الأربعاء 19 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الإجابة مـــصـــر

بينما تشتعل المنطقة بالصراعات، وتسقط دول كبيرة تحت وطأة الحروب والانقسامات؛ تمثل مصر نموذجًا فريدًا فى الإصرار على البناء وسط النيران، وفى صناعة الحاضر رغم التحديات، وتحقيق نتائج فاعلة وفعالة من المفاوضات لا الشعارات.



وفى الوقت الذى اكتشفنا فيه الوجه القبيح لدول العالم.. وانهارت شعارات «الغرب المتقدم» عن حقوق الإنسان تحت دبابات الاحتلال فى غزة، وقفت مصر وحدها؛ تبنى وتفاوض، تنقذ وتحاور، تدافع عن مواقفها فى زمن تبدلت فيه المواقف، حيث يبدو العالم كله فاقدًا لصوته.

بيان وزارة الخارجية يوم الخميس الماضى، ليس مجرد رد على حملة تشويه، بل إشهار موقف ورسالة دولة. دولة لا تزايد، لكنها فى نفس الوقت لا تصمت حين يمس دورها التاريخى.

مصر لا تحارب بالكاميرات ولا بالشعارات، بل بـ«ضغط صامت» يحدث نتائج ملموسة على الأرض. وما حدث من إدخال المساعدات إلى غزة فى هذا التوقيت الحرج ليس هدية من الاحتلال، بل نجاح لإرادة مصرية لا تقبل الابتزاز ولا المساومة على حياة المدنيين.

لقد أعادت القاهرة عبر هذا الموقف تذكير الجميع أن حماية الفلسطينيين لا تتم على الشاشات، بل فى غرف التفاوض، وعلى بوابات المعابر.

ليس صدفة أن يأتى بيان الخارجية بعد محاولات لتزييف الوعى، وقلب الحقائق، والتشكيك فى الدور المصرى، الذى رغم كل ما يواجهه من ضغوط داخلية وتحديات إقليمية، فإنه لا يزال يحمل راية القضية دون أن يسقطها.

ورغم ما يشهده الإقليم من انفجارات أمنية، بدءًا من غزة والسودان، مرورًا بليبيا وسوريا، وصولًا إلى البحر الأحمر، فإن الحدود المصرية ظلت آمنة ومحصنة، هذا الاستقرار ليس مجرد مصادفة جغرافية، بل نتيجة مباشرة لقدرة مصر على حماية أمنها القومى بقدرات ذاتية ومواقف متزنة.

كل هذه التحديات، لم تمنع مصر يومًا عن مسئولياتها القومية والإنسانية؛ لتقدم مصر نموذجًا للجميع من قلب هذا الشرق المشتعل، أن الاستقرار لا يعنى الجمود، وأن البناء فى زمن الانهيار هو البطولة الحقيقية.

ومع كل خطوة تخطوها إسرائيل فى تهويد الضفة أو توسيع الاستيطان، تقف مصر فى المواجهة؛ تقود رأيًا عامًا عربيًا ودوليًا يرفض سياسة فرض الأمر الواقع، ويعيد فلسطين إلى مربع العدالة لا إلى هامش النسيان أو يستغلها فى سوق المزايدات السياسية. ففى زمن فقدت فيه كثير من العواصم ثقلها، تظل القاهرة عاصمة القرار الهادئ والموقف الرصين، تحشد لاجتماع هنا، وتطلق مبادرة هناك، وتدير معركة بدون ضجيج.

ما حدث ويحدث كل يوم يؤكد حقيقة مفادها أن مصر ليست طرفًا فى المعادلة.. بل هى من تصيغ المعادلة.