المواجهة رقم 131.. الأهلى يخطط للعودة لمكانته

محمد عادل حسنى
هذا الاسبوع تتجه أنظار عشاق كرة القدم المصرية والعربية، إلى ستاد القاهرة الدولى حيث الموعد المرتقب بين الأهلى والزمالك فى قمة الدورى المصرى الممتاز.
المباراة التى تفرض نفسها فى كل موسم باعتبارها الحدث الكروى الأهم على الساحة المحلية، فهى ليست مجرد ثلاث نقاط بقدر ما هى صراع تاريخى طويل المدى بين قطبين لا يعرفان سوى لغة المنافسة الشرسة، والرغبة فى إثبات الذات، وبث رسائل التفوق إلى الجماهير العريضة التى تتابع تفاصيلها بشغف لا ينقطع.
الأهلى يدخل المواجهة وهو يحمل على عاتقه الكثير من الضغوط بعد بداية لم تكن مثالية فى الأسابيع الأولى من عمر المسابقة، لكنه سرعان ما استعاد توازنه بتحقيق انتصارين متتاليين، كان آخرهما على حساب حرس الحدود فى مباراة مثيرة انتهت بفوز الفريق الأحمر بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليصل رصيده إلى 12 نقطة، الأمر الذى أعاد الثقة إلى اللاعبين وأشعل حماس الجماهير التى تنتظر مواجهة الزمالك على أحر من الجمر، وهى تدرك أن نتيجتها قد تكون نقطة تحول فى مشوار الفريق نحو استعادة الصدارة.
المدير الفنى المؤقت عماد النحاس وجد نفسه أمام تحد استثنائى، إذ تولى القيادة فى فترة حرجة تتطلب الكثير من الحزم والجرأة، لكنه بدا مدركًا لطبيعة المرحلة عندما شدد على لاعبيه بضرورة اللعب بروح قتالية مضاعفة فى لقاء القمة، مؤكدا أن مثل هذه المباريات لا تُحسم إلا بالإصرار والعزيمة قبل أى أمور فنية، وطالبهم بالتركيز الشديد وتجنب الأخطاء الدفاعية التى كلفت الفريق الكثير فى الجولات الماضية، ورأى أن الفوز على الزمالك بمثابة ست نقاط كاملة لأنه يمنح الأهلى التقدم بثلاث نقاط ويمنع فى الوقت نفسه منافسه المباشر من توسيع الفارق.
ما يزيد من أهمية اللقاء بالنسبة لجماهير القلعة الحمراء أن الفريق لا يزال يمتلك مباراة مؤجلة، يمكن أن تجعله يتصدر جدول الترتيب فى حال الفوز بها، إلى جانب الفوز بالقمة، وهو ما يمنح اللاعبين دافعًا إضافيا لإثبات أن الأهلى لا يزال الطرف الأقوى فى سباق البطولة، مهما كانت الصعوبات، وشدد النحاس على أن الانتصار على الزمالك سيكون له تأثير نفسى كبير يرفع الروح المعنوية، ويمنح الفريق دفعة قوية لمواصلة المشوار بثقة أكبر.
ورغم حالة التفاؤل التى بدأت تسود بين الأنصار إلا أن هناك اعترافا بأن أداء الأهلى لم يصل بعد إلى المستوى المثالى، وأن الأزمة الدفاعية ما زالت تشكل نقطة ضعف واضحة ظهرت فى مباراة حرس الحدود التى شهدت استقبال الفريق لهدفين نتيجة أخطاء فردية، وعدم التمركز الجيد، وهو ما جعل الجهاز الفنى يركز فى التدريبات الأخيرة على معالجة تلك الثغرات من خلال زيادة الانضباط التكتيكى والضغط المبكر لمنع الزمالك من استغلالها.
ومن بين المكاسب التى ترفع معنويات الأهلى قبل القمة، عودة أحمد عبد القادر إلى المشاركة بعد غياب دام أكثر من 400 يوم، إذ كان آخر ظهور له فى 11 أغسطس 2024 أمام فريق زد فى الدورى، قبل أن يعود مؤخرا بديلا فى مواجهة الحرس ويقدم أداء جيدا منح الجماهير أملا فى أن يكون أحد الأوراق الرابحة خلال لقاء الزمالك، فوجود لاعب بقدراته الفنية على الأطراف يمنح الفريق تنوعا هجوميا هو فى أمس الحاجة إليه.
المتابعون للمشهد داخل القلعة الحمراء يلمسون رغبة واضحة لدى اللاعبين فى تعويض الجماهير عن أى اهتزازات سابقة، فالكل يدرك أن مباراة الزمالك لا تقبل القسمة على اثنين، وأن نتيجتها ستظل عالقة فى الأذهان طويلا، وقد ظهر ذلك من خلال أجواء التدريبات التى شهدت حماسا كبيرا بين اللاعبين، ومحاولات جادة من الجهاز الفنى لبث الحماس، وإشعارهم بأنهم أمام مسئولية تاريخية عليهم أن يخرجوا منها مرفوعى الرأس.
أما على صعيد الجماهير، فلا صوت يعلو فوق صوت القمة، الجميع يترقب ما سيقدمه الفريق الأحمر ويضع آمالا عريضة على نجومه الكبار الذين خبروا مثل هذه المواجهات، ويعرفون كيف يتعاملون مع ضغوطها، وقادرون على حسمها لصالحهم، فالأهلى اعتاد أن يظهر فى المواعيد الكبرى، وأن يثبت أنه فريق البطولات مهما كانت الظروف، وقد يكون هذا ما تراهن عليه الجماهير فى مواجهة الاثنين.
وبين التفاؤل المشروع والحذر الواجب يبقى السؤال مطروحًا، هل يتمكن الأهلى من تجاوز أزماته الدفاعية وتأكيد تفوقه التاريخى على الزمالك فى لقاءات الدورى أم أن الأبيض سيستغل أى هفوات ليعيد خلط الأوراق ويشعل سباق الصدارة مبكرا؟ المؤكد أن المباراة ستكون عامرة بالإثارة، وستشكل علامة فارقة فى مسار البطولة لهذا الموسم.
الأهلى إذًا يدخل القمة وهو مدفوع بثقة الانتصارات الأخيرة ورغبة جامحة فى اعتلاء القمة من جديد لكنه فى الوقت ذاته يدرك أن المهمة ليست سهلة، وأن الفوز يتطلب بذل أقصى الجهد، وتفادى الأخطاء واستغلال كل الفرص المتاحة ليكتب فصلًا جديدًا فى كتاب القمم الخالد، ويمنح جماهيره ليلة كروية لا تنسى.