السبت 20 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أرقامه القياسية غير قابلة للكسر

حسن شحاتة أسطورة حية صنعت المستحيل ضد الأهلى والزمالك

كان خبر تعرض الكابتن حسن شحاتة، أسطورة مصر ونادى الزمالك، لأزمة صحية مفاجئة.. بمثابة استفتاء جديد، على شعبية النجم الكبير، والمدرب القدير، فى وقت ظن معه البعض، أن ابتعاد الرجل عن مهنته التى يعشقها كمدرب، قد يودى به إلى ذاكرة النسيان.



 

 شحاتة تعرض لأزمة صحية، استلزمت نقله إلى أحد المستشفيات بشكل عاجل، لإجراء جراحة فورية فى المعدة، لكنه لم يكن يدرى أنه سيلقى كل هذا الحب، ويحظى بتكريم واهتمام من جموع المصريين، على اختلاف أطيافهم الكروية.. أهلاوية وزملكاوبة، ليس فى مصر وحدها فقط.. بل فى كل أرجاء الوطن العربى، من المحيط إلى الخليج.

لم يصنع حسن شحاتة نجوميته الكبيرة من فراغ.. إذ اصطدم بالعديد من الظروف التى كانت كفيلة بنهاية جيل كروى كامل فى مصر، نتيجة توقف النشاط الكروى فى مصر، خلال الفترة من 67 وحتى 74.

اتجه المعلم حسن شحاتة إلى الكويت، كأنه يبدأ من الصفر.. وقرر أن ينحت فى الصخر.. مرتديًا قميص نادى كاظمة الكويتى، أحد أندية دورى الدرجة الثانية.

سبب شعبية الزمالك فى الكويت

نجاحات حسن شحاتة فى الكويت فاقت الخيال.. وإذا كان المعلم أحد أهم أسباب زيادة شعبية الزمالك فى مصر، خلال الستينيات والسبعينيات، بل وجزء من الثمانينيات.. فإنه وحده يبقى السبب المباشر فى شعبية الزمالك الطاغية حتى الآن فى دولة الكويت الشقيقة.

حسن شحاتة لم يتألق فقط فى صفوف كاظمة الكويتى، لكنه صار هدفًا لأندية أخرى، عندما تمثل الكويت خارج البلاد.. واستعان به العربى القطرى فى بطولة آسيا للأندية أبطال الدورى.. وحاز على لقب أفضل لاعب فى آسيا. وربما لا يعرف الكثيرون أن حسن شحاتة هو اللاعب الوحيد فى التاريخ الذى حصل على لقبى أحسن لاعب فى إفريقيا، وأحسن لاعب فى آسيا.. ووصفه عدد من نجوم جيله فى الأهلى والزمالك بأنه أحسن لاعب فى نصف الدنيا، باعتبار قارتى آسيا وإفريقيا، هما الأكبر فى العالم.

نجم الزمالك الأسطورى حاز اللقب الإفريقى، أثناء مشاركته مع منتخب مصر فى كأس الأمم الإفريقية التى احتضنتها القاهرة عام 74، بعد أداء ولا أروع.. رغم عدم فوز منتخب مصر بالبطولة، والخروج من نصف النهائى أمام زائير ( الكونغو حاليًا).

نجاحات مذهلة كلاعب ومدرب

نجاحات حسن شحاتة، خلال مسيرته الحافلة لم تتوقف عند المشهد المعلن بتتويجه الأسطورى غير المسبوق بكأس الأمم الإفريقية ٣ مرات.. بل سبقتها كثير من التحديات، سواء كلاعب قلما يجود الزمان بمثله، أو كمدرب قدير له مكانته التاريخية.

حسن شحاتة حصل على لقب هداف الدورى الكويتى 3 مرات، وكذا حقق لقب أحسن لاعب فى الدورى الكويتى.. بل ولأن اللوائح فى تلك الفترة كانت تجيز الاستعانة بالأجانب لتمثيل المنتخب العسكرى الكويتى.. فقد شارك فى كأس العالم العسكرية مع الفريق، بعد أن علم أن ذلك لم يؤثر على استمرار انضمامه للمنتخب الوطنى المصرى.

حسن شحاتة يا معلم.. خلى الشبكة تتكلم 

وفى مصر.. ورغم توقف النشاط الرياضى فى الفترة من 67 وحتى 74، إلا أن ذلك لم يمنع حسن شحاتة، من التألق والإبداع وهز الشباك.. واشتهر الهتاف المميز، الذى لا يزال عالقًا فى أذهان أجيال عدة، مع كل هدف يحرزه وتنفجر بعده المدرجات: حسن شحاتة يا معلم.. خلى الشبكة تتكلم.

سجل حسن شحاتة 102 هدف بقميص الزمالك، وهو ثانى الهدافين فى تاريخ القلعة البيضاء بعد عبد الحليم على، الذى سجل 134 هدفًا، مع مراعاة تجميد النشاط الرياضى 6 مواسم، وقلة عدد مباريات الدورى فى جيل شحاتة، إذ كان عدد فرق الدورى 12 فريقًا فقط، فى حين ارتفع مع جيل عبد الحليم على إلى 16 فريقًا.. بخلاف تعدد البطولات المحلية والقارية، واستحداث بطولات من نوعية السوبر المحلى والسوبر الإفريقى، والبطولات العربية، بخلاف المشاركات مع المنتخب الوطنى.

رقم إعجازى فى التدريب.. وسلطنة عمان محطة فارقة 

وكمدرب لم يدخل حسن شحاتة المجال من باب نجوميته الأسطورية، بل عمل فى أندية تكافح لإثبات الذات.. وبقدراته الكبيرة، وعينه الخبيرة.. حقق إنجازًا يصل إلى درجة الإعجاز.

المدرب حسن شحاتة وحده الذى نجح فى الصعود بخمسة أندية من دورى الدرجة الثانية إلى الأضواء.. فعلها مع الشرقية، والمنيا، والسويس، والمقاولون العرب.. وقبل كل هؤلاء.. فعلها مع نادى الشرطة العمانى عام 92، وكرمه السلطان قابوس على هذا الإنجاز.. واستمر مع الفريق فى دورى الأضواء.. وتصدر المسابقة حتى آخر 3 جولات من عمر البطولة.

والغريب أن كل تجارب حسن شحاتة التدريبية مع الأندية المصرية التى نجح بالصعود بها إلى الأضواء.. انتهت عند هذا الحد، ولم تكتمل المسيرة، بسبب اختلافات مع إدارات هذه الأندية.

رقم قياسى غير مسبوق 

أما التجربة التى ما زالت تمثل رقمًا قياسيًا لم يستطع أحد الاقتراب منه، فهى تجربته مع المقاولون العرب.. التى قرر أن يخوضها بشجاعة كبيرة، عقب تتويجه بكأس الأمم الإفريقية للشباب مع الجيل الأسطورى الذى قدمه للكرة المصرية، وضم نجومًا بقيمة عماد متعب، وحسنى عبد ربّه، وأحمد فتحى، وعمرو زكى، والراحل محمد عبد الوهاب، وأمير عزمى، وشريف إكرامى.

خلال مشوار قصير مع المقاولون العرب، نجح «المعلم» فى الفوز بكأس مصر، بعد الفوز على الأهلى بهدفين مقابل هدف واحد، فى مباراة لا تُنسى.. قاد الفريق الأحمر خلالها مدربه الأسطورى مانويل جوزيه. ثم نجح فى الفوز على الزمالك (بطل الدوري) بأربعة أهداف مقابل هدفين.. وسط ذهول الجميع، نطرًا لأن الزمالك كان يضم بين صفوفه نجومًا أفذاذ، أمثال حازم إمام، وعبد الواحد السيد، والقبانى،والتابعى، وعبد الحليم على، وطارق السعيد، وطارق السيد، وغيرهم.

هذه التجربة كانت حجر الزاوية فى تمسك الكابتن عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة آنذاك، بتعيين الكابتن حسن شحاتة، مديرًا فنبًا للمنتخب الوطنى الأول، ليسطر معه إنجازات لم يسبقه إليها أحد.

هذه المسيرة التى كانت أشبه بالسير على الأشواك.. كفيلة بأن تجعل هذا الرمز الكبير، معشوقًا لكل الجماهير المصرية، أهلاوية وزملكاوبة.. لاعبًا فذًا، ومدربًا أسطوريًا.. متع الله حسن شحاتة بالصحة والعافية.