أيمن نور يمهد الطريق لـطيور الظلام..
لا مصالحة فـــى دم

عبدالعزيز النحاس
كلما حاولت جماعة الإخوان «الإرهابية» أن تعود واهمة من بوابة «التصالح»، اصطدمت بجدار الواقع الوطنى الصلب: لا مكان للأيدى الآثمة بين أبناء هذا الوطن، فذاكرة المصريين لا تمحو دماءً أُريقت، ولا مؤامرات نُسجت، ولا وطنًا كاد أن يُسرق لولا وعى شعبه فى يونيو 2013.. واليوم، ومع كل دعوة ملتوية، يعلو صوت الدولة والشعب معًا: لا تصالح مع من باع، ولا غفران لمن تلطخت يداه بالدم.. فصفحة الإخوان طويت، ولن تُفتح من جديد.
فى مشهد ليس بجديد، ظهر الهارب أيمن نور عبر إحدى القنوات الإخوانية بالخارج، قبل أيام، يفند محاور أكذوبته الجديدة، بدعوى أن «التحديات التى تفرضها الأوضاع الإقليمية تتطلب حوارا مع الدولة المصرية يشارك فيه الجميع بمن فيهم الإخوان، من أجل تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية للبلاد»، وأن «هناك ظروفاً مواتية لإجراء مصالحة بين الدولة المصرية والمعارضة فى الخارج، بما فى ذلك جماعة الإخوان».
فى حقيقة الأمر، لم يحمل طرح أيمن نور «المراوغ» أى جديد، فقد سبقه القيادى الإرهابى فى جماعة الإخوان محمد عماد صابر وكثيرون من قبلهما، رغم يقينهم من أن تلك الدعوات كُتبت شهادات وفاتها قبل أن تولد، لكن ما لفت انتباهى خلال لقاء «نور» عبر القناة الإخوانية سؤال مباشر: هل يتوقع أيمن نور رئيس حزب غد الثورة عمليات إرهابية قريبا فى مصر؟ ليجيب أيمن نور: هذا فى علم الغيب، لكنه أمر خطير ووارد.. تلك الإجابة كانت كفيلة لا لإثبات إرهاب تلك العناصر الهاربة- فهذا أمر منتهٍ- بل لإثبات براعتهم فى تقديم أنفسهم كأغبى تنظيم إرهابي.
توجهنا إلى عدد من السياسيين والبرلمانيين للإجابة عن هذا التساؤل.. ما الذى يدفع حفنة من الخونة- فى هذا التوقيت- إلى طرح مواءمات يراها الشعب المصرى «أوهامًا عبثية»، ويعتبرونها هم «طرحًا واقعيًا»؟
تكليفات من الخارج
قال اللواء إبراهيم المصري، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن القضاء على جماعة الإخوان «الإرهابية» فى مصر، لم يكن قرارا للقيادة السياسية فقط، بل كان مدعومًا بإرداة شعبية من ملايين المصريين، الذين اكتشفوا حقيقة تلك الجماعة الآثمة.
وأضاف «المصرى»- فى تصريحات لروز اليوسف- أن الهارب أيمن نور الذى دعا لتلك المصالحة المزعومة عبر قناة إخوانية بالخارج، تزامن ظهوره مع الاحتجاجات الإرهابية ضد السفارات المصرية بالخارج، وهذا يؤكد أنه يبحث لنفسه عن دور لا أكثر، وأن تلك التحركات تأتى بتكليفات من جهات خارجية.
ووجه عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، التحية لكل أبناء الوطن بالخارج الذين انتفضوا دفاعا عن السفارات المصرية، قائلا: «أبناؤنا بالخارج خرجوا لحماية سفاراتنا بشكل عفوي؛ حبًا ودفاعًا عن مصر وصورتها بالخارج، ودعمًا لمؤسساتها الوطنية».
وأكد «المصرى» أن الإخوان جماعة إرهابية لا عهد لها، وهذا حدث على مدار عقود منذ عهد عبد الناصر والسادات ومبارك.
مراوغات بلا قيمة
فيما أوضح الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، أن تلك الدعوات ليست بجديدة وما هى إلا مراوغات إخوانية، تأتى فى توقيت يعلن فيه بعض العناصر بالخارج توبتهم والعودة للوطن وآخرهم على مهدى.
وأضاف «فهمي»- فى تصريحات لروز اليوسف- أن بعض الشخصيات المتواجدة بالخارج أمثال أيمن نور تقوم بإثارة تلك الدعوات من أجل إعادة تدوير نفسها، وقد سبقه لذلك بعض الإخوان الهاربين من عناصر ضعيفة وجيل ثالث ليس له أى تأثير، متابعا: «فى رأيى أنهم يقومون بتلك الأمور لجس نبض الدولة، ومحاولة استثمار أى أحداث للدخول فى مفاوضات، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن خطاب الجماعة ليس قائما على إمكانية العودة، فلم يأت هذا الطرح من القطبيين فى السجون أمثال خيرت الشاطر وغيره، على غرار ما قام به عناصر الجماعة الإسلامية فى السابق».
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى التناقض الكبير الذى يظهر فى المشهد بطرح فكرة المصالحة، فى حين نرى عناصر إخوانية تهاجم السفارات المصرية بتكليفات من التنظيم الدولى للإخوان.
وقال «فهمي» إن هناك نحو 14 موقعًا إلكترونيًا و7 قنوات فضائية معادية، ومع ذلك الدولة المصرية ماضية فى طريقها بثبات ونجحت فى عبور العديد من الأزمات، فما الذى سيدفع دولة قوية أمنيا وسياسيا إلى قبول أمر كهذا.. فالدولة المصرية والشعب تجاوزا الإخوان.
«مفيش إخوان تانى»
من جانبه أكد هشام عبدالعزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، أن طرح فكرة المصالحة مع الإخوان هو أمر عبثي، وأن جماعة الإخوان «الإرهابية» انتهت للأبد، وهذه قناعة راسخة لدى مؤسسات الدولة والشعب، وأصبحت جزءا من ثوابت الأمن القومى المصرى.
وأضاف «عبدالعزيز»- فى تصريحات لروز اليوسف- أن الشعب خرج فى ثورة 30 يونيو 2013 رفضًا لهذا الكيان الإرهابي، ودفعنا جميعا الثمن بدمائنا وبالتأكيد لن نتنازل عما حققناه ضدهم، فلا يمكن قبول جماعة أشعلت فتيل الإرهاب فى مصر.
وتابع: «فى تصورى أن هذا الأمر مدفوع من جهات خارجية، فالإخوان وسيلة كبرى لمحاولة زعزعة الدولة، وهذا ما رأيناه فى دول عديدة حولنا.. وبوضوح مفيش حاجة اسمها إخوان تانى».
الأمر محسوم
فى أكثر من مناسبة أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه لا تصالح مع أهل الشر، وخلال إحدى الندوات التثقيفية للقوات المسلحة قال: «أنا لا أقدر أن أتصالح مع من يريد هدم بلادى ويؤذى شعبى وأولادى».
وكذلك فى العام 2022 ومع انطلاق الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى، أكد حينها المنسق العام للحوار الدكتور ضياء رشوان، أن بوصلة ومعايير الاختيار كانت واضحة بإقامة حوار وطنى شامل وسياسى حول أولويات العمل الوطنى، وأن المشاركة فيه للجميع، إلا من تلوثت أيديهم بالدماء أو من شارك وحرض ضد الشعب المصرى ومؤسسات الدولة.