الخميس 26 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

«اتبرع بشعرك» لمريض السرطان

«اتبرع بشعرك» لمريض السرطان
«اتبرع بشعرك» لمريض السرطان


أسلوب جديد اتبعته الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان استهدف التبرع بالشعر، وذلك لأول مرة، حيث إن المتداول بين الجمعيات الخيرية والمؤسسات الصحية المصرية هو تدشين حملات إعلانية كبيرة للتبرعات سواء بالأموال أو بالخدمات وغيرها من الهبات المادية، وذلك بمناسبة اليوم العالمى للسرطان 4 فبراير.

تناولت صفحة الجمعية العلاجات المتاحة، وأشارت إلى تزايد أعداد المرضى الذين يتعايشون مع الإصابة بالسرطان، وعلاج المصابين والقائمين على رعايتهم الذين يواجهون العديد من التحديات.
وفى هذا الإطار سعت الجمعية لدعم وتشجيع المصابين والمساهمة فى تخفيف الضغوط النفسية والجسدية التى تصاحب الإصابة بالسرطان.
ازدهرت صفحة الجمعية على «الفيس بوك» مؤخرا، حيث بلغ متابعوها 41 ألفا، وتنوعت منشورات الصفحة الخاصة بالجمعية، فمنها ما ينشر معلومات عن مرض السرطان بدءاً بأسبابه فأعراضه إلى طرق علاجه، ذلك بالإضافة إلى طرق الوقاية منه، ورفع الروح المعنوية للمرضى، عن طريق بث روح الأمل والتفاؤل فى نفوسهم.
كما تضمنت المنشورات قصصا لمرضى السرطان، وطرق كفاحهم الطويلة، وعرض نماذج بعض منهم، والحالات الملهمة التى تساعد فى زيادة نسبة الشفاء، وحالات أخرى يئست وأغلقت الأبواب فى وجهها فيحاول رفقاء الدرب تحميسها.
وترى الجمعية أن مهمتها تتلخص فى «أن تعمل دائما على توفير النصح، والتوعية والدعم لمرضى السرطان، وأن تنشر الوعى باحتياجات المرضى والتحديات التى تواجههم من الأمور الأساسية لحشد جميع سبل الدعم التى يمكن أن يقدمها المجتمع، بالإضافة إلى المؤسسات الطبية والصحية.
تبرع بمالك.. أو بدمك.. أو بأعضائك.. أو بشعرك!
رأت الجمعية التى تعمل بشكل أساسى على المنظور النفسى للمرضى بأن من أكثر العوامل النفسية السلبية المؤثرة ظاهرة سقوط الشعر بالكامل فى لحظة ما من تلقى العلاج، وهو ما يؤثر على سرعة الشفاء، فى حين رأى المرضى أن الشعر الصناعى لا يدخل البهجة فى نفوسهم كالشعر الطبيعى، وبالتالى عمل البعض على تقديم الدعم المعنوى عن طريق التبرع بالشعر وتتولى الجمعية صنع باروكة منه يرتديها المريض.
أول حالة عرضت قصتها مع التبرع بالشعر على الصفحة كانت ياسمين التى قامت بسرد القصة مع إرفاق صورة لشعرها بعد قصه وتسليمه للجمعية قالت: اتبرعت بشعرى.. يعنى إيه؟ وإزاى؟ واتبرعت لمين وليه؟ هابدأ الحكاية، الحكاية بدأت لما ماما عرفت بمرضها بالسرطان واتحدد ميعاد أول جلسة علاج كيماوى وبعد فترة مش كبيرة حصل اللى كانت خايفة منه وشعرها وقع بالكامل، قدرت أعرف من بصتها للمراية أد إيه الموضوع مؤذى نفسياً جدا وكان طبيعى اللى حصل، هو الموضوع مسألة وقت وهيطلع أحلى من الأول بس لحد ما يطلع عايز برضو شوية وقت شكلها بيكون متغير فيه تماماً، المهم ساعتها اتمنيت لو كان ينفع أديها شعرى كله أو حتى نقسمه سوا، مكنتش أعرف إنه ينفع بجد وفيه ناس فعلا بتتبرع بشعرها لمريضات السرطان.
تصفحت الإنترنت خارج مصر وعرفت أن بلادا كثيرة بياخدوا الشعر يعملوا منه باروكة شكلها حلو وطبعا طبيعى جدا ويتبرعوا بها لمريضات السرطان مجاناً، وبحثت داخل مصر ولم أتوصل إلى اتباع مثل هذا الأسلوب للأسف، وتواصلت مع cansurvive  وكانوا بالفعل مهتمين بالموضوع وعلى استعداد تام ياخدوا شعرى بعد ما قصيته ويتم التبرع بيه لمريضة سرطان محتاجاه وكنت أول متبرعة.
أنا مامتى خفت الحمد لله بس لسه فيه آلاف بيتعالجوا، أتمنى الموضوع يكبر وفعلا لما اتبرعت بحتة منى حتى لو بسيطة زى شعرى حسيت لأول مرة إنى عملت حاجة بجد.
حالة ثانية أوضحت أن التبرع بالشعر لا يؤثر فى نفسية المريض المتبرع له فقط، ولكن أيضاً يوثر بالإيجاب على نفسية المتبرع نفسه كانت دينا التى حكت حكايتها وأضافت لها صورة من الشخص الذى ألهمها خارج مصر بفكرة التبرع بالشعر لمرضى السرطان، حيث عبرت عن تجربتها قائلة: أنا مررت بحالة نفسية وحشة قوى بسبب ظروف البلد وأصحابى اللى فقدتهم ما بين استشهاد واعتقال وشغلى وحياتى الخاصة وحسيت إن الدنيا كلها أغلقت فى وجهى، وكانت على ضغوط لكى أسافر وأسيب البلد خالص، وكنت مسافرة لحضور مؤتمر فى فرنسا اتعرفت على ماتيوس - صديق دنماركى - ماتيوس كان شعره طويلا ولونه زى الذهب وناعما جدا بس كان عامل قصة شعر غريبة إنه حالق شعره من الجنب بس، اتناقشنا مرة إنى كنت مكتئبة بسبب البلد وإنى كنت عايزة أقص شعرى زى الولاد، قالى أنا كمان هأقص شعرى كله بس هتبرع بيه لمرضى السرطان لأنهم بيحبوا الشعر الطبيعى أكتر من الصناعى، حسيت قد إيه إن أنا إنسانة ضعيفة شوية ظروف فى البلد وحياتى خلونى أكتئب وأكره الحياة وأفكر إنى أتخلص منها وفى أشخاص حياتهم عبارة عن أيام معدودة، ورغم ذلك متمسكين بالحياة وعافروا فيها وبيبحثوا عن السعادة وأنا اللى صحتى كويسة عايزة أخلص من حياتى بأى طريقة فقررت أسعد شخص بحاجة أنا فعلا مش محتجاها.. أسعده بس بمجرد إنه يبص فى المرآة يكون مبسوط من شكله، الشعر مش هو اللى هيخلى شكلى حلو ولا وحش، لأنى أولا محجبة فشكلى مش هيختلف وثانيا أنا حاسة إنى نفسيا هأكون أحسن لما أغير من شكلى لو عملت كده وجددت من نفسى وطالما أنا مش محتاجه أديه لشخص تانى محتاجه، فأول ما رجعت القاهرة بحثت عن جمعيات توصلنى بشخص محتاج الشعر ده والحمد لله وصلت شعرى للجمعية، وكنت سعيدة جدا لأن فى حد غيرى هيستفيد من شعرى، وده أقل حاجة ممكن أقدمها لشخص عشان أسعده وحتى لو الشخص ده ميعرفنيش أنا مبسوطة إننا بنتشارك حاجة واحدة وإنى هارسم ابتسامة على وشه.∎