نسخة مصغرة من كأس العالم
صراع «كان 2025» الشرس على قمة الكرة الإفريقية
محمد عادل حسنى
تنطلق بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025 فى المغرب فى الفترة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026 بمشاركة 24 منتخبًا يتنافسون على لقب القارة، فى واحدة من أقوى النسخ على الإطلاق، فهذه النسخة لا تقل أهمية عن نسخة كأس العالم من حيث قوة المنتخبات وتواجد نجوم عالميين فى الملاعب الإفريقية، كما أن للبطولة موقعًا خاصًا فى قلوب الجماهير التى تنتظر إثارة وتنافسًا عالى المستوى، وستقام البطولة فى 9 ملاعب موزعة على 6 مدن مغربية، تشهد منافسات شرسة من دور المجموعات وحتى المباراة النهائية.
وتتميز قائمة المنتخبات المشاركة هذا العام بأرقام ذات قيمة سوقية عالية، حيث يتصدر منتخب المغرب قوائم أغلى المنتخبات بقيمة إجمالية تقريبية تتجاوز 361 مليون يورو، يليه نيجيريا بقيمة تصل إلى 333 مليون يورو، ثم ساحل العاج والسنغال بقيم سوقية مرتفعة مقارنة بباقى المنتخبات المشاركة، وهذا يعكس وجود لاعبين محترفين فى أكبر الدوريات الأوروبية داخل صفوف تلك المنتخبات، ومن بين المنتخبات العربية نصيب قوى لمنتخب مصر والجزائر من حيث التاريخ والقوة التكتيكية، رغم تفاوت القيم السوقية.
فى مقدمة المنتخبات الكبيرة المرشحة بقوة للفوز باللقب يقف منتخب المغرب بوصفه المنتخب المضيف والأغلى قيمة، والأكثر تجهيزًا فنيًا، ويملك مجموعة من اللاعبين المحترفين فى أندية أوروبية كبرى، على رأسهم قائد الفريق والمدافع الدولى أشرف حكيمى، الذى يُعد من بين أغلى لاعبى البطولة بقيمة سوقية عالية، وتواجده فى التشكيلة يُعد نقطة قوة كبيرة للفريق، لما يمتلكه من سرعة وديناميكية هجومية ودفاعية مع ناديه الأوروبى، وإلى جانبه يمتلك المنتخب المغربى لاعبين بارزين مثل إلياس بن صغير، وبراهيم دياز الذين يمتلكان خبرات فى الدوريات الأوروبية، ويشكلان قوة هجومية تهدد أفضل دفاعات المنتخبات المنافسة.
يأتى فى المرتبة الثانية منتخب نيجيريا الذى يتربع على قائمة الفرق ذات القيمة السوقية المرتفعة، وهو منتخب يمتلك رأس حربة بحجم فيكتور أوسيمين، الذى يُعد من أغلى نجوم البطولة مقارنة بمعظم لاعبى القارة، ويُعد أوسيمين أحد أبرز الهدافين فى الدوريات الأوروبية، حيث يقدم أداء قويًا مع ناديه، مما يجعله رقمًا صعبًا على منتخبات الخصم، وبالإضافة إلى أوسيمين هناك نجوم آخرون فى صفوف المنتخب النيجيرى مثل فكتور بونافيس، وأيمولا لوكمان، الذان يساعدان فريقهم فى المنافسة بقوة على اللقب.
منتخب ساحل العاج حامل لقب النسخة الماضية، ويملك قيمة سوقية إجمالية مرتفعة، ويضم لاعبين قادرين على صناعة الفارق فى الأدوار الحاسمة، كما أن المنتخب السنغالى بطل 2021 يمتلك نجومًا كثيرة فى الدوريات المختلفة مثل ساديو مانى، وإسماعيل سار، وكاليدو كوليبالى، الذين يحظون بخبرة عالمية وقدرة على تغيير شكل المباريات فى أى لحظة.
على الجانب الآخر تبقى منتخبات عربية كبيرة مثل منتخب مصر أكثر المنتخبات مشاركة فى تاريخ البطولة، إذ ستكون مشاركته فى 2025 هى المشاركة رقم 27 فى تاريخه، وهو رقم يعكس ثبات الفراعنة فى كرة القارة، ووسط جمهوره المتطلع للقب الثامن الذى يبحث عنه منذ سنوات.
ويمتلك منتخب مصر لاعبين كبارا على رأسهم الملك المصرى محمد صلاح، الذى يُعد واحدًا من أكبر نجوم العالم والبطولة، ويملك صلاح قدرة تهديفية عالية نظرًا لمشاركته المستمرة فى الدورى الإنجليزى مع ناديه ليفربول، ويُتوقع أن يكون من أبرز الوجوه الصحفية فى البطولة، نظرًا لقيمته السوقية العالية، والأثر التكتيكى الذى يصنعه فى المباريات الكبرى.
منتخب الجزائر أيضًا يدخل البطولة بقوة رغم تواجد قيمة سوقية أقل نسبيًا من نظيره المغربى والنيجيرى، لكنه يمتلك لاعبين أصحاب خبرات أوروبية، مثل رياض محرز الذى يمتلك القدرة على قلب الموازين، وإلى جانبه يقف لاعبو وسط ميدان ذوو خبرات مميزة يمكنهم السيطرة على أجزاء كبيرة من المباريات.
ومن بين المنتخبات التى من المتوقع أن تكون لها بصمة قوية رغم أنها ليست من كبار المرشحين، يأتى منتخب مالى الذى يمتلك لاعبين محترفين فى الأندية الأوروبية الكبرى مثل إيف بيسوما، وأمادو هايدارا، الذين يلعبون أدوارًا مؤثرة فى وسط الميدان، بما يمنح الفريق قوة تكتيكية، وقدرة على اللعب بطريقة منظمة أمام الفرق الكبرى، وكذلك منتخب بوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية اللذان قد يشكّلان مفاجآت فى البطولة، بفضل لاعبين مثل إدموند تابسوبا، وبيرتراند تراورى فى بوركينا، وآرون وان بيساكا وتشانسيل مبمبا فى الكونغو.
فى مجموعات البطولة تنعكس قوة وتنوع المنافسة، ففى المجموعة الأولى يستضيف المغرب إلى جانب مالى وزامبيا وجزر القمر منافسات تكتيكية مثيرة، قد تشهد ظهور لاعبين شباب يصنعون بصمة، ويثبتون أنفسهم على الساحة القارية، وفى مجموعة تشمل السنغال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبنين وبوتسوانا يتوقع أن تكون القوة الهجومية للسنغال فى مواجهة التنظيم الدفاعى لباقى المنتخبات، اختبارًا مثيرًا أمام الجماهير.
ويمتلك منتخب الكاميرون العريق خبرات كبيرة وجماهيره متعطشة للقب، وبرغم أنه لا يحظى بنفس القيمة السوقية للأندية الأوروبية الكبار، إلا أن وجود لاعبين مثل برايان مبوامو، يعزز من فرصه فى منافسة الفرق المتميزة. وكذلك منتخب غينيا الاستوائية وبنين فقد يقدمان أداءً مفاجئًا فى أدوار المجموعات.
جانب مهم آخر فى البطولة، هو ظهور الوجوه الشابة التى ستسعى لصناعة اسمها، لأن بعض المنتخبات مثل زامبيا دخلت بقائمة تضم أربعة لاعبين مراهقين حديثى العهد مع المنتخب الأول، وهذا النوع من الاستثمار فى الشباب قد يمنح الفرق قوة غير متوقعة، ويخلق نجومًا جددًا فى سماء كرة القدم الأفريقية.
بالنظر إلى التوقعات الفنية والإحصائية قبل انطلاق البطولة، تتصدر قائمة المرشحين للفوز باللقب منتخب المغرب بنسبة تفوق %19 يليه مصر والجزائر والسنغال ونيجيريا بنسب متفاوتة، مما يعكس تنافسية عالية على اللقب القارى، وقد تُدهشنا منتخبات مثل تونس ومالى بظهور قوى يغير من معادلات المنافسة فى الأدوار الإقصائية.
تجمع نسخة 2025 بين التاريخ والقوة والنجوم العالميين والوجوه الشابة المتوقع أن يصنعوا اسمهم فى هذه البطولة التى لا تخلو من مفاجآت، وستظل مباريات البطولة محط أنظار ملايين الجماهير نظرًا لتواجد لاعبين محترفين فى أكبر الدوريات الأوروبية، وقيمة سوقية عالية تمثل قوة المنافسة فى ملاعب المغرب، التى ستشهد صراعًا حقيقيًا على القمة الأفريقية.







