الخميس 18 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

جيل جديد من الروبوتات البشرية بمعرض طوكيو للروبوت

التاكسى الذكى والمساعد المنزلى

انطلقت فعاليات المعرض الدولى للروبوتات 2025  فى الثالث من الشهر الجارى بمركز «بيج سايت» فى حى (كوتو) بالعاصمة اليابانية (طوكيو) مستعرضًا أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الروبوتات. ويجمع المعرض بين ابتكارات قادرة على أداء مهام بديلة عن الإنسان فى مواقع العمل ومناطق الكوارث. وقد لفتت الأنظار بشكل خاص الروبوتات المزودة بالذكاء الاصطناعى وتلك التى تحاكى البشر فى حركتها بفضل تصميمها ثنائى الأرجل.



ويعد هذا الحدث الذى ينظم كل عامين من أبرز الفعاليات العالمية فى مجاله حيث يشهد هذا العام انعقاد دورته السادسة والعشرين بمشاركة قياسية بلغت 673 شركة ومؤسسة برسوم دخول  بلغت 1000 ين يابانى بينما يدخل الطلاب مجانًا. وقد استقطب المعرض أكثر من 150 ألف زائر خلال أيامه.

 الروبوتات البشرية

برزت بشكل خاص الروبوتات البشرية فى المعرض والتى تجمع بين التصميم البشرى والقدرات التقنية المتقدمة تحاكى البشر فى الشكل والحركة والتفكير، مقدمةً عروضًا عملية مثل إطفاء الحرائق وحمل الأوزان الثقيلة وإنقاذ دمى القطط فى محاكاة لعمليات الإنقاذ. هذه الروبوتات لم تكن مجرد نماذج تجريبية بل صُممت لتكون قادرة على استخدام المعدات البشرية التقليدية بكفاءة مما يعزز فرص دمجها فى مجالات الصناعة والأمن والرعاية الصحية وحتى الأعمال المنزلية والاستخدام الشخصى.

 الروبوت التاكسى

 فى عرض خطف أنظار الحضور رسمت شركة (كاواساكى) للصناعات الثقيلة ملامح المستقبل بابتكار فريد من نوعه يحمل اسم «كورليو» وهو روبوت رباعى الأرجل بدا كأنه خرج من صفحات رواية خيال علمى. و«كورليو» ليس مجرد آلة بل كائن ميكانيكى ينبض بالحركة والذكاء صُمم بخبرة عريقة استمدتها (كاواساكي) من عالم الدراجات النارية والروبوتات الصناعية بأرجل تنتهى بقطع مطاطية تشبه الحوافر حيث يمضى بثبات فوق التضاريس الوعرة ويناور بانسيابية ويشعرك بأنك تمتطى جوادًا من المستقبل. فمقعده الأنيق لا يكتفى بحمل الراكب بل يمنحه سلطة القيادة عبر توازن الجسد فى تجربة تحاكى ركوب الخيل لكن بنكهة تكنولوجية خالصة.

زودت الشركة الصناعية  كورليو بمحرك هيدروجينى صديق للبيئة ليعكس التزام كاواساكى برؤية مستدامة للحفاظ على كوكب الأرض ومع خطط لطرحه فى الأسواق بحلول عام 2035. تطمح الشركة إلى أن يدر عليها أرباحًا تصل إلى 300 مليار ين بحلول عام 2040. وتسعى الشركة لطرح الروبوت كوسيلة نقل شخصية أو أجرة  تزين شوارع المستقبل.

روبوت الأعمال المنزلية ومناطق الكوارث

 كما كُشف الستار عن أحدث نسخة من الروبوت البشرى «كاليدو» خلال المعرض والذى أصبح يمتلك قدرات مختلفة تماما حيث يستطيع أداء مجموعة واسعة من المهام تبدأ من أعمال النظافة والترتيب والمساعدة فى المنزل وصولًا إلى التنقل فى مواقع الكوارث الخطيرة التى يصعب على البشر دخولها. هذا إلى جانب اصدار التعليمات لروبوتات الإنتاج فى المصانع.

ويتميز «كاليدو» بمرونة عالية وحركات دقيقة بفضل مستشعرات القوة المدمجة فى مفاصله إضافة إلى نظام توازن متطور يسمح له بالتحرك بثبات حتى فى البيئات الديناميكية. وقد تم تصميمه بشكل استثنائى  ليكون شريكًا للبشر إذ يمكنه التعاون معهم فى مهام الخدمة المنزلية والفندقية  أو الإنقاذ.

 

الروبوت «كاليدو» زودته الشركة المنتجة بشاشة كروية على رأسه تعرض تعابير وجه رقمية لتعزيز التفاعل الإنسانى معه
الروبوت «كاليدو» زودته الشركة المنتجة بشاشة كروية على رأسه تعرض تعابير وجه رقمية لتعزيز التفاعل الإنسانى معه

 

والمثير أن الشركة المنتجة للروبوت «كاليدو» زودته بشاشة كروية على رأسه تعرض تعابير وجه رقمية لتعزيز التفاعل الإنسانى معه. ويعد كاليدو 8.0 أحدث جيل من هذه السلسلة حيث يدمج بين الذكاء الاصطناعى التحكم عن بعد والتعلم الذاتى ما يجعله مرشحًا ليكون جزءًا من الحياة اليومية سواء فى البيوت أو أماكن العمل الخطرة وليفتح الباب أمام سوق جديدة للروبوتات التى تجمع بين الوظائف العملية والقدرة على التفاعل الاجتماعى.  

 الصين والولايات المتحدة

شهد المعرض  تنافسًا واضحًا بين (الصين والولايات المتحدة) فى تقديم حلول روبوتية أكثر ذكاءً ومرونة وأبرز كيف أصبحت الروبوتات الذكية محورًا للتنافس التكنولوجى العالمي. وعكس الحضور الجماهيرى الكبير عند أجنحة البلدين الاهتمام العالمى بتطورهما فى هذا المجال وقدرتهم على  إعادة تشكيل سوق العمل العالمية لا سيما فى القطاعات التى تتطلب دقة عالية أو تنطوى على مخاطر بشرية.

 وقد شاركت  (الولايات المتحدة) بعدد كبير من الشركات الرائدة مثل Boston Dynamics وNVIDIA وTesla Robotics. وعرضت الشركات تقنيات متقدمة فى الروبوتات البشرية والأذرع الآلية الذكية مع التركيز على الذكاء الاصطناعى التوليدى حيث تم استعراض روبوتات قادرة على التفاعل مع البشر واتخاذ قرارات ذاتية فى بيئات معقدة. 

وأولت هذه الشركات اهتمامًا بالغًا بالروبوتات الصناعية والخدمية خاصة فى مجالات الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية  كحلول لمواجهة نقص العمالة.

أما (الصين) فقد شاركت من خلال عدد من أكبر شركاتها المتخصصة فى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى حيث عرضت روبوتات بشرية وطائرات مُسيرة ذكية وعرضت روبوتات مخصصة لمهام الطوارئ والكوارث وقادرة على التنقل فى بيئات خطرة والتفاعل مع المتغيرات البيئية وقامت الشركات بعمل تجارب حية داخل المعرض.

تكنولوجيا ذكية وروبوتات تتحدث وتفهم وتتفاعل.. وكلما زاد التفاعل والفهم والتقدم وأصبح الروبوت بديلًا للبشر، زاد التخوف من تغول الذكاء الاصطناعى والعقل الآلى على العقل البشرى. لكن سيستمر التقدم وسيستمر الجدل ويبقى السؤال: هل يصل الأمر إلى الاستغناء عن القدرات البشرية والاعتماد الكامل على الروبوتات الذكية؟