الإثنين 1 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

كتاب ومفكرون يواجهون التشنجات العقلية:

لماذا يهاجمون «دولة التلاوة»؟!

خروج طيور الظلام من أوكارها ليس ذنب برنامج «دولة التلاوة» ولا المذيعة «آية عبد الرحمن» لكن هذا ذنب مصر التى ستظل تدفع ثمن هجوم مدفوع الأجر، يتبرع به أصحاب الأصوات النشاز.



عندما يكون هناك برنامج عن القرآن الكريم، كسر المعادلة الصعبة وقدم حالة مست قلوب العائلات فى البيوت، عبر منتج كامل متكامل، يقدم لك الإبهار فى الصوت والصورة، ويكون اهتمام فئات كثيرة من شبابنا، فإن الهجوم يصبح تصيدًا فى مياه عكرة.

الهجوم تحرك وسط صرخات تنهش فى أى شيء يجمع الماضى والحاضر فى مصر بشكل مبهر.. هذا الصراخ يصاحبه أسئلة من أصحاب مثل تلك الحملات: كيف تقدم مصر برنامجا يوثق حالة تاريخية اسمها «دولة التلاوة»؟ وكيف يسمح له بالنجاح بشكل يجذب هذا الكم الكبير من الذخيرة البشرية؟ 

الأزمة فى وجود من أصيب بتشنجات ومن يخبط بقدميه فى الأرض لسطوع اسم «دولة التلاوة»، حتى لو كان ذلك عبر برنامج تليفزيونى هدفه إزالة الغبار من على جواهر ثمينة تقدم القرآن الكريم بصوت مبهر ومطمئن، وهو أقل ما يقدم من مصر بلد الأزهر الشريف، وفى نفس الوقت يحقق البرنامج طموح من اجتهدوا ليقدموا نماذج يقتدى بها لشبابنا، وأيضًا كيف تقف مذيعة بوجهها الذى يشبه مجتمعنا وحياتنا، ولا يكون صوتها «عورة»؟!

 

 

 

الهلالى: التمييز ضد المرأة من الماضى

 

يقول أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، الدكتور سعد الدين الهلالى إنه تابع حلقات «دولة التلاوة» بنفسه، ويرى أن النجاح يفرض نفسه، والحكم النهائى يبقى للجمهور، ورضاه عما يشاهده ويسمعه.

وأضاف: إن الاعتراضات التى طالت فكرة تقديم مذيعة للبرنامج أمر غريب، لأن المذيعة تتمتع بـفصاحة وبلاغة والتزام وقوة فى الأداء، ووعى واضح بما تقدمه، فضلًا عن فريق محترف يقف خلف البرنامج، ويعمل على إنصاف الموهوبين، وتسليط الضوء على نجاحاتهم.

وأشاد الهلالى بتاريخ مصر الممتد فى صناعة قراء القرآن، فقد قدمت عبر قرون أصواتًا فريدة منذ طفولتهم، مثل الشيخ محمد رفعت، والشيخ محمود خليل الحصرى، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وغيرهم من النوابغ الذين لم يبرزهم الإعلام فى بداياتهم، رغم نبوغهم المبكر وإيمانهم برسالتهم.

وأشار إلى أن ما يقدمه برنامج «دولة التلاوة» ليس اختراعًا جديدًا بقدر ما هو كشف لعمل قائم فى المجتمع المصرى منذ قرون، عمل يقوم به الآباء والأمهات فى تحفيظ أبنائهم القرآن، ويؤديه الأئمة والمشايخ جيلًا بعد جيل، وهذا البرنامج كشف جمال المواهب المصرية ليس أكثر.

 وانتقد الهلالى الأصوات التى تهاجم النجاح، وتحاول التقليل من البرنامج بسبب وجود مذيعة، قائلا: إن من ينحاز ضد المرأة ويميز بينها وبين الرجل أصبح من الماضى، والشعب المصرى اليوم أكثر وعيًا وانفتاحا، ويدرك أن معيار التقدير الوحيد هو النجاح والعطاء، لا النوع أو الشكل.

 

 

 

القعيد: نواجه تشكيكا ممنهجًا

 

يصنف الأديب يوسف القعيد «دولة التلاوة» بالبرنامج الممتاز والعصرى، وأنه عمل بشرى جيد وفحواه على الشاشة شديد الأهمية، وهناك قطاعات كبيرة فى أمس الحاجة إليه، ليس فقط فى المجتمع المصرى وداخل البيوت أمام الشاشات، ولكن على مستوى المنطقة العربية والعالم الإسلامى، فى وقت يُحدث فيه حالة مستمرة من التشكيك الممنهج. 

وأوضح «القعيد» أن «دولة التلاوة» يربطنا بالقرآن الكريم برباط قائم على المحبة والاحتياج الإنسانى، وجاء فى توقيته المناسب، والشكل والمحتوى جاذبًا للمتلقي.

 واستغرب الأديب الكبير من الهجوم على البرنامج، كون مقدمته مذيعة، قائلًا: لا يوجد مبرر لهذا الاصطياد الممنهج، أداء المذيعة آية كان طبيعيًا وتلقائيًا ومناسبا مع محتوى البرنامج، وكانت مستعدة وممسكة بكافة أدواتها بشكل جيد.

 وتابع: شيء عظيم أن تدافع «روزاليوسف» عن البرنامج ضد حملة ظالمة غير معلوم من وراءها، وفى النهاية هذه هى مصر دولة التلاوة. 

 

 

 

ماجدة موريس: مقدمة البرنامج أسهمت فى تقديم رسالته للمشاهد

 

 من الآراء المهمة، ما جاء على لسان الناقدة والكاتبة ماجدة موريس، التى تتابع بشغف برنامج «دولة التلاوة» وأحبته، ووجدت فى البرنامج نوعًا من تواصل الأجيال، لأن مصر إمبراطورية تلاوة.

 ورفضت موريس هدم معايير نجاح برنامج اهتمت به الأسرة المصرية بشكل لم يحدث منذ فترة طويلة، وأعلنت تضامنها مع المذيعة آية التى ترى أنها مناسبة للغاية لأنها مؤهلة لهذا العمل، من حيث الأداء والشكل والموضوع.

وأضافت أنها لم تجد أى مبرر للهجوم على البرنامج الناجح وعناصره، ومقدمة العمل أسهمت فى توصيل الرسالة لجمهور عريض، ورد الفعل الجيد واضح، أمام برنامج قدم إلى حد كبير جوهر الدين. 

وترى موريس أن هذا الهجوم غير المنطقى يعكس عملية سرية ممنهجة غير معلوم من يقف وراءها، لكن هدفها هو سحب كل ما هو ريادة بشكل واضح من تحت أقدام مصر، خاصة عندما تقدم برنامجًا باسم «دولة التلاوة»، وهى الحقيقة التى لا يستطيع أحد أن يشكك فيها، ولكن ما فى يد الحاقد سوى تدبير الحملات التى تعكس تطرفًا أعمى.

وأشارت إلى أن أى برنامج دينى مصرى قوى وجذاب وموضوعى، وينتج برقى وقدرة على الإقناع سيتعرض للهجوم، لاسيما عندما يكون قادرًا على التأثير فى العامة، فهو طاقة نور أخرى لمصر المعروفة بأنها «دولة التلاوة» منذ قرون، وهذا قدرها.

 

 

 

سحر الجعارة: نواجه تيارًا متشددًا ضد المرأة

 

ترى الكاتبة سحر الجعارة، أن التشويه والحملات غير المعروف مصدرها بشكل واضح مع برنامج «دولة التلاوة»، يتعلق بالحدث والحالة والرقى الذى قدم على الشاشة، هذا الاستهداف وجد فى المذيعة آية هدفًا فى طريق هجومه.

 وتحدثت «الجعارة» أن هناك تيارا عاما متعصبا ومتشددا ضد النساء، ولديه حرب وصراع حقيقى مع مساواة الرجل مع المرأة، وأكدت أن آية إعلامية وليست مفسرة قرآن أو داعية، وهى على الشاشة ليست فى خصومة أو منافسة مع رجل دين، وصفاتها كإعلامية محترفة ومثقفة ومحترمة جعل لها حضورًا ايجابيًا وناجحًا ومفيدًا. 

وأشارت أن إلى الإعلام المحترف لا يمكن التعامل معه حسب النوع، والبرامج يجب أن تعتمد على قبول المقدم وثقافته واستنارته، وهى محددات بعيدة عن الصراع بين الرجل والمرأة.

وأوضحت الجعارة أن آية عبد الرحمن ليست أول امرأة تعمل فى مجال تقديم البرامج الدينية بهذا النجاح، وقبل 30 سنة كان هناك الإعلامية الكبيرة كريمان حمزة، التى لم تحاور كبار علماء الدين فقط، ولكن وصلت إلى منصب مدير عام البرامج الدينية فى ماسبيرو، الأمر ليس اختراعا.

وأكدت أن آية لم تقدم أى إيماء يوحى أبدا بالخروج عن اللياقة والتأهيل المطلوب لهذه النوعية من البرامج.

 

داود: البرنامج يستحق الدعم

 

 يقول الشاعر إبراهيم داود: إن أى ملاحظات تخص برنامج «دولة التلاوة» يمكن تداركها فى الحلقات المقبلة، ومجرد التفكير فى تقديم عمل يهتم بالتلاوة يعد خطوة إيجابية تستحق الدعم.

وأضاف : من حق أى مشاهد إبداء رأيه، لكن دون تجريح أو استخدام ألفاظ غير لائقة، النقد البناء يجب أن يُؤخذ فى الاعتبار، خاصة إذا أقره المتخصصون ووجدوا فيه ما يفيد تطوير البرنامج.

ويشير داود إلى أن وجود إعداد جيد للبرنامج أمر مهم، وأنه شخصيًا سعيد بالتجربة «لا يجوز الحجر على أحد»، والأفضل الاستماع والاستمرار، مع تجاهل الأصوات السلبية التى لا تقدّم إضافة حقيقية. 

كما أكد أن أى جهد إعلامى يُبذل من أجل دعم المدرسة المصرية للتلاوة هو جهد محمود يجب تشجيعه وتعزيزه.

 

 

 

شهيب: البرنامج يعيد فرز القوى الناعمة

 

 عبَّر الكاتب الصحفى المخضرم، عبد القادر شهيب، عن انجذابه للبرنامج ومحتواه، مشيدًا بالحالة الإيجابية التى يعمل عليها فى فرز القوة الناعمة من داخل مجتمعنا بشكل يقدم رسالة بالغة الأهمية، وفى نفس الوقت جذبت الجمهور، وهنا كانت المعادلة الصعبة.

وأضاف شهيب: البرنامج جيد ومقدمته آية متمكنة من أدوات عملها وموفقة للغاية، ويحمل البرنامج موضوعا مهما خاصا بـ «دولة التلاوة»، لأن مصر على مدار عقود طويلة كانت ومازالت تمتلك عددا من المقرئين المميزين، وكانت ليالى رمضان تتوقف فى العديد من الدول العربية والإسلامية على حضور القارئ المصرى، لإحياء تلك الأيام المباركة.

ورفض شهيب استهداف مقدمة البرنامج لأنها سيدة، لافتًا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالنساء خيرًا منذ أكثر  من 1400 سنة، ومن النساء من كن يقدمن التفاسير الدينية.

 

 

 

النمنم: المشروع يعيد الاعتبار لمدرسة التلاوة المصرية

 

يقول وزير الثقافة الأسبق، الكاتب حلمى النمنم: إن الجدل المُثار حول ضرورة أن يقدم برنامج «دولة التلاوة» بواسطة مذيع وليس مذيعة هو «كلام خايب»، موضحًا أن المجتمع المصرى عبر تاريخه عرف قارئات للقرآن، وليس غريبًا أن تقدّم امرأة برنامجًا دينيًا، خاصة أن إذاعة القرآن الكريم نفسها تعتمد فى أغلب برامجها على مذيعات محترفات.

وأكد النمنم أن الهجوم على البرنامج لا علاقة له بالمحتوى، لأنه ناجح للغاية ويعيد الاعتبار لـ «المدرسة المصرية فى التلاوة والتجويد»، وهو أمر يسبب – على حد تعبيره – انزعاجًا لدى أطراف كثيرة لا تستطيع إعلان موقفها الحقيقى بشكل مباشر، فتلجأ إلى التشكيك فى وجود مذيعة لتقديم البرنامج.

 وأضاف وزير الثقافة الأسبق: إن بعض المنتقدين منزعجون من عودة مصر لإحياء مجد تلاوتها العريقة، عبر منصة تليفزيونية وبرامج جديدة يشرف عليها علماء ومنهم وزير الأوقاف. واعتبر أن هناك تيارات اعتادت التحكم فى المجال الدينى، وتحريك الناس من خلاله، وترى فى تدخل الدولة وتنظيمها لهذا المجال تهديدًا لمصالحها.

وختم النمنم تصريحاته قائلًا: إن الهجوم على المذيعة مجرد ذريعة، حتى لو كان مقدم البرنامج رجلا «كانوا هيهاجموه برضه».

 

حمودة: نعيش فى عصر يحترم المرأة

 

يقول الناقد د.حسين حمودة: إن «دولة التلاوة» برنامج مهم جدًا، لأنه يهتم بالمواهب الجديدة فى تلاوة القرآن الكريم، ولأنه يحافظ على التقاليد الجميلة والإبداعية التى تخص المدرسة المصرية فى التلاوة، وهى من المدارس العريقة المعروفة التى قدّمت أسماء مهمة جدًا من المقرئين الموهوبين خلال العقود الماضية، وما انقضى من هذه الألفية.

وأضاف حمودة أنه يتصور أيضًا أن وجه الاعتراض على البرنامج، والذى يتمثل فى رفض أن تقوم بتقديمه سيدة، لا يمثل شيئًا وجيهًا ولا إيجابيًا فى الوقت نفسه، وهو فى الحقيقة اعتراض غير مقبول وغير معقول.

وأكد أننا نعيش فى عصر نتعامل فيه بكل احترام مع المرأة، وهناك العديد من البرامج فى إذاعة القرآن الكريم تقوم على تقديمها مذيعات، وهو أمر طبيعى ومتعارف عليه.

وأوضح أن الموروث ارتبط بأسماء نساء مضيئة جدًا، ووجود المرأة فى هذا السياق ليس أمرًا دخيلًا، بل جزء أصيل من التاريخ الثقافى والدينى، وشدد على أن البرنامج يجب أن يستمر ويتوسع دون الالتفات إلى مثل هذه الاعتراضات التى لا قيمة لها، لأن جوهر العمل هو دعم المواهب والحفاظ على تقاليد التلاوة المصرية العريقة.