الثلاثاء 16 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الكتائب الإلكترونية يغذون الفتنة الكروية على حساب المنتخب

لماذا يكرهون حسام حسن؟

منذ أن أعلن جمال علام، رئيس اتحاد الكرة السابق، قرار تنصيب التوأم  حسام وإبراهيم حسن على رأس الإدارة الفنية لمنتخب مصر، فى 6 فبراير 2024، واتهامات التشكيك، وتلميحات التقليل من شأن أعظم مهاجم مصرى، على مر العصور، وأفضل ظهير فى تاريخ الكرة الحديثة، تطارد الثنائى.. مع كل مباراة، ومع كل تصريح، مع كل ظهور فى محفل؛ بل بدا الأمر، وكأنه أمر ممنهج، من اتجاهات شتى، تجمعت فى اتفاق غير مكتوب، على النيل من التوأم حسن، إلى حد ملاحقة الأنفاس، فى حملة هجوم شرس خرجت من إطار الانتقاد الفنى الموضوعى إلى التربص والتحريض.. ولم يعد التفكير فى الصالح العام لدى فئة ليست قليلة من محركى الرأى العام، عبر جماهير كرة القدم، ومتابعى السوشيال ميديا تحديدًا، هو المحرك الأساسى لهذا التوجه المخيف، بل صارت مشاعر متباينة مغلفة برداء الغضب فى كل الأحوال.. مع كل اختيار، ومع كل تشكيل.. وبعد كل نتيجة.. حتى صار السؤال يطرح نفسه: لماذا يكرهون حسام حسن ؟



 صدام مع جماهير القطبين

نجاحات حسام حسن فى لملمة شتات المنتخب الوطنى، بعد الإخفاق المؤسف فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، تحت قيادة فيتوريا، كانت شاهدة على عودة الثقة للاعبين الدوليين.. لكنها لم تكن كافية لينال رضا أقطاب جماهير الأهلى والزمالك، فى ظل رواسب العلاقة السابقة بين المدير الفنى الحالى للمنتخب، وجماهير القطبين، والتى وصلت إلى حد التوتر، بعد صدام حسام حسن مع رموز الأهلى، فى أكثر من مناسبة، وانفعالاته التى وصلت إلى المايسترو صالح سليم، وهو بمثابة الخط الأحمر، لدى الأهلاوية،  وكذا تبادل الهجوم بينه وبين بعض رموز الزمالك، عقب رحيله عن القلعة البيضاء، رغم المسيرة المظفرة التى قدمها التوأم مع جيل تاريخى، ضم أساطير بقيمة حازم إمام، وعبدالحليم على، وعبد الواحد السيد، وطارق السيد، ووائل القبانى، وبشير التابعى، وتامر عبد الحميد (دونجا)، ومحمد أبو العلا، ومدحت عبد الهادى، وغيرهم.

 

 تغذية مشاعر الكراهية

هذه الرواسب كان من الممكن جدًا أن تتلاشى، تحت عَجلات الزمن، لولا أن هناك من تلقفها، لخدمة أغراضه الخاصة، وتنفيذ أچندة مريبة، عزفت أصابع شيطانيّة على تغذية مشاعر الكراهية، ضد حسام حسن وجهازه الفنى، لتحقيق مآرب تكرّس إعلاء الانتماء للأندية، واعتباره عقيدة، ونسف كل محاولات الالتفاف حول هدف قومى، يوحد الجماهير المصرية، على مختلف انتماءاتها.. والإبقاء على راية هذا النادى، أو ذاك، واعتبار المنتخب، مجرد أمر ثانوى، غير مسموح بمجرد مساواته مع النادى، ما يشكل خطرًا يهدد المرتزقة التى تتربح عبر إزكاء هذه الروح الغريبة على المصريين، من خلال منشورات وفيديوهات تكرس هذه المفاهيم التى تهدم قيم التوحد خلف علم مصر، ونزع مفهوم الوطنية، والزعم أنه لا علاقة بين الانتماء للوطن، وممارسة كرة القدم، فى إطار منهج جمع الدولارات عبر المنصات الإلكترونية.

 إدانة فى كل الأحوال وتحت أى ظرف 

ومع كل تجمع للمنتخب.. تجد أصواتًا فى أحد المعسكرين الأحمر أو الأبيض، تصرخ فى البرية، إذا كان عدد اللاعبين المنضمين للمنتخب من ناديهم كبيرًا، ويتم تصوير الأمر، بشكل شيطانى، على أنه (ملعوب) لإجهاد لاعبى ناديهم، وعرقلة مسيرتهم فى المنافسات المحلية، أو القارية!!

أمّا إذا كان عدد اللاعبين المنضمين، أقل من المنتظر؛ فإن الحملة الإلكترونية تتحول إلى منهج مغاير، يزعم أن حسام حسن يهز ثقة لاعبى هذا النادى  فى أنفسهم، بما يؤثر على قدراتهم، وينعكس سلبًا على نتائج ناديهم.. أى أن حسام حسن فى كل الأحوال تُدمَغ على أصابعه حبر الإدانة، مَهما كانت اختياراته!!

12 مباراة رسمية دون خسارة

حسام حسن لم يخسر مباراة رسمية واحدة، منذ أن تولى قيادة منتخب مصر.. لعب 6 مباريات فى تصفيات كأس العالم، فاز فى 4 مباريات، على بوركينا فاسو، وسيراليون، وإثيوبيا (ذهابًا وإيابًا) وتعادل فى لقائين مع غينيا بيساو، وبوركينا فاسو، فى ملعبيهما.. محققًا 14 نقطة، من إجمالى 18 نقطة، بنسبة نجاح 77٫7 ٪.

وخاض منتخب مصر تحت قيادة حسام حسن 6 مباريات، فاز فى 4 مباريات على كاب فيردى (المتأهل فلكيًا لكأس العالم على حساب الكاميرون):  وعلى بوتسوانا (ذهابًا وإيابًا)، وموريتانيا (الفائزة مؤخرًا بجائزة أفضل منتخب متطور فى إفريقيا)، وتعادل مرتين مع كاب فيردى وموريتانيا، محققًا 14 نقطة من إجمالى 18 نقطة بنفس نسبة نجاحه فى تصفيات كأس العالم (77٫7 ٪).

لكن هذه النتائج الجيدة والمنطقية، لم تشفع لحسام حسن، أمام الكتائب الإلكترونية، التى بررت تحقيقها تحت مزاعم عدم مواجهة منتخب من الصف الأول، أو أحد القوى الكروية فى القارة السمراء، رغم أن هذا المبرر المزعوم، ليس ذنب المدير الفنى؛ لأن المنتخب المصرى شأنه شأن كل نظائره فى القارة السمراء يلتقى مع منتخبات المستويات الأخرى، ورغم ذلك، تهاوت أسماء كبيرة، وتعرضت لخسائر من الصغار؛ بل بات بعضها مهددًا بعدم التأهل لنهائيات كأس العالم مثل نيجيريا والكاميرون وربما السنغال، فى حين لم يتأهل رسميًا من الكبار، غير المغرب، ثم تونس، واقتربت فلكيًا مصر والجزائر.

 مصير استمرار حسام حسن 

وفى خلفية الفناء.. تبدو آثار خلاف قديم بين حسام حسن والمهندس هانى أبو ريدة، رئيس اتحاد الكرة الحالى، على خلفية تصريح حسام حسن الشهير، قبل انتخاب رئيس الاتحاد الحالى، فى مؤتمر صحفى قبيل مباراة مصر وموريتانيا من تصفيات كأس أمم إفريقيا قال فيه: «أرجو أن يصبح للدورى المصرى شكل كبير مثل الدوريات العربية، وهذا لن يحدث إلا حين يأتى أشخاص نظيفة القلب والعقل ونتخلص من القديم المتشبث بالكرة المصرية فى آخر 10 أو 15 عامًا». 

تصور البعض أن هانى أبو ريدة سيسارع بإقالة حسام حسن، وتصفية جهازه.. ورغم تأكيدات أبو ريدة عقب انتخابه بأنه لا يفكر بهذه الطريقة، وأن الفيصل فى استمرار جهاز فنى لأى فريق كروى من عدمه هو النتائج التى يحققها؛ فإن سيناريو مشهد الرحيل لا يزال عالقًا فى انتظار الحدوث، وتكهن البعض بتوقيت اتخاذه، على خلفية بنود عقد التوأم، والتى ترهن استمرار  الجهاز الفنى للمنتخب بالتأهل لنصف نهائى كأس الأمم الإفريقية، أو…. منح اتحاد الكرة حق تقرير مصير الجهاز، بتجديد الثقة، أو إنهاء التعاقد،، ووضع تتر نهاية رحلة التوأم مع المنتخب.