الأربعاء 17 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

من مارسيل كولر إلى خوسيه ريبيرو

المال السايب فى .. الأهلى بضاعة أتلفها الهوى

 قرار إقالة الإسبانى خوسيه ريبيرو، من تدريب الأهلى، عقب الخسارة أمام بيراميدز، بهدفين مقابل لا شيء، بمثابة استدعاء لمشهد فسخ التعاقد مع السويسرى مارسيل كولر، عقب الخروج من نصف نهائى دورى أبطال إفريقيا بالتعادل الإيجابى بالقاهرة بهدف لكل منهما، ليودّع الأهلى البطولة التى حاز على لقبها عامين متتاليين.



المشهدان متشابهان، ليس فقط من الناحية الفنية، بصرف النظر عن نجاحات كولر التى قدمها مع الأهلى، على مدار 3 أعوام محليًا وإفريقيًا ودوليًا.. بل ومن الناحية القانونية أيضًا، مع الفارق الكبير بين راتب كولر، مقارنة براتب ريبيرو الذى يصل إلى أكثر من الضعف.

عقد كولر

مارسيل كولر كان يحصل على راتب شهرى فى الأهلى يبلغ 250 ألف يورو، عقب الإقالة استمرّ الأهلى فى دفع راتبه دون عمل بعد فسخ عقده لمدة 3 أشهر، بسبب ورطة صياغة العقد، التى تجبر الطرف الراغب فى الفسخ، على تحمل كل تكاليف المدة المتبقية منه.. ما كان يعنى دفع 3 أشهر متبقية من الموسم الماضى، بخلاف الموسم الحالى بالكامل.. إذ كان عقد كولر مستمرًا حتى نهاية موسم 2025/2026 .

وبعد مفاوضات تم فسخ التعاقد عقب 3 أشهر بشكل رسمى، مقابل راتب 3 أشهر أخرى.. فى أغرب واقعة من نوعها مرت على النادى الأهلى فى تاريخه، وسط صمت القبور الذى خيم بظلاله على المشهد فى القلعة الحمراء ، كولر حصل على راتب 6 أشهر نظير الرحيل عن الأهلى.. بقيمة إجمالية 1٫5 مليون يورو.. بما يعادل 85 مليون جنيه مصرى

 لم يتعلم الدرس 

قبل مونديال الأندية الأخير، أبرم الأهلى عقدًا مع خوسيه ريبيرو الإسبانى مقابل 135 ألف دولار.. وتم التعاقد رسميًا بتاريخ 29 مايو الماضى العقد نص على عدم تحمل الأهلى أى شروط جزائية، خلال أول 3 أشهر من التعاقد.. والتى انتهت فعليًا بتاريخ 29 أغسطس، ليلة الخسارة الأولى فى الدورى، أمام بيراميدز بهدفين مقابل لا شيء .

الأهلى أعلن إقالة ريبيرو بعد 24 ساعة، بالتالى بات على الأهلى تحمل الشرط الجزائى المنصوص عليه فى العقد المبرم بين الطرفين، الذى يقدر براتب 3 أشهر، بإجمالى  450 ألف دولار تقريبًا بما يعادل 20 مليون جنيه.

ريبيرو لم يرحل عن القاهرة فور الإقالة، انتظر بضعة أيام لتسوية موقفه بشكل محدد، من خلال وكيل أعماله، سواء بمنحه قيمة الشرط الجزائى بالكامل أو تحديد موعد الدفع، من خلال إجراءات وضوابط يقرها الاتحاد الدولى لكرة القدم.

بضاعة أتلفها الهوى 

أكثر من 100 مليون جنيه دفعها الأهلى، تحت بند (شرط جزائى).. من يتحمل هذه الفاتورة؟.. لماذا لم يتم مساءلة المتسبب عن صيغة عقد كولر؟.. كيف يتم عزل الإدارة القانونية تمامًا عن هذا الملف، لماذا لم يخرج مسئول واحد فى الأهلى ليذكر أن  لامبارتى ، وكيل مارسيل كولر، أبرم هذا العقد مع مونتيرى محامى الأهلى الدولى السويسرى، ما كبد الأهلى مبالغ فادحة اضطرّ إلى دفعها، خشية التعرض لعقوبات تأديبية من الاتحاد الدولى لكرة القدم، الذى يعيد للأذهان مقولة الفنان يحيى شاهين بفيلم (بين القصرين) أحد أضلع ثلاثية العبقرى نجيب محفوظ «بضاعة أتلفها الهوى». 

 خسائر 20 مليون جنيه 

وفى سياق متصل؛ لماذا لم يسارع الأهلى بفسخ عقد ريبيرو، قبل انتهاء المهلة المحددة نهاية يوم 29 أغسطس.. خاصة وأن خافيير روخاس، حكم لقاء الأهلى وبيراميدز، أطلق صافرة نهاية اللقاء، تمام الحادية عشرة مساء، الذى كان بمثابة تتر نهاية العلاقة، كان من الممكن اتخاذ قرار خلال الساعة المتبقية من عمر اليوم، وإعلان القرار بشكل رسمى، لتجنب دفع ٤٥٠ ألف دولار.. قبل فوات الأوان، خاصة وأن كل المؤشرات، وكل الأدلة والبراهين، كانت تؤكد استحالة استمرار المدرب الإسبانى، لحظة واحدة بعد الفشل الذريع الذى قدمه مع الأهلى ، سواء فى مشوار كأس العالم للأندية، أو مع أول 4 جولات من عمر الدورى.. إذ لم يفز إلا بمباراة واحدة، من إجمالى ٧ مباريات، على فريق فاركو، القابع فى ذيل جدول ترتيب الدورى العام، وتعادل مع مودرن سبورت بهدفين لكل منهما، ومع غزل المحلة بدون أهداف، وخسر من بيراميدز، المهتز بقوة بدوره منذ انطلاق الموسم، بهدفين مقابل لا شيء.