ألمانيا تخذل أمريكا وتتحالف مع مصر
هالة أمين
جاءت دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارة ألمانيا خلال مكالمة هاتفية بينهما منذ أيام لمناقشة وسائل مكافحة الإرهاب ومواجهة انتشار المنظمات الإرهابية والجماعات المتطرفة بمثابة اعتراف بفشل الولايات المتحدة ودورها، فضلاً عن كونها اعترافا بأهمية الدور المصرى فى التخلص من ذلك الوباء الذى تموله قطر حسب تعبير وزير التنمية الألمانى جيرد مولر، فى نفس الوقت الذى أكد فيه وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير استعداد ألمانيا لإرسال أسلحة وقوات من الجيش الألمانى لدعم الأكراد العراقيين فى معركتهم ضد داعش ووجود صفقة ألمانية مع الرئيس السورى بشار الأسد فى مواجهة الجماعات الجهادية.
ووفقا لمايكل إيجناتييف أستاذ العلوم السياسية فى جامعة هارفارد ومستشار الأمم المتحدة فى حواره مع صحيفة دير شبيجل الألمانية فإن دعوة ميركل للسيسى هى إشارة سياسية لدخول ألمانيا بثقلها فى التحالف مع مصر فى منطقة الشرق الأوسط ضد الجماعات الجهادية وخاصة داعش، التى يمكن أن تهدد إمدادات النفط العالمية، ويضاف لهذا التحالف روسيا والصين، مضيفا أن من ضمن الأسلحة الألمانية التى سيتسلمها نظام الأسد صواريخ خارقة للدروع قادرة على تدمير الدبابات الأمريكية التى أرسلتها واشنطن إلى الجيش العراقى واستولى عليها الجهاديون، ويتزامن ظهور تحالف «روسى - صينى - ألمانى مصرى» لمواجهة التحالف «الأمريكى - التركى - الإيرانى» فى نفس الأثناء التى بدأ وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى رحلته إلى دول الشرق الأوسط ومن بينها مصر لطلب ضمها للتحالف معهم أيضا ضد الجهاديين.
وبحسب صحيفة بيلد الألمانية نقلا عن تقرير حكومى سرى أن أكثر من 300 ألمانى تلقوا تدريبا عسكريا على كيفية التخطيط لهجمات فى معسكرات تدريب إرهابية فى الخارج بتمويلات قطرية، وأن نصف تلك المجموعة عادت بالفعل إلى ألمانيا، وأظهر تقرير من المكتب الاتحادى لحماية الدستور أن الألمان الذين توجهوا إلى الجماعات الجهادية منذ منتصف عام 2012 تتراوح أعمارهم من 21 إلى 25 عاما وقد تم تشكيل كامب ألمانى على وجه الخصوص فى سوريا للجهاد داخل صفوف داعش، وأضافت الصحيفة أن الشرطة الألمانية كشفت كنزًا من المعلومات الاستخبارية، بما فى ذلك أكثر من 100 وثيقة تخطيط تنظيم القاعدة التى وصفها المراقبون أنها من أكثر المؤامرات جرأة فى تاريخ الجماعة الإرهابية وتم الكشف أيضا على خارطة طريق لعمليات إرهابية كبيرة فى المستقبل، وتشمل المؤامرات المستقبلية الاستيلاء على السفن السياحية وتنفيذ هجمات إرهابية واسعة النطاق فى أوروبا.
وكشف موقع بريتبارت الاستخباراتى عن أن مانفريد مورك، مدير وكالة المخابرات الألمانية فرع هامبورج أكد أن قطر تقوم ببناء المراكز الضخمة فى ألمانيا وخاصة مدينة ميونيخ من بينها مركز (ZIE-M) حيث تم تصميم المشروع على 6 آلاف متر مربع وسيتكلف نحو 40 مليون يورو أى 51 مليون دولار ليكون منصة استراتيجية رئيسية لنشر الفكر الجهادى فى جميع أنحاء أوروبا، وبحسب التقارير الألمانية فإن قطر أيضا تقوم ببناء المساجد الضخمة بوتيرة فائقة فى جميع أنحاء أوروبا فى حين تدرس الحكومة الألمانية أنه من خلال السيطرة على المناهج الدراسية وتدريب الأئمة المسلمين ومعلمى الدين الإسلامى فى ألمانيا على مبادئ الإسلام الصحيحة أن تقوم بدرع مضادة لدعاة الكراهية وترويج الفكر الدموى، حيث إن أغلب الأئمة حاليا فى ألمانيا هم من تركيا وكثير منهم لا يتكلمون الألمانية.
وأكد الموقع الاستخباراتى أن قطر لا تمول داعش فقط ولكن طالبان والقاعدة أيضا وقد تم تسريب سلسلة من الوثائق الرسمية التى تربط إدارة أوباما بقطر والتى قامت بالضغط على الرئيس الأمريكى للإفراج عن خمسة من كبار قادة طالبان دون انتظار موافقة الكونجرس الأمريكى، الأمر الذى يعد مخالفة للدستور فى الولايات المتحدة، وعند الإفراج عنهم قاموا بالسفر إلى قطر والتى فتحت ذراعيها لهم وقامت سابقا بتعيين مكتب سياسى لهم فى الدوحة، وقد أعلن الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى منذ أيام أن قطر تصرف المليارات من الدولارات لخلق حالة من الفوضى فى الشرق الأوسط والعالم حيث تقوم بتأسيس العديد من الشركات والصحف والفضائيات ومواقع الإنترنت لنشر الفوضى بين الأمة العربية وغيرها من الدول ومحاولة زعزعة استقرار مصر وتدمير المصريين تحديدا.
وفى الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة لاتزال علاقتها وثيقة مع الأمراء القطريين وقد وقعت إدارة أوباما منذ أيام صفقة عسكرية ضخمة بحوالى 11 مليار دولار مع قطر تضمنت مروحيات أباتشى، وأنظمة الدفاع الصاروخى باتريوت، ومنظومات الدفاع الجوى المحمولة (أنظمة الدفاع الجوى المحمولة على الكتف) والقادرة على إسقاط الطائرات.
ووفقا للتقارير الاستخباراتية الألمانية فإن تزايد عدد الجهاديين الألمان بدأ عند صعود الإخوان لسدة الحكم فى مصر والتى أصبحت الوجهة الرئيسية بدلا من أفغانستان وباكستان للجماعات «الإرهابية» المتطرفة، وقامت بتأسيس مقرات لها، حيث سمح نظام محمد مرسى الرئيس المعزول بسهولة دخولهم للأراضى المصرية وخاصة سيناء وقد ناقشت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تلك الكارثة مع مرسى أثناء تواجده فى ألمانيا العام الماضى إلا أنه لم يعرها أى اهتمام وفى مقابلة مع التليفزيون الألمانى (ZDF) قال يورج تيرسكه رئيس مكتب التحقيقات الجنائية الاتحادى فى برلين إن الجهاديين الألمان يتدربون بتمويلات قطرية وبعدها ينتقلون إلى بؤر الصراع الملتهبة مثل سوريا والعراق وباكستان وأفغانستان والصومال ومالى وتنظيم القاعدة فى المغرب العربى.
ومن جانبه قال هانز جورج ماسن رئيس الاستخبارات الداخلية فى ألمانيا إن من أشهر الأعضاء فى الجماعات الألمانية المتشددة مغنى الراب الألمانى الشهير، دينيس مامادو كوسبيرت، الذى ترددت أنباء عن مقتله منذ أشهر خلال مشاركته مع داعش، والملاكم السابق بيره فوجيل، والنمساوى محمد محمود زعيم شبكة ملة إبراهيم السلفية والتى تأسست فى يونيو 2012 متزامنة مع صعود الإخوان للحكم فى مصر، وقد قامت الجماعة بتوجيه تهديدات خطيرة لكل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزير الداخلية الألمانى هانز بيتر فريدريش ووزير الخارجية الألمانية جيدو فيسترفيله، ومن ضمنهم أيضا «أبوعزام الألمانى» الذى هدد بشن هجمات على ألمانيا واغتيال ميركل.