الجمعة 1 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

نور وأمان وعبدالله

أسطورة فرسان الحماية المدنية

سطّر رجال الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة ملحمة وطنية كبيرة لإخماد حريق سنترال رمسيس على مدار أكثر من 18 ساعة متواصلة.. استمرت العمليات ما بين إخماد النيران التى كانت تهدد بانهيار المبنى العملاق، وعمليات «التبريد» التى تلت ذلك حتى لا يتجدد اشتعال النيران مرة أخرى.



 

وشهدت عمليات الإطفاء عشرات من حالات الاختناق بين أفراد الحماية المدنية من ضباط وأفراد، أغلبهم رفض الذهاب للعلاج فى المستشفى مكتفيًا بجرعات من الأكسجين المكثف لإعادة تنشيط أجهزة الجسم والعودة للعمل مرة أخرى إلى جانب زملائهم، وبعد أكثر من 18 ساعة متواصلة من العمل المجهد وسط الدخان والنيران سقط منهم العشرات ما بين مغشيًا عليه وتم نقلهم للمستشفى، وآخرين فضلوا التقاط أنفاسهم المتقطعة فى الأماكن الآمنة حول السنترال المشتعل. 

الملازم أول نور امتياز كامل، ضابط الحماية المدنية، ظل يواجه النيران داخل المبنى بشجاعة فطرية ورثها عن أبيه الشهيد اللواء امتياز كامل، أحد أبطال معركة الواحات، رافضًا كل محاولات إقناعه بالذهاب للمستشفى لتلقى الإسعافات الأولية بسبب الإعياء الشديد الذى أصابه عدة مرات جراء الدخان الكثيف الذى استنشقه أثناء عمله، وبدلًا من ذلك تلقى 3 جلسات أكسجين مكثفة فى إحدى سيارات الإسعاف التى كانت تحيط بالمكان، ثم يعود لمواصلة عمله بإيثار شديد وإنكار للذات.

كان الملازم أول البطل نور امتياز، نجل الشهيد، واحدًا من بين عشرات ضربوا المثل والنموذج فى البطولة والشجاعة خلال عمليات إخماد الحريق الضخم، فقط كان هناك أكثر من 20 ضابطًا آخرين، وأفراد وأمناء شرطة من جميع إدارات وقطاعات الحماية المدنية، ومنهم الرائد البطل محمد أمان، ضابط الإدارة العامة للحماية المدنية، المتخصص فى عمليات اقتحام المبانى أثناء الحرائق الخطيرة، ويعتبر من أكفأ ضباط قطاع الحماية المدنية، ودائما ما يضرب به المثل للجاهزية على مدار 24 ساعة، حتى أيام الإجازات والراحات، وهو ما يفسر ظهوره بسيارته الخاصة أمام سنترال رمسيس، وهو يرتدى بسرعة ملابس العمل المجهزة للعمل فى إطفاء الحرائق، وأيضًا اسطوانة الأكسجين.

وانتشر فيديو للرائد محمد أمان، وهو يرتدى بدلة الإطفاء خلف شنطة سيارته الخاصة، بسبب ضيق الوقت، وهو ما يظهر مهارته واحتفاظه بـ «عدة الشغل» فى سيارته تحسبًا لأى طارئ على مدار 24 ساعة.

بعد أن اقتحم الرائد محمد أمان المبنى المشتعل لإطفاء النيران، خرج مرتين مصابًا بالاختناق، لأخذ جرعات الأكسجين داخل سيارات الإسعاف، ثم عاد ليشارك فى الإطفاء وعمليات التبريد النهائية.

بطل آخر من الأبطال الذين سطروا ملحمة القضاء على نيران حريق سنترال رمسيس، هو النقيب عبدالله إبراهيم، ضابط العمليات بقطاع الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، وهو من أوائل من دخلوا المبنى أثناء اشتعال الحريق، وخرج ليعطى تصورًا ومعلومات عن حالة الحريق ومدى تأثيرة على المبنى، وأفضل طريقة للاقتحام، خاصة مع وجود كميات كبيرة من بطاريات الليثيوم، التى كانت سببًا فى اشتعال النيران من جديد عدة مرات، وتأخير عمليات التبريد، وتسبب اشتعال بطاريات الليثيوم فى انتشار رائحة كريهة فى المكان وحالات اختناق وزيادة كثافة الدخان.

وبعد 18 ساعة من العمل كاد النقيب عبدالله أن يغشى عليه، لتتدخل قيادات الحماية المدنية باتخاذ قرار وأمر بفترة راحة إجبارية خوفا على حياة الضباط والأفراد، ورفض النقيب البطل الجلوس داخل سيارة الإسعاف، وفضَّل الجلوس على الأرض بجوار سيارات الدفاع المدنى لالتقاط أنفاسه، ثم عاد مرة أخرى لاقتحام المبنى، إلى أن انتهت عمليات التبريد وتسليم المبنى بالكامل، بعد إخماد الحريق.

 

 

 

السيدة انتصار السيسي تشيد ببسالة الأبطال

أشادت السيدة انتصار السيسى ببطولة فرسان الحماية المدنية، قائلة على وسائل التواصل الاجتماعى: «تواصلت تليفونيًا مع والدة الملازم أول/ نور امتياز كامل، أحد الضباط الأبطال الذين شاركوا بكل شجاعة وإخلاص فى السيطرة على حريق سنترال رمسيس.

وخلال حديثى معها، قدمت لها الشكر على بسالة وشجاعة ابنها وزملائه، كما أعربت لها عن فخرى واعتزازى أنا وكل المصريين بأبنائنا الأوفياء من رجال الشرطة، الذين يضعون أرواحهم على أكفهم لحماية الوطن. أوجه لهم جميعًا التحية والتقدير، وأدعو الله أن يحفظ مصر برجالها المخلصين».