اللهو الخفى كلمة السر فى الصفقات الجديدة
أحلام الزمالك بين مطرقة الراحلين وسندان الوافدين

كريم الفولى
قام الزمالك بغربلة وإعادة هيكلة فنية وكروية؛ متبعًا نهجًا جديدًا خلال الفترة الماضية؛ حيث لا يتم النظر إلى الأسماء؛ وإنما توفير البدائل المناسبة وفقًا للرؤية والإمكانيات المادية، وعمل عقود بشكل قانونى سليم يضمن حق النادى مستقبلًا؛ خوفًا من عمليات التهكير والقرصنة التى كان يعانى منها الفريق خلال الفترات الماضية.
وهذه السياسة تعد جديدة على إدارة الزمالك، كونها تعمل فى صمت دون ضجيج مع قطع مسافات قصيرة ولكنها منتظمة.. الصمت طرح الكثير من علامات الاستفهام، ولكن مجلس الإدارة لم يعير أى اهتمام وظل راسخًا على موقفه ويسير نحو تحقيق المزيد من المكاسب المادية ببيع اللاعبين غير المستفاد بهم خلال الفترة الراهنة، مع جلب صفقات لها شهية فى تحقيق الانتصارات ونهم فى كسب البطولات، خالية من عوامل التشبع الفنى أو العنجهية الكروية؛ لتقديم كل قطرة عَرَق مع الفريق، مع عمل عقود طويلة الأمد، بالإضافة لتقليل معدل الأعمار السنية؛ للاستفادة من «أكسير» الشباب داخل الفريق بعيدًا عن النجومية، مع عدم المبالغة فى المَطالب المالية.
وكان هذا النهج المتبع منذ بداية الميركاتو الصيفى للقلعة البيضاء، مع بيع أى لاعب داخل الفريق غير مفيد مستقبلًا، ورفض تركه بشكل مجانى، وهذا الأمر كان بعيدًا عن سياسات الزمالك، ومجالسه منذ زمن بعيد.
مطرقة «الراحلين» وسندان «الوافدين»
فى موسم انتقالات صاخب، يقف نادى الزمالك على مفترق طرق، بين مطرقة رحيل النجوم وسندان صفقات جديدة لا تزال محل شك، وسط آمال جماهيره العريضة باستعادة أمجاد بيضاء ذهبت بين الأزمات الإدارية المتلاحقة والنتائج المتذبذبة، وتوديع البطولات والخروج المبكر بشكل غير لائق للفارس الأبيض.
الزمالك فقد خلال المواسم الأخيرة عددًا كبيرًا من لاعبيه، سواء بسبب انتهاء العقود، أو رغبة بعضهم فى خوض تجربة احترافية خارجية؛ نتيجة أزمات مالية وإدارية، والعودة من جديد للدورى المصرى، ولكن من خلال بوابة النادى الأهلى.. بعض الصفقات جاءت للزمالك، من أندية متوسطة، لا تملك سجلاً قويًا فى البطولات الكبرى، مع الاعتماد على لاعبين شباب واعدين، وهذا الخيار يحمل مخاطر كبيرة فى ظل تلاحق المباريات وضغط البطولات؛ حيث نجح نادى الزمالك منذ وصول جون إدوارد فى إبرام 6 صفقات خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية؛ من أجل تدعيم صفوف الفريق الأول لكرة القدم بالقلعة البيضاء، وجاءت صفقات الزمالك، على النحو التالي:
حارس المرمى مهدى سليمان، قادمًا من صفوف فريق الاتحاد السكندرى فى صفقة انتقال حر، لمدة موسمين، والإنجولى شيكو بانزا قادمًا من صفوف نادى إستريلا دا أمادورا البرتغالى لمدة 4 أعوام مقبلة، والمهاجم عمرو ناصر قادمًا من صفوف فاركو لمدة 5 مواسم، بالإضافة للاعب أحمد شريف قادمًا من صفوف فاركو لمدة 5 مواسم أيضًا، مع الفلسطينى آدم كايد قادمًا من صفوف فريق بريدا الهولندى، فى صفقة انتقال حر لمدة 3 أعوام مقبلة، كما تعاقد مع اللاعب المغربى عبدالحميد معالى، قادمًا من نادى اتحاد طنجة المغربى، وذلك لمدة خمسة مواسم، فى صفقة جديدة ضمن حركة الانتقالات الصيفية الحالية.. هذا ما تم بشكل رسمى خلال الأيام الماضية، ولا يزال البحث جاريًا عن المزيد من الصفقات لتدعيم الفريق خلال الموسم المقبل.
وتعد هذه الصفقات سلاحًا ذا حدين يمكن الاستفادة من تعطش اللاعبين والرغبة فى إثبات الذات، أو «كواليتى» اللاعبين الذى لا يتلاقى مع طموحات وآمال الزمالك وجماهيره، ليستمر الفريق داخل النفق المظلم، وتزداد الأوجاع وتتفاقم المشاكل.
داء بلا دواء
رحل عن نادى الزمالك 14 لاعبًا، بين الاعتزال والاستغناء وعدم التجديد، وكان على رأسهم أحمد مصطفى زيزو، الذى انتقل للغريم التقليدى الأهلى، واعتزال الثنائى شيكابالا ومحمد عبدالشافى، ورحيل التونسى حمزة المثلوثى؛ بسبب الإصابة بالرباط الصليبى، واللاعب محمد حمدى، بسبب انتهاء إعارته من نادى إنبى، وأحمد رفاعى انتقل إلى نادى غزل المحلة، ومهاب ياسر الذى انتقل إلى نادى حرس الحدود، وسيدى ندياى لانتهاء عقده، وجيفرسون كوستا لانتهاء عقده، ومحمد عاطف، بعد انتقاله إلى فريق طلائع الجيش على سبيل الإعارة، واللاعب مصطفى شلبى الذى انتقل إلى نادى البنك الأهلى، مع حسام أشرف، الذى انتقل إلى فريق سموحة على سبيل الإعارة، وسيد عبدالله نيمار، المنتقل إلى نادى البنك الأهلى، واللاعب أحمد محمود، المنتقل لنادى الاتحاد السكندرى على سبيل الإعارة.
كما رفض جون إدوارد المدير الرياضى بالزمالك، ضم ثلاث صفقات كانت موصَى بها من قِبَل لجنة التخطيط السابقة، وهم «طارق حامد، محمد فتحى، ومحمد أبو جبل»، رغم موافقتهم، ما يشير إلى أن له رؤية فى الصفقات بغض النظر عن توصيات الآخرين.
ولكن مع فشل مجلس إدارة الزمالك برئاسة حسين لبيب، فى إيجاد دواء لجماهيره الغفيرة، يعوض رحيل أحمد سيد زيزو للأهلى، كونه لم يبرم صفقة من العيار الثقيل، ترضى طموحات جماهيره، تحيط علامات استفهام كثيرة عن طريق التعاقدات، وهل تأتى وفقًا للميزانية فقط دون النظر إلى الاحتياجات، مما تسبب فى موجة غضب عارمة انتابت الجماهير، وطالبت برحيل المجلس بسبب عدم القدرة على إبرام صفقات مؤثرة، وتأخر تجديد عقود بعض اللاعبين.