الأحد 21 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الموسم الجديد لن يعترف بالهدوء

‎صيف مشتعل ينذر بدورى مصرى خارج التوقعات

‎إذا كنت تظن أن حرارة الصيف تنحصر فى درجات الحرارة فقط، فأنت لم تتابع ما يحدث خلف الكواليس فى أندية الدورى المصرى الممتاز. نحن على بعد أيام قليلة من انطلاق موسم يبدو وكأنه صُمم خصيصًا ليكسر كل القواعد القديمة. فالأندية الكبرى أعلنت حالة الطوارئ وصفقات كبرى تمت بدهاء، بينما صعدت إلى المشهد أندية جديدة تحمل طموحات أكبر من مجرد المشاركة، والجميع يدخل هذا الموسم حاملًا شعار «لا مكان للضعفاء ولا فرصة للتجارب».



 الأهلى خطط للهيمنة على كل شىء 

‎الأهلى، البطل الذى لا يكتفى بالبطولات، عاد هذا الصيف إلى الميركاتو بعقلية لا للراحة. وضعت الإدارة الحمراء خطة لموسم طويل ملىء بالتحديات، وتحرّكت بسرعة لحسم صفقات مؤثرة فى كل مركز يحتاج إلى دعم. التغيير لم يكن عشوائيًا، بل جاء مدروسًا؛ ففى مركز حراسة المرمى، ضَم الفريق وجهًا جديدًا يمتلك مواصفات القائد، بينما خط الوسط شهد عودة لاعب من طراز أوروبى، وأحد الأجنحة الذين تركوا بصمة فى القلوب قبل العيون. بالإضافة إلى صفقة أثارت ضجة كبيرة لأنها كانت من الخصم الأزلى للقلعة الحمراء.

‎الأهلى لا يريد فقط الحفاظ على لقب الدورى، بل يسعى لتحطيم الأرقام القياسية فى طريقه نحو احتكار البطولات المحلية والقارية. ومع وجود جهاز فنى مستقر وصفوف مغلقة على المنافسين، تبدو كتيبة الشياطين الحمر جاهزة لمعركة الموسم الطويل.

الزمالك يبحث عن العودة بوجه وثوب جديد

‎أما الزمالك، الذى عاش سنوات مضطربة، ما بين مشكلات مالية وهزات فنية. فقد قرر هذه المرة أن يضع قدمه على الطريق الصحيح، دون أن ينخدع ببريق الصفقات الاستعراضية. فالإدارة البيضاء اختارت أن تعالج نقاط الضعف من الجذور. كانت البداية بحارس مرمى يعيد الثقة لخط الدفاع تلاه تدعيم الهجوم بلاعبين لديهم شراسة اللعب تحت الضغط.

 كما استقدم لاعبين شبابًا من المغرب وفلسطين، ليعيدوا إلى وسط الملعب الأبيض الروح الغائبة.

‎الزمالك يُدرك أن الطريق طويل، وأن العودة لمنصات التتويج تحتاج إلى بناء فريق ينافس بعقلية الفوز، وليس برد الفعل. الجمهور ينتظر، لكنه أيضًا بدأ يشعر بوجود خطة واضحة هذه المرة، بعد مواسم من التخبط.

 بيراميدز.. هل حان وقت اللقب الأول؟

‎بيراميدز يدخل هذا الموسم بشعار لن نتنازل عن اللقب، فالفريق الذى قضى سنوات فى خانة المنافس الدائم، دون أن يستطيع تذوق الذهب. قرر أن يكسر الحواجز واستعد للموسم بالتعاقد مع لاعب برازيلى مميز فى وسط الملعب، كان بمثابة إعلان صريح عن نواياه كما أبرم صفقات محلية واعدة تضمن له قوة هجومية متجددة.

‎لكن ما يميز بيراميدز هذا الموسم، هو استقراره الفنى والإدارى. فالجهاز الفنى لم يتغير، والإدارة أوضحت للاعبين، أن لقب الدورى ليس طموحًا بل ضرورة، والفرصة باتت ناضجة، خاصة مع تخبط منافسيه فى المواسم الماضية.

 الإسماعيلى والمصرى والاتحاد.. بين أحلام الجماهير ومشاريع العودة للمنافسة

‎على الجانب الآخر تقف أندية جماهيرية بحجم الإسماعيلى، والمصرى البورسعيدى، والاتحاد السكندرى، أمام اختبار حقيقى، ليس فقط فى مواجهة الكبار، بل أمام جماهيرها التى لم تعد تقبل إلا بعودة الروح.

‎الإسماعيلى، الذى أرهقته الأزمات الإدارية والمالية، بدأ الصيف الحالى بخطة أكثر هدوءًا ولكن محسوبة.

فالتعاقدات لم تكن كثيرة لكنها جاءت لتعزيز المناطق الأكثر ضعفًا، مع الاعتماد على لاعبين من أبناء النادى يعرفون قيمة قميص الدراويش.

‎أما المصرى البورسعيدى، فاستغل فترة الانتقالات فى المزج بين لاعبى الخبرة، وبعض الوجوه الشابة الطامحة فى كتابة اسمها مع الفريق الساحلى. إدارة المصرى وضعت شعار عودة الشخصية البورسعيدية كهدف رئيسى للموسم فى محاولة لاستعادة الهيبة المفقودة.

‎وفى الإسكندرية، دخل الاتحاد السكندرى الميركاتو بخطة مختلفة، تقوم على تجديد دماء الفريق بلاعبين يملكون الحماس مع الحفاظ على الأعمدة الأساسية، التى تمثل شخصية الزعيم السكندرى. فطموح الاتحاد هذا الموسم لا يتوقف عند تفادى الهبوط بل يمتد للرغبة فى إنهاء الموسم بين الكبار.

الصاعدون الجدد وجوه جديدة بمشاريع كبيرة

‎فى قلب هذا المشهد، تظهر ثلاثة فرق صاعدة حديثًا إلى الدورى الممتاز، لكنها ليست مجرد أندية طامحة للبقاء فقط.

 

المقاولون العرب عاد سريعًا إلى الأضواء بعد موسم واحد فى الدرجة الثانية، عودة تحمل فى طياتها رسالة بأن الفريق يخطط للعودة إلى مكانته الطبيعية كمنافس شرس.

‎وادى دجلة هو الآخر، عاد إلى الدورى الممتاز، بعد ثلاث سنوات من العمل الهادئ داخل الكواليس. هذا النادى لم يكن طموحه مجرد الصعود بل بدأ يستعد بمشروع فنى متكامل، يعتمد على الشباب وأسلوب اللعب المنظم الذى اشتهر به فى سنواته الذهبية.

‎أما كهرباء الإسماعيلية، فهو الظهور الأول له فى تاريخه بالدورى الممتاز. فريق لم يتوقعه الكثيرون فى بداية الموسم الماضى، لكنه صعد بإصرار وخطة واضحة. إدارة كهرباء الإسماعيلية تدرك أن البقاء فى الدورى الممتاز، يتطلب عملًا مضاعفًا.

 لذلك بدأ النادى فى تجهيز الفريق فنيًا ونفسيًا، ليكون مفاجأة الموسم.

دورى مختلف عن كل ماسبق

‎الكل يتفق أن هذا الموسم، لن يكون كباقى المواسم. فزيادة عدد الفرق إلى 21 ناديًا للمرة الأولى غيرت من خريطة المنافسة. الجدول سيكون مزدحمًا، والفرص ستتوزع بطرق جديدة.

 أندية القمة ستواجه ضغط المباريات بشكل غير مسبوق، بينما تملك الأندية الجماهيرية فرصة لتعويض مواسمها الصعبة. الصاعدون الجدد لا يرغبون فى لعب دور الكومبارس، بل يدخلون بعقلية الباحث عن مفاجآت.

‎ما بين الكبار، الذين يريدون فرض سطوتهم، وأندية الجماهير التى تخطط للعودة للمشهد، والصاعدين الذين يرفضون الاستسلام لفكرة الهبوط السريع، يبدو أن الدورى المصرى الممتاز على موعد مع نسخة لا تتكرر كثيرًا، وموسم لا يعترف بالراحة، ولا يقبل بأنصاف الحلول. ففى هذا الموسم الكل مجبر على أن يقاتل حتى صافرة النهاية.