طرائف فترة الدعاية تتصدر السوشيال ميديا:
تريندات الانتخابات!
ياسمين علاء
ضجت مواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت خلال الأيام الماضية بطرائف وغرائب بدرت من كثير من المرشحين فى انتخابات مجلس النواب 2025، حيث شملت هذه المواقف لبس المرشحين الملابس الفرعونية، وقيادة المسيرات برفقة الجمال، وامتطاء الأحصنة، وحتى ركوب جرافة اللودر.
لم تتوقف الأساليب الغريبة عند هذا الحد، بل ظهرت دعايات طريفة عديدة، فكان للتروسيكل والتوكتوك والعجلة حضور طاغٍ كوسيلة للترويج ونشر الدعاية الانتخابية هذا العام فى المدن وقرى المحافظات، فضلا عن إطلاق حملات من أعماق البحر فى سيناء، واستخدام الترع فى المسيرات الانتخابية.

مرشح عاطفى
«بحبكو يا أهل الستامونى».. ليس مشهدًا من فيلم كوميدى، بل كلمات رددها أحد المرشحين فى انتخابات مجلس النواب خلال حملته الدعائية قبل أيام.
ففى دائرة الستامونى بمحافظة الدقهلية، وقف المرشح جمال هاشم أمام جماهيره ليعلن برنامجه الانتخابى، لكنه بدلًا من ذلك ظهر فى مقطع مصور يخاطب أهالى منطقته بعبارات عاطفية صائحًا: «يا عشقى.. يا عشقى.. يا أهل الستامونى يا حبايبى.. يا حبايب قلبى.. يا روحى»، حتى أصبحت كلماته «تريند» على مواقع التواصل، وتحولت إلى مادة خصبة للكوميكس، وأصبح المرشح نفسه يُعرف بـ«المرشح العاطفى».
دخلة فرعونى
وفى المحافظة نفسها، أثار المرشح المستقل أشرف على عبدالهادى عن الدائرة الثالثة (بلقاس وجمصة والستامونى) جدلًا واسعًا بعد ظهوره مرتديًا زيًا فرعونيًا أسود مزينًا بنقوش ذهبية وصورة تمثال توت عنخ آمون، محاطًا بشباب وفتيات يرتدون ملابس مستوحاة من الحضارة الفرعونية، مع مجسمات «مفتاح الحياة» وتمثال رمسيس.
وتضاعف المشهد مع تشغيل مقطوعات أوبرالية مشابهة لموكب المومياوات الملكية، وقال المرشح لمؤيديه: «أنا ابن الحضارة.. أنا ابن أرض الملوك.. أقف أمامكم اليوم كما وقف أجدادنا». شبه رواد مواقع التواصل المشهد بفيلم «الحرب العالمية الثالثة»، فيما أوضح فريق الحملة أن الهدف ربط الرموز التاريخية ببرنامج المرشح ودعم السياحة والتراث.

المنوفية.. دعاية أرضًا وجوًا وبحرًا
كان لمحافظة المنوفية النصيب الأكبر من الدعاية الطريفة، ففى دائرة تلا والشهداء، ظهر أحد المرشحين محمولًا على «سكينة لودر» فى الجو وسط حشود أنصاره الذين اصطفوا على جانبى الطريق يرددون الهتافات ويمارسون لعبة التحطيب.
وفى شبين الكوم، جاب المرشح مصطفى أبو مسلم شوارع المدينة بمسيرة حاشدة تقدمها عدد من الجمال، ما تسبب فى فوضى مرورية، ولم يقف الأمر عند البر، بل تحول إلى البحر، حيث أطلق المرشح محمود فخرى مسيرة عائمة داخل ترعة بقرية مليج، وفى شبرا، تصدرت المرشحة مونيكا مونيكا مجدى التريند وهى تجوب الشوارع بالعجلة.
عنتر شايل سيفه
فى دائرة أبو كبير بالشرقية، خطف المرشح أحمد منصور الأنظار وهو ممتطٍ حصانًا وحامل سيفًا فى يده، مع شارب أكبر من الطبيعى، فى مشهد وصف بأنه «عنتريات انتخابية» لجذب الانتباه.
من أعماق البحر فى دهب
وفى جنوب سيناء، اختار المرشح المستقل محسن جعفر إطلاق حملته من أعماق البحر بمدينة دهب، بمشاركة غطاسين فى حملة تنظيف تحت الماء لجمع المخلفات، لتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة البحرية كركيزة للسياحة.
تروسيكلات وتوكتوك
انتشرت صور المرشحين على التروسيكلات والتوكتوك والعجل فى معظم المحافظات، كما استخدم كثيرون الذكاء الاصطناعى لإنتاج نصوص وصور وفيديوهات دعائية، ما جعل المحتوى متشابهًا بشكل لافت. واستخدم المرشح إبراهيم الحديدى بالدقهلية أغنية «اتدحرج واجرى يا رمان»، بينما احتفل المرشح ياسر ناصر العسيرات بالإعادة على إيقاع «نمبر وان» بطريقة محمد رمضان.
هوس الشهرة
من جانبه قال استشارى الصحة النفسية الدكتور وليد هندى، إن هذه المشاهد تعكس خللًا فى تقدير الذات لدى بعض المرشحين، وتصورًا غير ناضج لطبيعة المسئولية البرلمانية، وأكد أن من يريد تمثيل الشعب يجب أن يمتلك الكفاءة والوعى، وألا يحول حملته إلى استعراض هزلى يهينه هو أولًا. وأضاف: إن اللجوء لمثل هذه الاستعراضات يعكس فقرًا فى الأفكار وليس فى الميزانية، وأن كثيرين يعانون هوس الشهرة وجنون العظمة، فيبحثون عن «التريند» أكثر من ثقة الناخب، وشدد على أن الناخب المصرى اليوم أصبح عقلانيًا، ويمنح صوته لمن يحترم عقله، لا لمن يُضحكه أو يُذهله بمشاهد عبثية.

مسئولية جسيمة
وختم الدكتور هندى بأن تمثيل الشعب تحت قبة البرلمان مسئولية جسيمة تتطلب وقارًا واحترامًا للمنصب، وأن العبث بهذه الصورة يفقد المرشح مصداقيته مهما صنع ضجة إعلامية.
فى النهاية نحن أمام ظاهرة غريبة تعكس خللًا سلوكيًا خطيرًا، أصبح شائعًا بين نسبة كبيرة ممن تسوقهم طموحات الشهرة والمناصب المرموقة لفعل أى شىء من أجل جذب الانتباه.
لكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن: ماذا سيحدث بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة بشأن ضبط الدعاية الانتخابية؟







