فى الهيمنة والسيطرة على العالم، وذلك عن طريق صفقات نفذها حمد بن جاسم بن جابر آل ثان رئيس الوزراء القطرى السابق ومنها شراء محلات هارودز محمد الفايد، التى تواجه حاليا حملات مقاطعة بسبب  ربطها بتمويل الجماعات الإرهابية فى جميع أنحاء العالم وبريطانيا، وبسبب الضغوط التى مورست على قطر من المملكة العربية السعودية ودول الخليج لتطرد رموز الإخوان، إلا أنها سهلت سفرهم إلى بريطانيا تحت مرأى ومسمع عائلة ويندسور.
ووفقا للموقع فإن الأمير تميم الذى تتجاوز ثروته الشخصية 50 مليار جنيه استرلينى يمتلك الكثير من الأصول البريطانية مثل شارد أعلى ناطحة سحاب فى أوروبا كلها، والقرية الأولمبية، وون هايد بارك، وكنارى وارف، و20٪ من بورصة لندن ومبنى سفارة الولايات المتحدة فى ميدان جروزفنور، وثكنات تشيلسى، وحصص كبيرة فى البورصة، وبنك باركليز، وشركة شل البريطانية، فضلا عن حصص كبيرة فى بعض الشركات الكبرى فى المملكة المتحدة، ومحلات هارودز لمحمد الفايد سابقا والتى تواجه مقاطعة بسبب دعم قطر للمنظمات الإرهابية الإسلامية فى ثلاث قارات، وتخطط لمنح 80 مليار استرلينى لميزانية 2016 للبنية التحتية فى بريطانيا والكبارى والسكك الحديدية والمترو وغيرها.
وأوضح التقرير أن لندن أصبحت مقرا حقيقيًا لجماعة الإخوان التى لجأت مباشرة إليها وبتمويل قطرى، حيث استخدمت أسرة آل ثان ثروات غير عادية للحصول على دخول سلس إلى قلب المؤسسة البريطانية، التى تمنحها قطر أكثر من 10 مليارات جنيه إسترلينى سنويا، وفى الآونة الأخيرة، لعبت قطر دور الخاطبة مع اثنين من شركات التعدين العملاقة جلينكور واكستراتا، اللتين اندمجتا فى عام 2013 وقد لعب رئيس الوزراء السابق تونى بلير دور الحكم، وقد شنت النقابات البريطانية على وجه الخصوص حملات ضد الاستثمارات القطرية فى المملكة المتحدة ووصفتها بأنها استثمارات سرية  مثل المافيا.
∎ الشيخة موزة مايسترو ثورات الربيع العربى
وفى تقرير لصحيفة الأوبزرفر البريطانية ألمح لدور الشيخة موزة بنت ناصر المسند زوجة أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثان وأم الأمير الحالى تميم بن حمد، وقال إن عائلة موزة من أكثر العائلات قمعا فى العالم، وتعد تجسيدا للقوى الناعمة فى الشرق الأوسط ورمزًا من الغموض العميق الذى يحيط بقطر، ومنذ وصولها من المنفى فى مصر بعد غضب الأسرة المالكة القطرية على والدها وزواجها من الأمير حمد وقطر، بدأت فى التوسع الهائل فى دورها الدولى، وأسست قناة الجزيرة، وبدأت فى محاولة إظهار قطر كلاعب إقليمى رئيسى.
وأشارت التقارير إلى أن الشيخة موزة هى الدافع الرئيسى والتى حثت على امتلاك أصول فى جميع دول العالم، وخصوصًا أوروبا فبعد قيامها العام الماضى بشراء ثلاثة من أبرز العقارات الموجودة فى منطقة ريجينت بارك التى تبعد مسافة قصيرة عن مسجد لندن المركزى أعلنت منذ أيام عن قيامها بتحويل تلك العقارات إلى قصر واحد كبير مساحته 33 ألف قدم مربع، حيث تم تخصيص غرف للألعاب، ومصاعد مزدوجة، وصالة للألعاب الرياضية وطقم حمام سباحة مصنوع من حجر بورتلاند.
وبذلك أصبح القصر أكثر العقارات غلاء فى بريطانيا، وأوضحت الصحيفة مشاريع الشيخة موزة فى سوق العقارات فى المملكة المتحدة، فقد أصبحت قطر مالكة ناطحة السحاب شارد، ومحلات هارودز، والقرية الأولمبية، ومبنى السفارة الأمريكية فى ميدان جروسفينور، وجزء كبير من سوق كامدن، ونصف أغلى مبنى سكنى فى العالم فى ون هايد بارك وثكنات تشيلسى، و8٪ من بورصة لندن، وحصة فى بنك باركليز وربع بنك سينسبرى.
ووفقا لتقارير فقد كانت الشيخة موزة هى من ضغطت لشراء محل هارودز لمالكه المصرى الأصل محمد الفايد بالإضافة إلى شراء دار الموضة والأزياء الإيطالية فالنتينو، لدرجة أن الخبراء يؤكدون امتلاك قطر أكثر ما تمتلكه هيئة عقارات التاج البريطانية فى العاصمة لندن حتى إن الأمير تميم ابن الشيخة موزة سيتخذ قصر كورنوول تيراس مقرا له فى لندن.
ولفتت التقارير إلى ما قاله الكاتب ألين فرومهرز الذى وصف دولة قطر وكأنها شركة والأمير يحتل الرئيس التنفيذى، أما الشيخة موزة فتحتل المنصب الأكثر غموضا فى تلك الشركة، مشيرة إلى الازدواجية والتناقض الغريب بين ذلك الانفتاح الاقتصادى وبين القمع والانتهاكات التى تشهدها قطر داخليا بسبب سياسات الأسرة الحاكمة.
واللافت للنظر أن قطر تحافظ على علاقاتها الخارجية مع الغرب والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ومع إيران الداعمة لنظام بشار الأسد فى سوريا ومنظمة حماس التى تعتبرها واشنطن جماعة إرهابية من جهة ثانية وبين دعمها للإخوان فى مصر والجماعات الجهادية فى ليبيا وسوريا من جهة ثالثة، وأضافت الصحيفة أن بعض التقارير تشير إلى دور الشيخة موزة الذى لعبته، فى الضغط على الأمير حمد لدعم المعارضة الليبية والتخلص من الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى.
∎ علاقات سرية
ومن أشهر الكتب التى كشفت تواطؤ بريطانيا مع الإخوان أثناء ثورات الربيع العربى كتاب «علاقات سرية: التواطؤ البريطانى مع الإسلام الراديكالى» للكاتب مارك كورتيس وهو يغطى الأحداث الجسام التى شهدها الشرق الأوسط فى 2011 وعلاقات بريطانيا الثقيلة مع الإخوان فى مصر قبل وبعد سقوط مبارك، والعمل العسكرى فى ليبيا لخدمة أهداف الجماعة.
وفى هذا الكتاب فتح كورتيس التاريخ السرى من التواطؤ البريطانى مع الجماعات الإسلامية والإرهابية المتطرفة عن طريق الدعم السياسى والمالى والعسكرى ونقل الأسلحة وكيف ساعدت العائلة المالكة البريطانية فى رعاية صعود الإرهاب العالمى، حيث حاولت المملكة المتحدة أن تقضى على «فيروس القومية العربية» الذى أشعله الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بعد وصوله إلى السلطة فى مصر وتأميم قناة السويس.
وكان الدعم السرى من بريطانيا والولايات المتحدة لتعزيز جماعة الإخوان لتكون ذيل الثعبان فى المنطقة بعد تصعيدهم للحكم فى دول الشرق الأوسط.
والكتاب الثانى الذى كشف العلاقات السرية للإخوان مع بريطانيا بعنوان «جماعة الإخوان فى الغرب» للكاتب والمحلل الأمنى لورينزو فيدينو، حيث وصف الإخوان بأنهم ذئاب فى ثياب حملان «خرفان» يختبئون وراء قناع من الازدواجية، يحاولون الوصول إلى المسئولين فى جميع أنحاء العالم عن طريق منظماتهم التى تشبه حصان طروادة فى العصر الحديث، لكن تم كشف القناع عن الإخوان فى مصر وتونس وغيرهما من دول المنطقة.
البريطانيون والأمريكيون متورطون فى مجموعة متنوعة من منصات أكبر بكثير من إعادة تنظيم المخطط فى الشرق الأوسط والتى وصفها الكتاب الذى أشرفت عليه جامعة كولومبيا بالمكيافيلية، وأن بريطانيا كانت على درجة عالية لتحقيق فكرة تقسيم العرب من خلال صعود الإخوان كقوى يمكن التحكم فيها وإخضاعها لإنجاز أهدافها الاستعمارية التى تجرى فى دمائها منذ أن طردهم جمال عبدالناصر من مصر هم والإخوان معا.∎