مصر تستحق صوتك
روزاليوسف
في هذا الأسبوع، تُجري الدولة المصرية، الاستحقاق الانتخابي، لمجلس الشيوخ، في موعده المقرر دستوريا، لتعزيز العمل التشريعي وتدعيم المسار الديمقراطي، رغم ما يشهده الإقليم من اضطرابات وعواصف سياسية وأمنية.
هذا المشهد يعكس حقيقة واضحة، وهي أن النظام السياسي يتمتع بدرجة عالية من الاستقرار والقدرة على الوفاء باستحقاقاته الدستورية، حتى في أوقات تتعرض فيها دول أخرى لانهيار مؤسساتها أو تعطيل عملياتها الانتخابية.
وفي هذا السياق، أطلقت الهيئة الوطنية للانتخابات حملتها تحت شعار «مصر تستحق صوتك»، وهو شعار يتجاوز كونه دعوة للتصويت، ليصبح رسالة وطنية تؤكد أن المشاركة السياسية فعل ضروري لحماية الاستقرار وصون الدولة. فبينما تسقط دول في الفوضى وتتعطل فيها المسارات الديمقراطية، تقدم مصر نموذجاً لدولة تلتزم بمواعيدها الدستورية وتحافظ على مؤسساتها قوية وفاعلة.
انتخابات الشيوخ ليست مجرد إضافة عددية لمقاعد البرلمان، بل هي ركيزة أساسية في البناء المؤسسي للدولة المصرية، حيث يضطلع المجلس بدور محوري في دراسة التشريعات، ودعم السياسات العامة، وصياغة الرؤى الاستراتيجية طويلة المدى. وجوده الفاعل يعكس نضج الحياة السياسية وقدرة الدولة على تطوير مؤسساتها بما يواكب التحديات.
كما أن إجراء الانتخابات في هذا التوقيت الحساس يبعث برسالة إلى الداخل والخارج معاً، بأن مصر ماضية في مسارها الديمقراطي بإرادة مستقلة، غير خاضعة لأي ضغوط أو حسابات خارجية، وأن إرادة الشعب هي البوصلة التي توجه القرار السياسي. هذه الرسالة تمثل قوة ناعمة بقدر ما هي موقف سيادي صلب.
في ظل هذه الأجواء، فإن التصويت ليس مجرد إجراء انتخابي، بل هو فعل سيادي ورسالة تحدٍ لكل من يتربص بمصر أو يتمنى لها مصير الدول التي انهارت مؤسساتها.
«مصر تستحق صوتك» لأن أصواتنا هي الدرع الذي يحمي الدولة، وهى أيضاً السلاح الذي يرسخ استقرارها ويصون مكتسباتها، ويؤكد أن المصريين شركاء فاعلون في صناعة الحاضر ورسم المستقبل.
