«داعش» يدرب أطفال كازاخستان على ذبح الأبرياء على الشريعة الإسلامية

مرفت الحطيم
لم تعد الطفولة لها ثمن نهائيا فى معظم الدول التى بها صراعات ؛ بل أصبح الأطفال اليوم أداة فى أيدى المجرمين والإرهابيين لتنفيذ أغراضهم الدنيئة سواء فى بيعهم أو الزواج من الفتيات الصغيرات اللاتى لم تتعد أعمارهن العشر سنوات؛ بل زاد الطين بلة فى النهاية أن تنظيم داعش الإرهابى استقدم أطفالا من كازاخستان إلى أحد معسكرات التدريب فى سوريا والعراق لا تتعدى أعمارهم العشر سنوات وبدأوا فى تعليمهم فنون القتال بالأسلحة الآلية وكذلك النحر.
كشفت صحيفة دايلى ميل البريطانية عن دعاية جديدة لتنظيم داعش الإرهابى، بثها من خلال تسجيل فيديو، نشر على الشبكات الاجتماعية ونشره الموقع ويظهر فيه تدريس وتعليم عشرات الأطفال من كازاخستان، الذين يجندهم التنظيم للقتال لحسابه . وأنتج الفيديو بواسطة القسم الإعلامى الرئيسى للتنظيم الإرهابى ومركز «الحياة الإعلامى»، تحت عنوان «فاستبقوا الخيرات» ويدور الحديث فيه باللغتين الكازاخية والعربية، ويفتتح الفيديو بحركة بطيئة متتالية لصفين من الأطفال المسلحين، وهم مسرعون فى الصحراء، وبين الصفين مقاتل يرتدى قبعة بارزة يركب حصانا أبيض ويحمل راية «داعش» السوداء، ويرتدى جميع المقاتلين الأطفال زيا موحدا رمادى اللون ومموها، باستثناء قائد المجموعة الذى يرتدى سترة سوداء، ويدعو فى الفيديو إلى «مقابلة بعض الإخوة الجدد من أرض كازاخستان، وإعداد أنفسهم وأطفالهم، ومعرفة أن هجرتهم الأخيرة إلى الله». وقال أحد المقاتلين «هؤلاء الإخوة قاموا بالهجرة مؤخرا، ويوجدون حاليا داخل المعسكر يتلقون التدريب، ويعدون أنفسهم لمحاربة الكفار والملحدين»، وظهر فى الفيديو مجموعة من الشبان الذين يقوم داعش بتجنيدهم وتدريبهم وفق مناهج عدائية، وهم يتلقون تدريبات على القنص، كما ظهر المقاتلون الشبان أثناء تلقيهم دروسا حول مدى إطلاق النيران من أسلحة القنص المختلفة، التى تتضمن أسلحة أمريكية. وتتصاعد أصوات الصغار بقول ما يشير معناه باللغة العربية «الله أكبر». ويقول الفيديو «إنهم يبدأون أيامهم بتلقى العلم فى مدارس «داعش»، ويظهر الصغار فى سباقهم إلى الأتوبيس الذى يقلهم إلى «المدارس»، ويلوح أحدهم بالبندقية التى يحملها، بينما يردد الآخرون شعارات «داعش».
ويجلس المعلم، الذى يقوم بتدريسهم، فى مقدمة الفصل الدراسى، ويتحدث أمام الكاميرا، ماذا يعنى لك أن يكون كازاخى ضمن «داعش»، وبعدها يظهر الأولاد وهم يفسرون القرآن ويدرسون اللغة العربية، ويظهر الأطفال فى أحد المقاطع فى مجموعة، مرتدين الملابس المموهة، ويظهر أحدهم قدرته فى التعامل مع السلاح-AK-47، بينما يشاهده الآخرون. وقال أستاذ اللغة العربية إنهم «سيتحركون قدما للقيام بالتدريب الجسمانى والعسكرى حتى يكبروا وهم يمثلون الجيل القادم، الذى سيهز الأرض»، وبعدها يظهر الأطفال يحملون الأسلحة فى مناورات وتشكيلات، كما يظهر مقطع مختصر لأطفال يتدربون على فنون المشاة.
وأضاف المدرس ذاته أن من وصفهم بـ«الكفار قد سمموا عقولهم وكانوا يحفظونهم أشعارا كفرية وشركية، إلا أن الله هداهم بالجهاد والهجرة إلى أرض الخلافة مع عائلاتهم». وفى نهاية المقطع، يظهر الأطفال أنفسهم، الذين كانوا يتعلمون فى الفصول الدراسية، وهم يتدربون على حمل السلاح وإطلاق النار منه، وكذلك على فنون القتال والدفاع عن النفس فى إحدى الصالات الرياضية ويتدربون على النحر.
ويقول أحد الأطفال، ويدعى «عبدالله» عندما سُئل عما يقوم به «أتدرب فى المعسكر»، وعندما سُئل عما سيقوم به فى المستقبل، قال «سأكون الشخص الذى يذبحك يا كافر»، وبعدها ظهر وهو جالس فى مجموعة، وبالقرب منهم طفلة تمشى ببطء، حاملة سلاحا لعبة، وفى المشهد الأخير، ظهر الأطفال وهم يحملون بنادق .
وفى تسجيل مؤسسة «الحياة» الإعلامية التابعة لداعش بعنوان «فاستبقوا الخيرات»، ظهر نحو 20 عنصرا من «داعش» من الذين عرفهم التسجيل بأنهم من ''«المهاجرين من أرض كازاخستان» وهم يتدربون على اللياقة البدنية واستعمال السلاح والرمى به فى معسكر بسوريا أو العراق. وقال متحدث من العناصر باللغة الكزاخية إنه وعدد من «إخوانه» هاجروا من بلادهم إلى «أرض الخلافة»، ويجهزون أنفسهم لـ«قتال الكفار والمشركين والطواغيت بأنواعهم»، ولم يحدد المقصودين بكلامه. وفى مشهد آخر تظهر بعض العناصر الكازاخستانية وهم يتدربون فى أحد الفصول الدراسية على كيفية القنص، والأسلحة الخاصة به، حيث قال متحدث جديد باللغة الكزاخية إنه يتم تدريب العناصر على استخدام جميع أنواع أسلحة القنص الروسية والأمريكية والنمساوية.
وقال أحد الأطفال فى التسجيل الذى عرف نفسه باسم «عبد الله»، وهو فى العاشرة تقريبا من العمر، إنه جاء من كازاخستان، وهو حاليا فى أرض الخلافة الإسلامية، ويقوم بالتدرب فى المعسكر، وأن أميره أبوبكر البغدادى زعيم داعش. وحول طموحه فى المستقبل، أضاف: «سأكون ذباحكم يا كفار وسأكون مجاهدا فى سبيل الله».
والمشهد الأبرز فى التسجيل كان ظهور طفل لا يتجاوز العام ونصف العام وهو يحمل ملامح مشابهة بالأطفال الآخرين الذين معه كما يرتدى زيا عسكريا كاملا مثلهم، ويحمل بيده لعبة عبارة على هيئة سلاح آلى متعدد الطلقات، ويقوم بالتجول بخطا متعثرة بين باقى الأطفال فى المعسكر. ولم يصدر أى تعليق رسمى من السلطات الكازاخستانية على التسجيل المصور الذى من المفترض أنه يضم عددا من مواطنيها. كما لا يوجد إحصاء رسمى لعدد المواطنين الكازخستانيين المنضمين إلى داعش إلا أن متابعين لشئون الجماعات الجهادية يقدر عددهم بالعشرات فقط.
ويأتى التسجيل الجديد، بعد يومين فقط من بث «داعش» تسجيلا مصورا ظهر فيه عدد من المواطنين الفرنسيين الذين انضموا إلى صفوفه. ودعا المقاتلون الفرنسيون فى التسجيل نفسه المسلمين فى بلادهم إلى «الهجرة لأرض الخلافة» فى سوريا والعراق، وغير القادرين منهم على ذلك لشن هجمات داخل فرنسا بشتى الوسائل. ومنذ أغسطس الماضى، يشن التحالف، غارات جوية على مواقع لداعش، الذى يسيطر على مساحات واسعة فى الجارتين العراق وسوريا، وأعلن فى يونيو الماضى قيام ما أسماها «دولة الخلافة»، وينسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.
وسلطت الصحيفة الضوء على حياة الأطفال فى معسكرات داعش التى تولت بجانب تعليمهم اللغة العربية غرس مفاهيم الكراهية والعدوان تجاه الآخرين؛ حيث أظهر مقطع الفيديو طفلا يقول: «أنا هنا أتدرب على ذبح المشركين»، فيما أوضح آخر أنهم يتدربون على حمل السلاح والعراك اليدوى إضافة إلى دروس فى التاريخ والحروب الصليبية. وبالرغم مما يقوله أحد مسلحى داعش فى الفيديو بأن هؤلاء الأطفال مهاجرون من كازاخستان إلا أن الفيديو نفسه يكشف بطريقة غير مباشرة أن هؤلاء الأطفال جرى تهريبهم واستقطابهم من المناطق الفقيرة وبطرق غير مشروعة أو إنسانية للزج بهم فى الحروب والتغرير بهم فى مهام تصل إلى الانتحار، وإن كان تنظيم داعش يحاول أن يغلف الأمر بنوع من البروباجندا الرخيصة والمفضوحة التى تعود على إظهارها مؤخرا فى تسجيلاته.
وقال الدكتور أندرياس كريج الأستاذ فى قطاع الدراسات العسكرية فى كينجز كوليدج فى لندن للصحيفة إن كازاخستان ليست هدفا لداعش وهم حاليا متمركزون فى كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن؛ ولكن أبوبكر البغدادى زعيم التنظيم قال مؤخرا إنه ينوى توسيع تنظيمه فى عدة دول إسلامية؛ وقالت الصحيفة إنهم يعلمون الأطفال الأجانب اللغة العربية لكى يكونوا قادرين مستقبلا على كسب عقل وقلوب الشعوب فى المناطق التى سيتواجدون بها، والهدف أيضا من تعليم الأطفال وتدريبهم على فنون القتال هو نفس الهدف الذى قامت به حماس فى تدريب جيل كامل بل أجيال متعاقبة خلال العشرين عاما الماضية ويقول د.كريج إن الهدف من تدريب أطفال كازاخستان للالتحاق بداعش هو نفس هدف الآخرين فى بريطانيا والذين سافروا إلى العراق وسوريا.
وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا باولو بينيرو، إن محققى الأمم المتحدة أبدوا قلقهم تجاه مصير أطفال أرغموا على الانضمام إلى معسكرات التدريب الخاصة بتنظيم داعش فى سوريا. وقال بينيرو إن أى قرار تتخذه الولايات المتحدة بقصف معسكرات التنظيم «يجب أن يحترم قوانين الحرب». وأضاف: نحن على علم بوجود أطفال فى معسكرات التدريب ونعتقد أن قرار الولايات المتحدة هذا يجب أن يحترم قوانين الحرب ونبدى قلقنا من وجود أطفال فى صفوف داعش وهو ما يؤشر إلى عمليات تفريخ لأجيال جديدة من الإرهابيين». ∎