البطل الشعبى.. أيقونة النجاح
صلاح.. الملك المتوج

محمد عادل حسنى
فى عالم كرة القدم حيث يختلط المجد بالشغف يسطع اسم محمد صلاح كأحد أعظم النجوم الذين عرفتهم الملاعب الأوروبية والإنجليزية على وجه الخصوص.. لم يعد صلاح مجرد لاعب هداف أو جناح سريع يرعب المدافعين، بل أصبح حالة خاصة رمزًا للنجاح والإلهام وواجهة مضيئة للشباب العربى الذى يرى فيه تجسيدًا حيًا لفكرة أن الحلم يمكن أن يصبح حقيقة.
محمد صلاح ابن قرية نجريج البسيطة فى دلتا مصر بدأ رحلته بأحلام متواضعة وبإمكانات محدودة، لكنه حمل داخله طموحًا بلا حدود، خطا خطواته الأولى فى نادى المقاولون العرب، وسرعان ما جذب الأنظار بمهاراته وسرعته لينتقل إلى أوروبا، حيث كانت البداية الحقيقية مع بازل السويسرى ثم تشيلسى الإنجليزى فالمحطات الإيطالية فى فيورنتينا وروما حتى وصل إلى ليفربول المحطة التى صنعت منه أسطورة كروية واسمًا خالدًا فى تاريخ الدورى الإنجليزى الممتاز.
فى ليفربول لم يكن صلاح مجرد لاعب ضمن فريق، بل أصبح القاطرة التى قادت النادى إلى منصات التتويج، أحرز دورى أبطال أوروبا والدورى الإنجليزى بعد غياب طويل وكأس العالم للأندية إلى جانب ألقاب فردية متتالية جعلته بين الأكثر تتويجًا فى تاريخ الدورى، وفى الموسم الأخير تألق صلاح بشكل استثنائى ليس فقط بفضل أهدافه الحاسمة التى تجاوزت العشرين، ولكن أيضًا بفضل صناعته للعديد من الأهداف لزملائه ليثبت أنه لاعب جماعى من الطراز الرفيع.
لكن التتويجات الفردية التى نالها صلاح تترجم مكانته الفريدة, حصوله على لقب أفضل لاعب فى إنجلترا للمرة الثالثة جعله أول لاعب فى تاريخ الدورى يحقق هذا الإنجاز ليؤكد أنه لم يكن ظاهرة عابرة، بل نجم ثابت يزداد بريقه عامًا بعد عام، وهو إنجاز لا يقاس بالأرقام وحدها، بل يقاس بقدرته على الحفاظ على مستواه العالى أمام منافسين من طراز عالمى.
ما يميز صلاح حقًا أنه يتجاوز حدود المستطيل الأخضر، فهو رمز للإلهام للشباب ونموذج للاجتهاد والالتزام وصورة حقيقية لقوة الإرادة.
قصته تمنح الأمل لكل شاب يحلم بالخروج من ظروفه البسيطة إلى آفاق النجاح، والأهم من ذلك أنه لم يتخلّ عن تواضعه رغم كل ما حققه فما زال قريبًا من جذوره مرتبطًا بجمهوره محاطًا بحب الملايين الذين يرون فيه البطل الشعبى وأيقونة النجاح.
صلاح أيضًا يمثل صورة مشرفة للعرب والمسلمين فى الملاعب العالمية، سجداته بعد تسجيل الأهداف أصبحت علامة يعرفها العالم ورسالة بأن الهوية لا تنفصل عن النجاح، وهو ما جعله يحظى بمحبة خاصة تتجاوز حدود كرة القدم لتصل إلى كونها إعجابًا بإنسانية نجم عالمى لا ينسى أين بدأ وإلى من ينتمى.
اليوم يقف محمد صلاح فى موقع لا يضاهيه فيه أحد من أبناء جيله هو اللاعب الذى جمع بين الأداء المبهر والأخلاق الرفيعة بين المجد الرياضى والتأثير الإنسانى، لقد أصبح أيقونة عربية وعالمية فى آن واحد ورمزًا خالدًا فى تاريخ الكرة الإنجليزية.
محمد صلاح ليس مجرد هدّاف أو صانع ألعاب بل هو أسطورة حية تكتب فصولها كل أسبوع على المستطيل الأخضر,قصته ستظل تتردد فى الأجيال القادمة لتعلمهم أن الإصرار والشغف والعمل الجاد قادرة على صناعة المستحيل.