الخميس 18 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

من بروس ويليس إلى جيرى أورباخ وناتاشا ريتشاردسون وراجكومار

نجوم وهبوا أعضاءهم لخدمة الإنسانية

طالما كان التبرع بالأعضاء مثار جدل خاصةً عندما يكون المتبرع أو من يترك وصية بالتبرع هو نجم معروف له جمهور كبير. وقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا فى الوعى بقضايا التبرع بالأعضاء حول العالم .وبالطبع كان لعدد من النجوم دوربارز فى زيادة حجم الوعى بهذه القضية إذ اختار هؤلاء النجوم أن يتركوا أثرًا إنسانيًا إلى جانب إرثهم الفنى الباقى لدى محبيهم.وكان آخر النجوم المتبرعين «نجم» صنع شهرته فى التسعينيات ثم استمرت نجاحاته لسنوات بعدها وهو النجم «بروس ويليس».



بروس ويليس.. من أضواء الشهرة إلى عزلة المرض 

لأكثر من ثلاثة عقود، ارتبط اسم «بروس ويليس» بالإثارة، ونجاحات شباك التذاكر، والكاريزما المميزة. لكن منذ عام 2022، شهدت حياته العامة تراجعًا كبيرًا عندما كشفت العائلة أنه سيعتزل التمثيل بعد تشخيص إصابته بفقدان القدرة على الكلام (Aphasia). وبعد عام، تطور هذا التشخيص إلى (الخرف الجبهى الصدغي) (FTD)، وهو اضطراب عصبى يؤثر على مناطق رئيسية فى الدماغ، بما فى ذلك الفصوص الجبهية والصُدغية.

وعادةً ما يظهر هذا المرض بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و65 عامًا، ويمثل ما بين %10 و%20 من حالات الخرف. وتشمل الأعراض المبكرة تغييرات فى الشخصية، فقدان السيطرة، صعوبات لغوية، ومشكلات سلوكية، وغالبًا ما تُختلط هذه العلامات مع التوتر أو التعب أو النسيان العابر.

وبينما مثلت هذه الأخبار لعشاق السينما نهاية صدمة كبيرة،مثلت لعائلة النجم الأيقونى فصلًا جديدًا من حياتهم يتميز بالوعى لمواجهة هذا المرض بشجاعة، إذ أعلنت عائلة الممثل الأمريكى بروس ويليس عن خطة للتبرع بدماغه بعد وفاته للأبحاث العلمية، لدعم الأبحاث حول مرض (الخرف الجبهى الصدغى )FTD، خاصًة أن هذا المرض لا يزال محاطًا بالغموض ويفتقر إلى علاج فعال مما يجعله فى حاجة إلى دراسة معمقة. وقد أعلنت الأسرة قرار التبرع هذا من خلال كتاب نشرته زوجته «إيما هيمينغ ويليس» مؤخرًا بعنوان The Unexpected Journey أو الرحلة غير المتوقعة.

وقد أثار إعلان عائلة بروس ويليس عن نيتها التبرع بدماغه بعد وفاته لأغراض البحث العلمى جدلًا واسعًا فى الصحافة العالمية، خاصة مع غياب موافقة صريحة من النجم الذى يفتقد القدرةعلى اتخاذ قرارات. قد انقسمت الصحافة بين من يرى القرار عملًا بطوليًا يخدم العلم، ومن يعتبره مثيرًا للجدل ويطرح أسئلة عميقة عن حق المريض فى الموافقة على التبرع إلى جانب شكوك حول استغلال زوجة النجم لشهرته فى جمع أموال من خلال الكتاب وإعلان التبرع بدماغه للأغراض البحثية، وهو ما نفته «إيما» مؤكدًة أن الهدف هو منح الأمل للملايين الذين يعيشون مع مرض الخرف الجبهى الصدغى أو أنواع أخرى من الخرف.

لم تكن حالة ويليس هى الأولى من نوعها، إذ أعادت تلك الأحداث إلى الأذهان عددًا من الحالات البارزة لمشاهير اختاروا التبرع بأعضائهم، ليتركوا إرثًا من الإنسانية والعطاء الذى يتجاوز حدود حياتهم.

 ناتاشا ريتشاردسون

تبدأ القائمة بالممثلة البريطانية «ناتاشا ريتشاردسون»، عضو العائلة التمثيلية الشهيرة وزوجة «ليام نيسون» السابقة، والتى تميزت بحياتها المهنية المثمرة وشاركت فى أفلام مثل The Parent Trap وNell. . توفيت ناتاشا بشكل مفاجئ إثر حادث تزلج، لكنها بعد وفاتها أسهمت بشكل كبير فى الأبحاث الطبية من خلال التبرع بقلبها وكبدها وكليتيها، فى خطوة أرست مثالًا للكرم الإنسانى فى أوقات الفقد.

جيرى أورباخ

أما الفنان «جيرى أورباخ»، المعروف بمشاركته الطويلة فى مسلسل Law & Order، فعند وفاته عام 2004، تبرعت زوجته بعينيه لبنك العيون فى نيويورك، ما منح الفرصة لآخرين لاستعادة الرؤية، ليصبح إرثه الفنى والإنسانى متوازيًا.

 أوسكار روبرتسون

ولم يكتف أسطورة كرة السلة «أوسكار روبرتسون»، المعروف بلقب «The Big O»بتحقيق الإنجازات الرياضية، بل كان أبًا مثاليًا عندما تبرع بإحدى كليتيه لإنقاذ حياة ابنته «تيا»، التى كانت تعانى من فشل كلوى بسبب مرض الذئبة، فى خطوة أنقذت حياتها ومنحتها فرصة للعيش بشكل طبيعى.

جون-إريك هيكسوم

كما ترك الممثل والعارض «جون-إريك هيكسوم»، الذى توفى أثناء تصوير مسلسل (Cover Up) عام 1984، إرثًا استثنائيًا بعد وفاته من خلال التبرع بقلبه وكليتيه وقرنيتيه وجزء من جلده، مما مكن الأطباء والباحثين من الاستفادة من أعضائه لدعم الدراسات الطبية.

 إيفرسون وولز 

أما «إيفرسون وولز»، لاعب فريق دالاس كاوبويز لكرة القدم الأمريكية، فأظهر روح الفريق الحقيقية عندما تبرع بكليته لزميله «رون سبرينجز» الذى كان يعانى من مرض السكرى، وقد وثق تجربته فى كتابه A Gift For Ron، مؤكّدًا أن التضامن لا يقتصر على الميدان الرياضى فحسب.

راجكومار

وأخيرًا، الفنان والمغنى الهندى الشهير «راجكومار»، الذى أصبح أيقونة ثقافية فى (بوليوود)، بعدما تبرع بعينيه عند وفاته عام 2006، ما ساعد شخصين على استعادة بصرهما ومنحهما حياة جديدة.

تشكل هذه الحالات التسع نموذجًا حيًا للكرم الإنسانى بعد الوفاة، إذ لم يقتصر أثر هؤلاء المشاهير على إنجازاتهم المهنية أو الفنية، بل امتد ليشمل حياة الآخرين، مؤكدين أن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة يمثل فرصة لإنقاذ الأرواح وترك إرث من الأمل والمعرفة والتضامن المجتمعى.