الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

روزاليوسف فى قلب المنجم الفريد

ملحمة ذهب السكرى بأيادٍ مصرية وتكنولوجيا عالمية

فى قلب جبال البحر الأحمر، حيث تلتقى عراقة التاريخ المصرى مع أحدث تكنولوجيات العصر، يبرز منجم السكرى كشريان ذهبى نابض فى الاقتصاد القومي.



لم تكن رحلة «روزاليوسف» إلى هذا الموقع الفريد مجرد زيارة عابرة،  بل غوص فى أعماق الأرض لاستكشاف كيف تتحول الصخور الصماء إلى ثروات تدعم طموحات الدولة. ويمثل المنجم حالة دراسية فريدة فى تكوينات الجيولوجيا وتقنيات الاستخراج تحت السطح، وفى المنجم المفتوح.

ومن بين الآلات العملاقة، ومعامل التحليل المتطورة، تبرز قصة النجاح التى تكتب يوميا بأيدى مهندسين وعمال مصريين، فى واحد من أكبر مناجم الذهب فى العالم.

تطور ملحوظ

تحول المشهد فى منجم السكرى للذهب خلال السنوات الأخيرة تحولا جذريًا، حيث وضعت معايير جديدة لصناعة التعدين فى مصر والشرق الأوسط، هذا التطور لم يقتصر فقط على زيادة معدلات الإنتاج، بل شمل طفرة تكنولوجية هائلة فى الإدارة الميدانية، والأهم من ذلك تبنى منظومة سلامة وصحة مهنية تضاهى المعايير العالمية.

وانتقل منجم السكرى من كونه مجرد موقع لاستخراج الخام إلى منشأة ذكية تعتمد على البيانات والتحليل الرقمى، ويظهر ذلك فى تحديث أسطول المعدات، وإدخال شاحنات عملاقة وحفارات تعمل بأنظمة توجيه متطورة لزيادة دقة الاستخراج وتقليل الفاقد.

 

 

العاملون بالمنجم:  السكرى مدرسة كبيرة فى التعدين وفخورون بأننا جزء من هذا النجاح
العاملون بالمنجم: السكرى مدرسة كبيرة فى التعدين وفخورون بأننا جزء من هذا النجاح

 

كما تم التوسع فى المنجم السفلى، واستخدام تقنيات حديثة لمد العمر الافتراضى للمنجم، مع الاعتماد على المسح الليزرى ثلاثى الأبعاد لرسم خرائط دقيقة للعروق الحاملة للذهب.

وتعتبر الطاقة المتجددة أحد أبرز خطوات التطوير، بإنشاء محطة طاقة شمسية، مما قلل من الاعتماد على الوقود الأحفورى، وخفض الانبعاثات الكربونية، تماشيًا مع رؤية مصر للتنمية المستدامة.

إنجازات قطاع التعدين 

بدأنا جولة المنجم بمحاضرة عن منظومة السلامة للحفاظ على أرواح الزائرين، والتأكيد على اتباع أساليب السلامة وعدم اختراقها، ثم ذهبنا للقاء المهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، والمهندس ياسر رمضان، رئيس هيئة الثروة المعدنية، ود.محمد الباجورى، رئيس الإدراة المركزية للشئون القانونية بالوزارة. 

تحدث وزير البترول عن التطورات التى شهدها قطاع التعدين، من تحويل الهيئة إلى هيئة اقتصادية مستقلة، وعن الاستثمارات الجديدة خلال السنوات الخمس المقبلة، بدعم من شركات عالمية كبيرة.

وأوضح  وزير البترول أن الإمكانات التعدينية التى تمتلكها مصر تتيح تكرار تجربة منجم السكرى، مشيرًا إلى إمكانية ظهور سكرى 1 و2 و3 خلال الفترة المقبلة، فى ظل خطط الدولة لدعم قطاع التعدين، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية.

وأوضح أن مادة الفوسفات متوفرة بكميات كبيرة فى مصر، مشيرا إلى أن اهتمام الحكومة لا يقتصر على استخراج الخام فقط، بل يمتد إلى تطوير الصناعات التعدينية المرتبطة به، بهدف تحقيق قيمة مضافة أعلى.

 

 

 العضو المنتدب هدى منصور: تمكين المرأة واقع ملموس والعمالة المصرية تمثل %97
العضو المنتدب هدى منصور: تمكين المرأة واقع ملموس والعمالة المصرية تمثل %97

 

 

 

طفرة فى الإنتاج 

من جانبه قال المهندس محمود رسلان، رئيس قسم التعدين بمنجم السكرى: إن إجمالى ما تم استخراجه من الذهب منذ بدء الإنتاج التجارى عام 2010 وحتى عام 2025 بلغ نحو 2.67 مليون أوقية، وذلك من معالجة ما يقرب من 13.46 مليون طن من الصخور.

وأضاف رسلان على هامش زيارة  وزير البترول والثروة المعدنية لمنجم السكرى  بمدينة مرسى علم، أن عام 2025 شهد استخراج نحو 134.279 ألف أوقية من الذهب، وتستهدف خطط الإنتاج المستقبلية  خلال الفترة من 2026 وحتى 2033، إنتاج ما يتراوح بين مليون إلى مليون ونصف أوقية، فى إطار التوسعات الجارية بالمشروع، وتعظيم الاستفادة من الاحتياطيات المتاحة.

وأضاف المهندس محمود دياب، أحد المختصين بعمليات المنجم، أن العمل فى منجم السكرى شىء عظيم يدعو للفخر، وتعتبر السكرى مدرسة كبيرة فى التعدين، لافتًا إلى أن مدة عملهم حوالى 20 يوما فى الشهر، والإجازة 10 أيام. 

وأشار إلى أن الشركة توفر لهم كافة وسائل الراحة للتركيز على العمل فقط، من فنادق للإقامة داخل المنجم، بالإضافة إلى توفير أماكن ترفيهية. 

المهندس أحمد مصطفى، مسئول صيانة المعدات بمنجم السكرى، أكد أن قسم المعدات الثقيلة المسئولة عن الإنتاج، من أهم الأقسام بورش الصيانة، يليه قسم لحام المعدات الذى يتم فيه صيانة المعدات، بالإضافة إلى قسم تغيير الكاوتش، من أصغر سيارة لأكبر معدة فى المنجم. 

تحسين مناخ الاستثمار 

قالت المهندسة هدى منصور، العضو المنتدب ونائب رئيس مجلس إدارة شركة السكرى للذهب: إن منجم السكرى يدار عبر شركة أنجلو جولد أشانتى العالمية، بعد استحواذها على حصة سنتامين المالكة للمنجم.

وأكدت أن منجم السكرى يعد من أهم 10 مناجم على مستوى العالم، مدعوما بالتكنولوجيا المتقدمة والكفاءات المتميزة، مشيرة إلى أن نحو 97% من العمالة مصرية، و3% كفاءات عالمية لتبادل الخبرات وضمان أعلى مستويات الجودة والإنتاج.

وأوضحت أن المستقبل فى قطاع التعدين واعد، وأن التعديلات الأخيرة فى القوانين ساهمت فى تحسين مناخ الاستثمار، إلى جانب شراكة مثمرة مع هيئة الثروة المعدنية لتسهيل كافة متطلبات المستثمرين.

كما لفتت إلى مساهمة منجم السكرى فى صادرات مصر، مؤكدة أنه كيان مهم يعزز نمو الاقتصاد الوطنى، ويضم نحو 4 آلاف موظف، بينهم 2,500 أساسى والباقى متعاقدون، مع التركيز على الأمان، ونقل الخبرات للشركات الراغبة فى الاستثمار.

وعن تمكين المرأة، قالت منصور إنها أول سيدة تشغل هذا المنصب، مؤكدة حرص الشركة على تمكين المرأة فى كافة المناصب على أساس الكفاءة وليس فقط فى الوظائف الإدارية، لافتة إلى أن التحدى الذى واجهها هو وجود عدد كبير من العمالة من صعيد مصر، لكنها تفاجأت بترحيبهم بها عقب توليها المنصب، وبالتالى لم يتأثر العمل على الإطلاق بالسلب، بل بالإيجاب عقب توليها المنصب.

 رئيس قسم التعدين: 2.67 مليون أوقية إجمالى الإنتاج منذ 2010
رئيس قسم التعدين: 2.67 مليون أوقية إجمالى الإنتاج منذ 2010

 

 

الاستحواذ على سنتامين 

وكانت  شركة أنجلو اشانتى، قد قامت العام الماضى  بالاستحواذ على شركة سنتامين فى صفقة تقدر قيمتها بحوالى 2.5 مليار دولار. وعلقت  وزارة البترول والثروة المعدنية على صفقة استحواذ شركة أنجلو أشانتى على شركة سنتامين المالك الوحيد للشركة الفرعونية لمناجم الذهب، شريك الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية فى منجم السكرى للذهب، أن تلك الصفقة ليس لها أى تأثير على حقوق الدولة المصرية فى منجم السكرى وإيراداته، حيث تظل أحكام اتفاقية الالتزام الصادرة بموجب القانون رقم 222 لسنة 1994 هى السارية بكافة بنودها، وهى التى تحكم العلاقه بين الأطراف المساهمين (الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والشركة الفرعونية).

وستظل شركة السكرى لمناجم الذهب هى الشركة المشتركة، والقائمة بالعمليات كما هى دون أى تعديل.

ويدار منجم السكرى بواسطة شركة السكرى لمناجم الذهب، باعتبارها الشركة القائمة بالعمليات، وفقًا لأحكام اتفاقيات الامتياز.

 وحيث إن شركة السكرى هى شركة مشتركة بنسبة ٪50 لهيئة الثروة المعدنية و٪50 للشركة الفرعونيّة لمناجم الذهب، فإنه لا يرتب على هذا الاستحواذ أى تأثير على الشركة القائمة بالعمليات.

والصفقة هى صفقة تجارية بين شركتين عالميتين مدرجتين بالبورصة، حيث إن شركة سنتامين مدرجة ببورصة لندن، وشركة أنجلو جولد أشانتى مدرجة ببورصة نيويورك، الأمر الذى لا يستلزم موافقة الجانب المصرى على إتمام تلك الصفقة، لأن الاستحواذ يشمل جميع أسهم شركة سنتامين وبجميع مناطق عملها بالعالم.